“السفير”: ماذا لو أدار “حزب الله” ظهره للأوروبيين؟

 رأت صحيفة "السفير" انه رغم التطمينات الأوروبية فلا تحجب أسئلة من نوع آخر:

 

ـ أولا، ثمة قناعة راسخة بأن التوجه الأوروبي موجود منذ فترة طويلة، وقد حال دون تحوله إلى قرار، في المرحلة السابقة، موقف عدد من الدول الأوروبية، غير أنه اتخذ منحى مختلفا من لحظة انخراط "حزب الله" في معركة القصير، فماذا لو أعلن الحزب انسحابه من المعركة وماذا لو لم ينسحب، وهل يمكن أن تقود مشاركة الحزب أو عدمها إلى معطيات جديدة؟

 

ـ ثانيا، لعل السؤال الحقيقي كيف سيتصرف "حزب الله" إزاء ما أسماه "القرار الأميركي ــ الصهيوني العدواني الظالم»؟ هل سيعيد الحزب النظر في آلية تعامله مع دول الاتحاد الأوروبي؟ ماذا لو طلب أي مسؤول أوروبي موعدا من مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق الحاج وفيق صفا (القناة الأمنية الحزبية الرسمية)، على غرار ما فعل بالأمس ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي؟ وهل يمكن للحزب أن يدير ظهره للمواعيد الأمنية التي درج الأوروبيون على طلبها، بعيدا عن الإعلام؟

 

ـ ثالثا، ماذا لو أبلغ "حزب الله" الأوروبيين رسميا بالمعادلة الآتية: "نحن حزب جهادي (عسكري) من رأسه وحتى أخمص قدميه، من لحظة الولادة وحتى يومنا هذا، ونمارس العمل السياسي في خدمة العمل الجهادي، وليس عندنا جناح عسكري وجناح سياسي، وما تقرره قيادة الحزب (من الأمين العام وشورى القرار والمجالس التنفيذية والجهادية والسياسية) يسري على كل حزبي، ولا يستثنى أي عضو في الحزب من معادلة العمل الجهادي، وبالتالي ما يسري على الجناح العسكري يسري على الحزب كله"؟ فهل يقرر الأوروبيون وقف التعامل والحوار مع الحزب كله أم يضعون قرارهم في سلة المهملات؟

 

ـ رابعا، ماذا لو اتصل ضابط أوروبي ضمن "اليونيفيل" بمسؤول عسكري أو أمني في "حزب الله" سعيا لحل إشكال أو لتنسيق أمر محلي ما، كما يجري يوميا، في عشرات القرى في جنوب الليطاني، هل يتجاوب الحزب وهل يمكن أن يعاقب الضابط الأوروبي في بلده، أم أن الضرورات تبيح المحظورات للطرفين؟

 

ـ خامسا، ماذا لو قرر "حزب الله" سياسيا أن يدير ظهره للأوروبيين وألا يعطيهم الضمانات التي كانوا قد طلبوها، حتى من قبل انطلاقهم من دولهم إلى الجنوب اللبناني، للمشاركة في تنفيذ القرار 1701 في العام 2006، وماذا لو تمكن "طرف ثالث" من التسلل إلى هذه المعادلة من أجل النيل من أمن "اليونيفيل" وعلاقتها بالجنوبيين والمقاومة، فهل يكون لزاما على "حزب الله" أن يقطع الطريق على هكذا محاولات بالوقوف دائما على "خاطر" الوحدات الأوروبية في "اليونيفيل"؟

 

 

السابق
«اللهم إني صائم» تسخر من «العادات الخاطئة»
التالي
عرائض مليونية في لبنان