متى‮ ‬يتعلّم نجاد؟

متى سيفهم الإيرانيون أنّهم مرفوضون في العالم العربي، وأنّ مشروعهم الذي أفقر تسويقه إيران لشدّة ما أنفقوا عليه من أموال في الخارج، ليس له أي مستقبل؟!

وهكذا، لم يوفق محمود أحمدي نجاد في اللقاءين مع الرئيس المصري ومع شيخ الأزهر. فالرئيس الإيراني التقى الرئيس محمد مرسي في طهران، ثم التقاه في القاهرة أمس وأوّل من أمس، كما التقى أيضاً شيخ الأزهر.

في المرة الأولى، زوّرت إيران، رسمياً، كلام مرسي. وفي المرة الثانية، قال نجاد تعقيباً على كلام الرئيس المصري وشيخ الأزهر: «اتفقنا»، بينما الواقع يثبت العكس.

إذا لجأنا الى الوقائع نذكر أنّه قبل بضعة أشهر تحدّثت وسائل إعلام إيرانية عن تلاعب هيئة الاذاعة والتلفزيون الايراني (الرسمي) بالترجمة الفارسية الفورية لخطاب الرئيس المصري محمد مرسي في مؤتمر «عدم الإنحياز» في طهران، وذلك خلال بث ترجمة خطابه عبر القناة «الأولى» باللغة الفارسية ليتطابق مع مفردات خطاب النظام الإيراني.

وأدخلت الترجمة الفارسية الى النص إسم البحرين ضمن حديث مرسي عن ثورات «الربيع العربي»، وحذفت الخلفاء الراشدين من الخطاب الاصلي الذي تضمّن أبو بكر وعمر عثمان وعليّ.

يومها عبّر الناشط الإعلامي الإيراني أميد مقدم في مقابلة له مع «العربية.نت» عن استغرابه من هذا الاسلوب الذي وصفه بالتزوير المتعمّد والفجّ والساذج.

وكأنّ التاريخ يعيد نفسه، إذ يبدو أنّ الايرانيين لم يتعلموا من المرة الأولى ولم يعرفوا حقيقة الموقف العربي من تدخلهم في الدول العربية: في السعودية واليمن والامارات وسوريا ولبنان وفلسطين..

فقد طالب شيخ الأزهر أحمد الطيب الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد بـ»عدم التدخل في شؤون دول الخليج» وبـ»احترام البحرين كدولة عربية شقيقة» وأكد له «رفضه المدّ الشيعي في بلاد أهل السنّة والجماعة».

وأضاف البيان أنّ الإمام الأكبر طالب أحمدي نجاد كذلك بـ»ضرورة العمل على إعطاء أهل السنّة والجماعة في إيران، خصوصاً في إقليم الأهواز، حقوقهم الكاملة كمواطنين». وطالب بـ»استصدار فتاوى من المراجع الدينية الشيعية في إيران تجرّم وتحرّم سبّ السيدة عائشة، رضي الله عنها، وأبي بكر وعمر وعثمان والبخاري حتى يمكن لمسيرة التفاهم أن تنطلق».

أخيراً، نود أن نذكّر الإيرانيين بأنّ هناك 150 مليون شيعي في العالم مقابل 1300 مليون سنّي!

السابق
اليسا تقابل باسم يوسف
التالي
هند صبري: أبكي دما