عصبة الأنصار تحتفي بالاسير: علم من اعلام الامة

حملت الزيارة التي قام بها إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ احمد الأسير عصر امس لمخيم عين الحلوة، ولقاؤه القوى الاسلامية في المخيم، وما رافقها من موقف لـ "عصبة الأنصار" الاسلامية من أنه "من غير المسموح التفرد بالشيخ احمد الأسير وأخوانه"، أكثر من دلالة خصوصاً ان هذه الزيارة هي الأولى للأسير الى المخيم منذ حادثة تعمير عين الحلوة، التي قضى فيها اثنان من مرافقيه برصاص عناصر من "حزب الله"، وما أعقب تلك الحادثة من توترات ومساع قامت بها القوى الاسلامية في المخيم وخارجه للتهدئة، التي أصبحت بنتيجتها مواقف الأسير وتحركاته مضبوطة على ايقاع هذه المساعي. فبدت زيارة الأسير لعين الحلوة مؤشراً واضحاً الى ان المساعي التي قامت بها القوى الاسلامية مع الأسير لا تزال سارية المفعول، وبالتالي هي التي ستبقي على اي تحرك يمكن ان يقوم به تحت سقف ما جرى الاتفاق عليه بينه وبين هذه القوى، وهو ما ترجم فعلاً في التظاهرة والاعتصام اللذين دعا اليهما مؤخراً ومرا بسلام من دون اية اشكالات تذكر، او مواقف نارية للأسير كما اعتاد سابقاً في مثل تحركات كهذه.

الا أن اوساطاً مراقبة لزيارة الأسير لعين الحلوة لم تستبعد ان يكون يحمل رسالة أراد نقلها عبر هذه القوى او من خلالها الى من يهمه الأمر وتحديداً الى مخابرات الجيش اللبناني، الذي استبق هذه الزيارة بيوم واحد بتوجيه انتقادات لاذعة اليها على خلفية أسلوب التحقيق الذي يتبع مع بعض الشباب المسلم، وبإعلانه في خطبة الجمعة انه من الآن وحتى الجمعة المقبل اذا لم يقفل هذا الملف فسيعلن تحركاً ضد ما وصفه بـ "الاهانات التي توجه الى الشباب المسلم في سجون حركة امل وحزب ايران داخل الجيش". وبحسب هذه الأوساط، فان الرسالة التي أراد الأسير ايصالها هي طلب اقفال هذا الملف، والا فانه سيلجأ مجدداً الى التحرك في الشارع كما كان يفعل في حالات مماثلة في السابق.

دخل الأسير مخيم عين الحلوة من المدخل الغربي لجهة طريق الحسبة حيث عبر موكبه حاجز الجيش في تلك النقطة، ثم ترجل من الموكب مع عدد من المشايخ الذين رافقوه ليواصل طريقه سيراً على الأقدام باتجاه مركز تابع لـ "عصبة الأنصار" حيث رافقه من هناك أمير العصبة الشيخ ابو طارق السعدي والناطق بإسمها الشيخ ابو الشريف عقل وتوجهوا سوية الى مسجد النور، حيث كان في استقبالهم أمير "الحركة الاسلامية المجاهدة" الشيخ جمال خطاب مع ممثلين عن عدد من القوى الاسلامية الفلسطينية، وانتقلوا مباشرة الى قاعة تابعة للمسجد أقام فيها خطاب مأدبة تكريمية على شرف الأسير.

واكتفى الأسير خلال هذه الزيارة بكلمة مقتضبة سريعة امام الاعلام، قال فيها: "نحن مقصرون مع اهلنا واخواننا في مخيم عين الحلوة، وربما يتساءل الكثيرون ما سبب الزيارة، الحقيقة يجب ألا يكون هناك سبب لها، فعندما يزور أحد منا اخاه لا يكون هناك سبب للزيارة انما هي الأخوة. والأخوة زارونا مراراً جزاهم الله خيراً، وأقل الواجب ان نرد لهم الزيارة ونؤكد اهمية التواصل".
وعما اذا كان ينوي القيام بأية تحركات قريباً، اكتفى بالقول: "الخطوات التي نفكر فيها كثيرة والخير لقدام".

من جهته، قال خطاب: "الزيارة هي في اطار التواصل بين الأخوة وتأكيد الروابط التي تجمعنا كأمة اسلامية واحدة، وتأكيد ايضاً للمسؤوليات في التشاور والتعاون لما فيه خير عين الحلوة وخير جوارها. لذلك نحن حريصون على كل تواصل مع الفرقاء كافة حولنا، وعلى كل تعاون خصوصاً في الحفاظ على الأمن والاستقرار اضافة الى التعاون على الخير والعمل للدين والدعوة الى الله عز وجل، وكذلك في مواجهة عدو هذه الأمة العدو الصهيوني وحليفته اميركا".

واذا كانت كلمتا الأسير وخطاب اتسمتا بالعموميات وبعدم تضمينهما اية مواقف تعكس مغزى الزيارة، فإن عقل حدد رسالتين لهذه الزيارة واللقاء الذي جرى ضمنها: "الرسالة الأولى هي أن المؤمنين كالجسد الواحد، والقوى الاسلامية في مخيم عين الحلوة والشيخ أحمد الأسير واخوانه الكرام جسد واحد والجسد له رأس واحد يأتمر بأوامره، ورأسنا هو كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. والرسالة الثانية هي ان هذا اللقاء يوصل للقاصي والداني انه من غير المسموح التفرد بالشيخ احمد الأسير وبأخوانه، فمن ورائه أمة من المحيط الى الخليج، أمة الاسلام أمة واحدة منصورة والشيخ احمد الأسير علم من اعلام هذه الأمة وأخوانه في القوى الاسلامية ان شاء الله معه على الطريق الذي سيؤدي في نهاية الأمر لا محالة الى نصر عزيز مؤزر".
وأكد أن "هذه الزيارة لها ما بعدها، وأبواب المخيم مشرّعة امام الشيخ احمد وكل اهل الاسلام المخلصين".

السابق
المصري: كل من ينادي بسحب سلاح المقاومة لا ينتمي الى لبنان
التالي
خطة لمواجهة “بحر النازحين”السوريين في 2013