ايران وحزب الله يسعيان لاستغلال ضعف “حماس” واستيعابها من جديد

أوردت صحيفة “السياسة” الكويتية أن “إيران و”حزب الله” قررا الإبقاء على “شعرة معاوية” مع حركة “حماس” بعد اصطفافها إلى جانب الثورة السورية ضد النظام، استناداً إلى رؤية ترتكز على تلاقيهما معها على “المقاومة” في انتظار التطورات في بلاد الشام”.

 

وأضافت الصحيفة إنّه “بعد سقوط نظام “الإخوان” في مصر وفشل “الإسلام السياسي” في تولي السلطة بدول “الربيع العربي”، باتت “حماس” في موقف لا تحسد عليه بعد خسارتها مراكز القوة التي كانت تنوي الاعتماد عليها بدلاً من إيران وفي مقدمها مصر”، لافتة إلى أنّه “عندما تناوب قادة “حماس” خلال الأشهر القليلة الماضية على إعلان مواقفهم المؤيدة للثورة السورية والمنددة بنظام الأسد “الإستبدادي” الذي عاشوا في كنفه نحو عقدين من الزمن لم يخطر ببالهم أن حليفهم الجديد، نظام “الإخوان” في مصر سيسقط بهذه السرعة بفعل ثورة شعبية بعد عام من توليه السلطة”.

 

وفي هذا المجال، نقلت “السياس” عن مصادر لبنانية مطلعة قولها إن “العلاقات بين “حماس” من جهة وبين “حزب الله” وإيران من جهة ثانية لم تنقطع يوماً وإن كانت تراجعت إلى الحد الأدنى خلال العامين الماضيين على خلفية “الهوة السحيقة” في المواقف من الأزمة السورية قبل أن تتكثف اللقاءات والإجتماعات في الأسابيع القليلة الماضية بناء على وجود مصلحة للطرفين في وصل ما انقطع وإعادة ترميم العلاقات”.

 

ولفتت المصادر إلى أن “الحركة باتت بحاجة إلى إعادة إحياء تحالفاتها القديمة”، في حين أن “إيران و”حزب الله” يحرصان على إبقاء العلاقة معها لسبيين رئيسيين: الأول يتمثل باستمرار التذرع بورقة “القضية الفلسطينية” في تنفيذ مشروع الهيمنة على المنطقة، والثاني التخفيف من حدة الاحتقان السني – الشيعي في المنطقة”.

 

وبناء على المصالح المتبادلة، أضافت المصادر أن “اللقاءات تكثفت في الآونة الأخيرة، حيث زار قياديون من “حماس” بينهم موسى أبو مرزوق وعماد العلمي ومحمد نصر لبنان الشهر الماضي وعقدوا لقاءات سرية مع مسؤولين في “حزب الله” ومسؤولين إيرانيين حيث جرى بحث في مقترحات قدمها القيادي في الحركة محمود الزهار، المقرب من طهران، لاستئناف التواصل وإلغاء إيران قرارها وقف صرف بعض المستحقات المالية التي كانت تدفع شهرياً لحماس”.

 

وتابعت الصحيفة أن “ممثل الحركة في لبنان علي بركة شارك مع ممثلين آخرين لقوى فلسطينية في الإفطار الذي أقامه “حزب الله” في الضاحية الجنوبية لبيروت الاثنين الماضي وفي الإفطار الذي أقامه السفير الإيراني في بيروت غضنفر ركن أبادي في منزله بالفياضية الثلاثاء الماضي”، مضيفة إنّه “خلال الإفطار في منزل أبادي، لم تسجل مصافحة بين بركة وبين السفير السوري في بيروت علي عبد الكريم علي، فيما كانت جميع الأنظار متجهة نحو ممثل “حماس” الذي بدا مركباً من الإيحاءات التي كانت تعكس ضمناً “شماتة” بالحركة بوصفها “الابن الضال” الذي يسعى للعودة إلى حضن المحور الإيراني”.

