تعميم دبلوماسي أمريكي : نعم للحوار مع الأسد

اليكم بيان للخارجية الامريكية عممته على كل سفاراتها بخصوص سياستها الجديدة الخارجية . اقرا من البند 10 الى الاخر بتمعن:لقد وزع نسخ منه على بعض المعارضين من الائتلاف في القاهرة ومن هنا ظهر تخبطهم منذ فترة:

أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية تعميماً لسفاراتها في المنطقة يتضمن توجيهات وزير الخارجية الجديد جون كيري في التعامل مع المسائل الأساسية في الشرق الأوسط، ويحدد عناوينها ويطلب التعميم من السفراء والدبلوماسيين اطلاع القوى السياسية الحليفة والشخصيات الصديقة على الشق الذي يخص بلدانها أو المسائل التي ينبغي أخذها بحسابهم في فهم السياسات الأمريكية الجديدة، كما يقول التعميم، وحسب المصادر المتطابقة التي تسنّى لها جمع معلومات عن هذا التعميم من أنقرة والدوحة وبيروت والقاهرة تبين ان المحادثة الهاتفية التي جرت بين الوزير كيري ونظيره الروسي سيرجي لافروف قد احتلت حيزاً أساسياً في شرح السياسات الجديدة، كما تبين ان الملف السوري شكل محور التعميم، وأن نسخاً منقّحة منه قد وزعت على المشاركين في مؤتمر الائتلاف السوري المعارض المنعقد منذ يومين في القاهرة.
في هذا التقرير الذي نشرته توب نيوز أبرز ما جاء في التوجهات التي يرسمها التعميم الدبلوماسي الامريكي لمواكبة ما سيجري في الأشهر القليلة القادمة. أبرز عناوين التعيميم وخلاصات ما ورد فيه:
1- الولايات المتحدة الامريكية قررت الخروج من الحروب العسكرية المباشرة لزمن غير قصير، فخلال عقد مضى خاضت حروباً كبيرة ثبت فشلها في صناعة السياسة وثبت أنها أضعفت مكانة أمريكا والأمريكيين، وأساءت لقدرتهم على قيادة العالم وتآكلت معها السمعة الامريكية التي صنعها الاجداد طوال قرون وعقود.
2- إدارة الرئيس باراك أوباما في الولاية الثانية تعتبر أنها في مرحلة تأسيسية لمدرسة في السياسة الخارجية ترد الاعتبار للدبلوماسية كأداة فعل وتأثير، وتترك العمل العسكري لحالات التدخل الحيوي المحدود والحساس في مواجهة ما يمس أمن الولايات المتحدة الامريكية، بالمفهوم الضيق للكلمة، وفي حالات الدفاع عن النفس.
3- تقوم الدبلوماسية الامريكية على رفض اعتبار أمريكا بلداً ثورياً يريد فرض نمط من انظمة الحكم أو العلاقات بين الدول وتعميمه، فالمبادرات الدبلوماسية والسياسات وأداوت الضغط لتطبيقها يجب أن تنطلق من حساب المصالح الامريكية، وليس القيم التي نرغب ان نراها تسود العالم.
4- لدى الامريكيين مصادر قوة وافتخار ببلدهم تجعلهم يستردون موقعهم القيادي بدلاً من الاعتماد على القوة العسكرية، واعتبارها شكل حضورهم الاول بين الامم، أو اعتبار الايديولوجيات موجهاً للسياسة، فالدبلوماسية تنطلق من الاعتراف باختلاف الانماط والطباع والمصالح والتقاليد والخصوصيات والثقافات، والسعي للبناء على المشتركات وانشاء ادارة سليمة للخلافات والتباينات، وليس تغيير الاخرين.
5- لا تلجأ الولايات المتحدة لاستخدام العنف إلا ضد من يعد أو يتورط أو يفكر بامتلاك آلات عنف تهدد أمنها ومصالحها، وتسعى بالدبلوماسية لمحاصرة هذه البؤر المهددة ومواجهتها بالحرب الذكية الناعمة بالتعاون مع الدول ذات المصلحة المشتركة، كما تسعى الى تخفيض بؤر التوتر مع الدول التي لا تتورط باستهداف الامن الامريكي لتبريد هذه التوترات، وإطلاق دورالدبلوماسية التفاوضية لحل الخلافات او ادارتها على الاقل.
6- الشرق الاوسط هو البيئة الاشد توتراً وقلقاً ومصدراً للخطر على الامن الامريكي والمصالح الامريكية، وواشنطن تتطلع لإدارة ملفاته بعناية ودقة وخصوصية تأخذ بالاعتبار تعقيدات كل ملف على حدة، دون أوهام السعي لفرض الحلول أو وضع افكار مسبقة عنها كنماذج قابلة للتعميم.
7- تتصدر الحرب على الارهاب وصناعة الاستقرار اولوليات ادارة الرئيس اوباما في الولاية الثانية، وتصورات الوزير كيري لهذا الغرض تضع التسلسل لعملها: بالسعي لبناء جسور ثقة وشراكة مع روسيا لمعالجة الازمات الثنائية من الدرع الصاروخي وسباق التسلح وأمن اوروبا إلى ازماتها الاقتصادية واستراتيجيات الطاقة.
