من يستدرج عين الحلوة إلى فتنة واقتتال داخلي بين "فتح" والقوى الاسلامية وتحديدا السلفية؟ ومن ‏له مصلحة في إشعال تلك الحرب، التي في حال اندلاعها، لن تبقى أسيرة أسوار المخيم بل ستتعداها الى ‏خارجه، لارتباط المشاركين فيها بمحاور محلية واقليمية عربية واسلامية.
وتؤكد مصادر أمنية فلسطينية "أنّ المخيم يعيش هذه الأيام مرحلة ترقب، وحالاً من الحذر، وكأنّه ينتظر ‏حدثا ما. فالجميع على استنفار منذ اغتيال الكادر الفتحاوي الملحق بالأمن الوطني ‏الفلسطيني النقيب عماد السعدي"، مشيرة إلى أنّ "محاولات استدارج المخيم إلى فتنة فلسطينية – فلسطينية لن تنتهي حتى تحقيق المراد منها". وقد وضعت محاولة إحراق محل لبيع الدخان تملكه عائلة السعدي ‏فجر أمس في هذا السياق، خاصة أنّ الحريق، إذا صحت التوقعات بأنّه مفتعل، يأتي بعد ‏اغتيال السعدي؟ ‏
وكانت الجهات السياسية والأمنية اللبنانية والفلسطينية قد توقفت أمام نجاح المنظمات والفصائل ‏الفلسطينية، وتحديدا "فتح" وقوات الأمن الفلسطيني من جهة، والقوى الاسلامية ‏ومعها حركة "حماس" من جهة ثانية في استيعاب تداعيات اغتيال السعدي، وذلك بعد تجاوب عائلته وقيادتي "الأمن الوطني" و"فتح" مع المساعي التي بذلت لتجنيب المخيم ‏فتنة داخلية من خلال تسريع التحقيقات وكشف الجناة. ‏
‏ وتشير المصادر الفلسطينية الى "المشاركة الفعّالة للقوى الاسلامية الفلسطينية وحماس في لجم التوتر في ‏المخيم، إضافة الى الدور الذي لعبه فرع مخابرات الجيش في الجنوب، والقوى ‏السياسية الصيداوية، عبر تأكيدهم، خلال الاتصالات مع القوى الفلسطينية، أنّ الأمن في المخيم خط احمر".‏
وكانت اللقاءات والاجتماعات التي عقدت في المخيم قد أفضت الى ضرورة بذل المساعي لاستمرار ‏الهدوء، إذ أكد قائد قوات "الأمن الوطني الفلسطيني" اللواء صبحي أبو عرب الالتزام ‏بالتهدئة واستيعاب أيّ تداعيات للاغتيال، محذراً من "تمييع قضية الاغتيال".
واعتبر أمير "الحركة الاسلامية المجاهدة" الشيخ جمال خطاب أنّ "القوى الفلسطينية الوطنية ‏والاسلامية حريصة على استقرار المخيم".‏
وشدّد الناطق باسم "عصبة الانصار" أبو شريف عقل على "ان التعاون هو ضمانة مخيماتنا واستقرارها، والجميع متفق على ضبط الوضع". ‏
وكان وفد من "حماس" يرأسه عضو القيادة السياسية للحركة في لبنان جهاد طه، قد زار منزل آل السعدي في عين الحلوة مقدماً ‏واجب العزاء. وعقد الوفد لقاءً مع شقيق السعدي، بحضور قائد الكفاح المسلح السابق ‏محمود عبد الحميد عيسى الملقّب بـ"اللينو". وشدّد طه على "أهمية سياسة ضبط النفس التي التزمتها العائلة، والتي حالت دون استغلال الجريمة في إيقاع المخيم في أتون الفتنة".