خطف التركيين عمل محترف..هل تتعقد قضية مخطوفي أعزاز ؟

اذا شعرت تركيا ان حزب الله يقف خلف المجموعة الخاطفة ، او ان اجهزة رسمية لبنانية تواطأت معها ، فانها سترد بطرق متعددة ، أولها رفع يدها نهائيا عن ملف مخطوفي أعزاز ، وبالتالي فتح معركة مباشرة مع الحزب ، وخصوصا انه مصنف في خانة الاعداء منذ بدأ تدخله العسكري في الحرب السورية الى جانب نظام الاسد .

عادت قضية مخطوفي أعزاز الى الواجهة مع اختطاف مواطنين تركيين على طريق المطار فجر الجمعة ، وتبني مجموعة مجهولة أطلقت على نفسها اسم “زوار الرضا ” ، العملية مطالبة بالافراج عن اللبنانيين التسعة المحتجزين في سوريا قرب الحدود التركية منذ سنة وثلاثة أشهر .

أهالي المخطوفين رحبوا بعملية الخطف ولكنهم لم يتبنوها . وأصيبت السلطات اللبنانية بالارباك ، كما هو متوقع ، وكما هو معتاد في الاحداث الامنية ، اذ غالبا ما نجد القوى الفاعلة على الارض تسبق الدولة بخطوات الى الامام . ولا يجد الرسميون من سياسيين وامنيين من عمل في هكذا حالات سوى معالجة ذيول الحدث الامني .

مكان الخطف (طريق المطار ) والجهة التي توجه اليها الخاطفون مع الرهينتين ( الضاحية الجنوبية ) تشيران بسرعة الى دور ما لحزب الله أقله في التغطية والمباركة . فالحزب الذي صمت طويلا وأكتفى بلعب دوره من خلف الستار في ادارة المفاوضات مع خاطفي أعزاز من جهة ، واجهزة النظام السوري الامنية من جهة ثانية ، والتي تولاها رسميا مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم ، ضاق ذرعا بالاعيب هؤلاء الخاطفين . فبعد ان وصلت المفاوضات الى مرحلة متقدمة وجرى الحديث عن اطلاق مخطوفين لبنانيين اثنين  قبل عيد الفطر السعيد كبادرة حسن نية ، وكتعبير عن اقتراب فرج كل المخطوفين . عادت الامور الى نقطة الصفر ، بسبب عاملين ، الاول عدم تجاوب النظام السوري مع مطلب الافراج عن العدد من المطلوب من السجينات لديه ، والثاني تشدد لواء عاصفة الشمال في شروطه في اللحظة الاخيرة .

مصدر أمني محسوب على قوى 14 اذار يعتقد أن ثمة مؤشرات الى تورط حزب الله في خطف التركيين ، وهما قبطان طائرة ومساعده ، مشيرا الى ان عمليات الخطف السابقة التي طاولت عدة سوريين وتركيين من قبل آل المقداد اتسمت بالعشوائية والفوضوية ، وقد ساهم التخبيص الاعلامي لما سمي آنذاك بالجناح العسكري لآل المقداد في تسريع خطوات اعتقال المتورطين منهم والذين لا يزالون في السجون حتى اليوم . ولكن رغم هذا التخبيص فقد نجحت عمليات الخطف تلك في تحرير اثنين من مخطوفي اعزاز.

ولعل هذه التجرية الناجحة جعلت حزب الله يتبنى مبدأ الخطف ولو مواربة ، أو على الاقل يؤمن التغطية للمجموعة الخاطفة الا ان الملاحظ ان عملية خطف الطيارين تمت بحرفية عالية ، وشاركت فيها مجموعة كبيرة من العناصر لا تقل عن 12 عنصرا ، وهذا ما يدل على وقوف تنظيم ما خلفها ، وهي بالتأكيد ليست من فعل مجموعة من الاهالي الغاضبين .

 وبرأي مصدر سياسي مطلع فان عملية خطف الطيارين التركيين اعادت احياء قضية محتجزي اعزاز ولكن ليس بالضرورة انها ستسرع في حلها ، رغم تفاؤل الاهالي ، وانما قد تعقدها .  والموقف التركي الذي سيستند الى تقييم امني وتحليل استخباري سيحدد مسار الامور. فاذا شعرت تركيا ان حزب الله يقف خلف المجموعة الخاطفة ، او ان اجهزة رسمية لبنانية تواطأت معها ، فانها سترد بطرق متعددة ، أولها رفع يدها نهائيا عن ملف مخطوفي أعزاز ، وبالتالي فتح معركة مباشرة مع الحزب ، وخصوصا انه مصنف في خانة الاعداء منذ بدأ تدخله العسكري في الحرب السورية الى جانب نظام الاسد .

السابق
العروض مغرية لكن التخلي عن الاسد مكلف
التالي
لبنان والأردن مقابل سوريّة والعراق