8- الاتصال الذي تم بين الوزير كيري والسيد لافروف يشكل فاتحة مهمة في هذا السياق خصوصاً انه بالصراحة التي اتسم بها، ووضع اسس مقاربة موحدة نحو الازمة السورية التي تشكل مفتاح ازمات الشرق الاوسط، لصلتها بملف الارهاب وملف العلاقة مع ايران وملف السلام والامن بين العرب واسرائيل.
9- أولولية الحرب على الارهاب وصناعة الاستقرار عنوان التفاهم بين الوزير كيري والسيد لافروف حول سوريا، ومن ضمنهما افضلية منح الديقراطية فرص النمو والازدهار دون المساس بوحدة سوريا وكيانات المنطقة، أو تعريضها لخطر الحروب الاهلية وتمكين الارهاب من التجذر فيها.
10 – ستدعم واشنطن وموسكو الحوار غير المشروط بين حكومة الرئيس بشار الأسد ومعارضيه، ومتفقتان على ان اولوية الدولة السورية الجديدة يجب ان تكون الانتقال السلس لإدارة المؤسسات ووحدتها ووحدة سوريا واستقرارها، لدولة مدنية تعتمد صناديق الاقتراع وتكون شريكا في الحرب على الارهاب.
11 – دعت واشنطن القيادة الروسية لتفهم اسبابها في السعي لإيجاد قناعة لدى الرئيس الاسد بمغادرة الحكم ولو بعد نهاية ولايته الحالية، واستمعت لرأي موسكو بربط الامر بانتخابات 2014 وحق الرئيس الاسد بالترشح لولاية جديدة وترك الصناديق تقول كلمتها، وشدد الوزير كيري على ضرورة وضع ضمانات لتكون انتخابات شفافة ونزيهة، ومحاولة اقناع الرئيس الاسد بتجربة شبيهة بتجربة الرئيس بوتين والرئيس ميدفيديف بالتناوب على رئاستي الحكومة والجمهورية وتوزع الصلاحيات بينهما.
12- تفاهمت واشنطن وموسكو ان الاولوية في سوريا لوقف العنف ووقف تمدد الارهاب ولذلك إلحاحهما على اطلاق الحوار بين السوريين قبل حلول الربيع، وجعل موقف رئيس الائتلاف الذي تثق واشنطن برفضه للتطرف ليبدو كسراً للجليد وينجح بتحقيق اختراق يجمع معتدلي المعارضة ويعطيهم موقعاً فاعلاً في المرحلة المقبلة على حساب المتطرفين، ووعد السيد لافروف ببذل جهوده مع الرئيس بشار الاسد لهذا الغرض.
13- في الملف النووي الايراني رغم المد والجزر في اللغة الايرانية واللغة الامريكية حول هذا الملف، فإن الوزير كيري عازم على منح الدبلوماسية فرصة حقيقية للوصول الى تفاهمات تضمن عدم امتلاك ايران لسلاح نووي وتحقق طموحها بالامتلاك السلمي للطاقة النووية برقابة الوكالة الدولية للطاقة، وهو رغم التشدد الايراني متفائل بهذا الصدد وسيبذل كل جهد ممكن لتحقيق اختراق يراه ممكناً.
14- في ملف السلام والامن يرى الوزير كيري ان الادارة الامريكية مطالبة باستثمار التحولات التي شهدتها البلاد العربية لتحقيق المزيد من الفرص للأمن والسلام بين العرب وإسرائيل، وخصوصاً بين الفلسطينيين وإسرائيل، وستعمل مع مصر بشكل مكثف لاطلاق مسارات جدية على هذا الصعيد، لكن دون اي التزامات بروزنامة واهداف ولوائح حلول جاهزة، فالوزير مدرك حجم تعقيد التوصل لسلام ناجز، لكنه متفائل بامكانية اطلاق مسارات بطيئة لتفاوض طويل يشكل اطاراً لهدوء واستقرار مديدين.
15- في التعامل مع الثورات العربية ليس للادارة موقف ايديولوجي بدعم فريق على فريق وتعزيز مكانة طرف على اخر، في مسار التحول الديمقراطي في مصر وتونس وليبيا واليمن، فالإدارة تستلهم موقفها من عناوين التمسك بالحريات ورفض التطرف وحماية حقوق الاقليات والمرأة ومكافحة الارهاب والسلام مع اسرائيل.
16- العام 2013 هو عام دبلوماسي بامتياز يجب ان يتوج بنجاحات يتوقف تحقيقها على تقبل الامريكيين لشراكة اخرين معهم في العالم والتخلي عن سياسات رسم مصائر ومتسقبل الاخرين وفقاً لنماذج ومشاريع مسبقة، وحصر الخلاف والإتفاق بمنطلقات مصالح امريكا وامنها، والعام 2014 سيكون عاماً مليئاً بهموم ترتيبات شرق اسيا مع الانسحاب من افغانستان وتداعياته على العلاقة مع امن روسيا والصين وباكستان.
17 – التنبه ضروري لمواكبة ومعالجة الاحباط الذي ستثيره سياسات الادارة الجديدة لدى الذين يبنون على امريكا آمالهم، وتجب معاملتهم برفق الاصدقاء باصدقائهم وجعلهم يتفهمون الاعتبارات التي تنطلق منها السياسات الجديدة دون خسارتهم كحلفاء، والتأكيد لهم انها لا تتخلى عن أصدقائها وستعمل بكامل جهدها لتحفظ لهم مكانة في المعادلات التي تنتجها التفاهمات الهادفة لحل الازمات.

السابق
سلب ثلاثة سوريين على طريق الدلهمية وفي سهل الفرزل
التالي
داخل 14 آذار قلق من إطالة الفراغ