 

وخلصت المصادر إلى أن هذه اللقاءات العلنية والسرية أثمرت تفاهمات عدة يمكن تلخيصها بما يلي:

 

– توافق على عزل العلاقة بين إيران و”حزب الله” وبين “حماس” عن الخلاف بشأن ما يجري في سورية.

 

– موافقة إيران على استئناف ضخ الأموال إلى “حماس”, ولكن ليس كما كان عليه الأمر سابقاً, علماً أن الأموال التي كانت من حصة الحركة, ذهبت طيلة الفترة الماضية إلى تنظيمات فلسطينية أخرى, في مقدمها حركة “الجهاد الإسلامي” و”الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”, إضافة إلى جناح داخل حركة “فتح”.

 

– توافق على خطة تواصل مفتوحة بين “حماس” و”حزب الله”, تتعلق خصوصاً بالملف اللبناني, سيما مسألة تحييد المخيمات الفلسطينية عن محاولات جرها إلى الفتنة السنية – الشيعية.

 

وكشفت المصادر أن “هذه التفاهمات وغيرها التي تنطلق من مصلحة الجانبين في ترميم العلاقات مشروطة بتنفيذ “حماس” خطوات حسن نية، في مقدمها التوقف التام عن دعم الثورة السورية، تسليحاً وتدريباً وتخطيطاً، سيما في ظل المعلومات الموثوقة عن انخراط الحركة بشكل واسع في مساندة المعارضة السورية المسلحة ضد الجيش النظامي. وآخر الأدلة على ذلك نعي “حماس” أحد عسكرييها “المجاهد” فهد نزار الهباش في غزة، حيث أعلنت أنه “خرج مهاجراً من غزة للدفاع عن كرامة الأمة العربية والإسلامية”, و”نال شرف الشهادة فوق أرض الشام الزكية بتاريخ 24/7/2013″، أي في الرابع والعشرين من الشهر الماضي”.

 

وقالت المصادر إن “حزب الله” أبلغ “حماس” إن “وقف دعمها من يصفهم بـ “المسلحين” في سورية هو شرط أساسي ومدخل إلزامي لاستئناف العلاقات وتحسينها وأن طهران لا تقبل أي مراجعة في هذا الصدد”، ولفتت إلى أن الحركة في المقابل “لم تنكر في اللقاءات الثنائية أنها تدعم الثورة السورية بيد أنها ألمحت إلى وجود خلافات عميقة في داخلها بهذا الشأن وإلى أنها عاجزة في الوقت الحالي عن اتخاذ قرار حاسم في هذا الصدد، سيما أن انخراطها في الحرب السورية يأتي من ضمن توجه عام للتنظيم الدولي لـ”الإخوان” في العالم”.

 

لكن ممثلي الحركة، بحسب المصادر، “أبدوا رغبة وحرصاً على تحسين العلاقات مع إيران و”حزب الله” وتعهدوا نقل هذا الشرط إلى قيادة “حماس” التي قد تلجأ إلى عقد اجتماع لمكتبها السياسي في الفترة المقبلة لحسم ملفين أساسيين: موقع الحركة في معادلات المنطقة بعد سقوط “الإخوان” في مصر, وملف العلاقة مع طهران و”حزب الله”.

 

وأضافت المصادر إن “قرار إيران والحزب يتلخص بـ”استيعاب” “حماس” في هذه المرحلة، واستغلال ضعف موقفها لإجبارها على التوقف عن دعم معارضي النظام السوري الذي يرفض حالياً أي نقاش بشأن تحسين علاقته بالحركة لأنه يعتبر أنها “غدرت به” باصطفافها إلى جانب “أعدائه” رغم الدعم الذي قدمه لها على مدى نحو عقدين من الزمن”.

السابق
المفتي حسون: اذا سقطت سوريا سقطت السعودية
التالي
“الحياة” عن مصادر: سليمان غمز من قناة “حزب الله