السلفيون والارجاء

صاحب الباطل إذا أعيته الحجة والبيان والبرهان أمام صاحب الحق ركن إلى الصراخ والسباب واللمز، إمامه في ذلك المنافقون الذين أعيتهم صواعق آيات القرآن الكريم التي يتلوها صاحب البيان وجوامع الكلم، نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بأن ركنوا إلى الصراخ بدلا من مقارعة الحجة بالحجة، قال تعالى حكاية عنهم: (وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون) فالدعوة السلفية، دعوة الكتاب والسنّة بفهم السلف، دعوة أهل السنة والجماعة، مورس عليها أصناف الألقاب المنفرة من خصومها، كالنواصب، والمجسمة، والحشوية، والوهابية، والجامية.

ولا غرابة في ذلك، فإمامهم محمد صلى الله عليه وسلم قالوا عنه ساحر وشاعر وكاهن ومجنون، لكن المحزن أن تصدر هذه الألقاب ممن ينتسب لأهل السنّة، كتسمية خصومهم بجماعة «طاعة ولي الأمر»، أو جماعة «السمع والطاعة»، أو جماعة «وإن أخذ مالك وجلد ظهرك»، وكلها تسمية تشم منها الاستهزاء بشعائر الإسلام، مما قد يصل بصاحبها إلى الكفر.

ختاما، البعض يظن مخطئا أن لمز السلفيين بالمرجئة لقب جديد أحدثه التكفيريون أو الخوارج الجدد هذه الأيام، فها هو الإمام أحمد يقول: «أما الخوارج فإنهم يسمون أهل السنّة والجماعة مرجئة، وكذبت الخوارج في قولهم، بل هم المرجئة، يزعمون أنهم على إيمان وحق دون الناس ومن خالفهم كفار»، إذن فمنذ أكثر من 1000 سنة والتكفيريون يتهمون السلفيين بالإرجاء.  

السابق
الـ غستابو الإيراني والأمم المتحدة
التالي
عيــن الحلوة: الأولـويـة لـلإيـواء