مبادرة الحريري.. نظرة جديدة مع المحافظة على الثوابت

من المتوقع أن تبلور الساعات المقبلة الاصداء السياسية لمبادرة الرئيس سعد الحريري التي أعلنها ليل أمس في مقابلته عبر برنامج "كلام الناس" من "المؤسسة اللبنانية للارسال" وهي مبادرة جاءت على قاعدة واضحة: رفض مشروع "اللقاء الارثوذكسي" كقانون انتخابي وتجيير مضمونه لانشاء مجلس للشيوخ مع تعديل دستوري لا يلغي الطائفية في مجلس النواب.

وفي اول المواقف حول المبادرة، على أنها نظرة جديدة إلى الواقع السياسي اللبناني، من دون التخلي عن الثوابت، التي اكد عليها فمن مغازلة الرئيس نبيه برّي الذي وصف دوره الحالي بالوطني، وهو يعمل على توحيد الجهود وتقريب المواقف بعضها إلى بعض. إلى تعويم التحالف جدياً مع النائب وليد جنبلاط متجاوزاً الخلافات السياسية، متوقفاً عند موقف جنبلاط في 14 شباط الذي لا تنساه عائلة الحريري ودوره الكبير في 14 آذار. إضافة الى تثبيت العلاقة المتينة مع الرئيس ميشال سليمان من خلال تبني "اعلان بعبدا" واعتباره برنامج عمل حكومته للمرحلة المقبلة، في حال جرت الانتخابات ورشح هو لتأليفها.

وغمز من قناة حلفائه في حزب الكتائب و"القوات"، من دون أن يُعرّض التحالف معهما إلى الخطر، عبر اشارته إلى أن اجتماعاً سيعقد لـ14 آذار لوضع ترتيبات الاحتفال بذكرى 14 شباط في "البيال"، متسائلاً: ألم يكن بمقدوري أن أرشح مرشحين من "تيّار المستقبل" في كل المناطق اللبنانية، في إشارة إلى دعم مرشحي "القوات" و"الكتائب" في مناطق الثقل الانتخابي والشعبي والسياسي لـ"تيار المستقبل"، مطالباً بمراعاة هواجس الجميع، وليس فقط المسيحيين، ولا سيما هواجس جنبلاط . في المقابل، أكد تمسكه بالتحالف مع الشخصيات والنواب المستقلين في "14 آذار" لا سيما المسيحيين منهم.

أما بالنسبة إلى "حزب الله"، فقد وجّه أكثر من رسالة، إحداها أن لا عودة لحكومة وحدة وطنية على غرار 2006 – 2009، ولا ثلث معطّل، ومن يعتقد خلاف ذلك يكون غلطاناً، مع التشديد على أنه سيمد يديه للجميع بعد الانتخابات. ومع أن اللهجة لم تكن حادة تجاه الحزب، إلا الكلام عن تسليم الموقوفين الأربعة المتهمين في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وطائرة أيوب، وما تردد عن اتهام بلغاريا لـ"حزب الله" بتنظيم هجوم في أراضيها ضد ديبلوماسي إسرائيلي، سوى مؤشرات على استمرار الخلاف السياسي بين الطرفين، متسائلاً إلى أين يريد "حزب الله" أن يأخذ لبنان والشيعة؟

وكذلك أعاد الاتهام للنظام السوري بقتل الرئيس رفيق الحريري واللواء وسام الحسن، مشيراً إلى أن ما يجري في سوريا ثورة شعب ضد نظام قاتل، معلناً ندمه على الزيارات التي قام بها إلى دمشق من أجل مصلحة لبنان، مؤكداً أن الحسن قُتل لأنه كشف مؤامرة المملوك – سماحة التي وضعت لخراب لبنان. وقال إن النظام السوري ساقط ولن يبقى، ولو كان لبشار الأسد "شوية عقل" كان ترك سوريا ورحل.

السابق
المفترق السوري بين الغارة والحوار
التالي
السفير: الحريري حافظ على نبرة عالية ازاء “حزب الله” والنظام السوري