مع الحدث : شائعات ومواقف تؤزم الوضع

مأزوما يبدأ الاسبوع غدا ، مثقلا بدماء شهداء الرويس وجرحاها ، ومرعوبا من شائعات بالجملة عن وجود سيارات مفخخة ، هنا وهناك ، ومثقلا بمواقف سياسية تزيد من انسداد الافق وتزيده سوادا.

 العبوات المتنقلة باتت الشغل الشاغل للبنانيين . ليس في “المناطق الشيعية ” فقط . لقد تسرب الخوف الى كل ثنايا حياة الناس بعدما تبين أن الجهة التي تبنت اعتداء الرويس وهمية . وان فيديو التبني دعاية استخباراتية تزيد صب الزيت على نار مشتعلة . وتعاظمت المخاوف من أن تكون الخطوة التالية للارهابيين استهداف “منطقة سنية” خدمة لمنطق الفتنة المذهبية .

 هذا الهاجس شغل الاجهزة الامنية الرسمية ولو بتأخير . فانصرفت الى البحث والتحري واصدار البلاغات والتنبيهات . وقد تم الكشف خلال يومين على عشرات السيارات والاجسام الغريبة التي اشتبه باحتوائها عي متفجرات ، على طول الارض اللبنانية وعرضها . وحدها سيارة مجرمة في منطقة الناعمة ضبطت بالجرم المشهود ، محملة بحوالى ٢٥٠ كيلوغراما من مواد الموت مع العدة اللازمة للتفجير . الا ان هذا الانجاز الامني السعيد تحول بسرعة الى مأساة فتقاتل جهازان أمنيان رسميان على تبني الفضل في الاكتشاف . فبدا وكأن الاول يتبنى مقولة أن الشيعة يحمون أنفسهم ، والثاني يفيد أن السنة ايضا قادرون على حمايتهم .

وبعد “تجمع لبنان المدني” ، حذر رئيس الحزب “التقدمي الإشتراكي” النائب وليد جنبلاط أن “محاولات مذهبة وتطييف الأجهزة الأمنية هو ضربة قاسية للحصون الأخيرة التي تحمي البلد”.

 ولم يكن ينقص المشهد الا تساقط دفعة جديدة من الصواريخ على الهرمل ليكتمل مشهد الحرب التي تدور ، على دفعات ، على ساحة لبنان الرديفة ، أو الاصيلة ، لا فرق ، للحرب السورية .

 الاخطر من التصعيد الامني ، هو انسداد الافق سياسيا . حيث سجلت عودة موفدي النائب جنبلاط من السعودية بموقف متشاءم للغاية بما خص تشكيل الحكومة . في وقت جدد حزب الله دعوته الى تشكيل حكومة وحدة وطنية محذرا ، من باب النصح ، على الرئيس المكلف تمام سلام ، عدم الانسياق  الى دعوات “الحكومة الحيادية ” .

 وظل الخطاب الاخير الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله موضع ردود سلبية وعنيفة من  الخصوم في قوى ١٤ اذار ، وجاء الرد الابرز من الرئيس سعد الحريري ، الذي أكد أن الخطاب لم يكسر حلقة الاحتقان . واذا كانت متفجرة الرويس جريمة بشعة فان قتل الشعب السوري جريمة أبشع.

السابق
احتراق سيارة في البازورية ونجاة ركابها
التالي
لبنان العراقي