تهديدات إسرائيليّة جديدة للبنان

حذّر ضابط إسرائيلي رفيع المستوى، أمس، من نشوب حرب إسرائيلية جديدة ضد لبنان، إذا ما أقدم حزب الله على تنفيذ عملية في الخارج تؤدي الى مقتل عدد كبير من الإسرائيليين. وكشفت تقارير إعلامية عبرية عن استعدادات خاصة يجريها الجيش الإسرائيلي، في محاكاة لحرب برية يخوضها ضد حزب الله، في القرى والبلدات في الجنوب اللبناني. ووصفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» رسالة الضابط الإسرائيلي بأنها «مدروسة مسبقاً، وجرى تمريرها عبر وكالة رويترز للأنباء، وتتناسب مع التصريحات والمواقف الصادرة عن إسرائيل في السنوات الأخيرة». وأشارت إلى تأكيد الضابط على أن «الحكومة اللبنانية قادرة على كبح حزب الله الذي يتصرف كدولة داخل دولة». وأكد الضابط أن «إسرائيل ستسعى في الحرب المقبلة الى إنهاء المعارك بسرعة»، مضيفاً إنه «في بداية حرب لبنان الثانية، اعتمدت إسرائيل اعتماداً أساسياً على القصف من الجو، لكن في المرة المقبلة، فإن قوات المشاة والدبابات ستدخل (الى الأراضي اللبنانية) على نحو مبكر جداً».

وأشار الضابط الى أنه في كل قرية من القرى الـ 240 في جنوب لبنان، هناك أهداف لحزب الله، على شاكلة خنادق ومقار حرب عصابات، إضافة الى منصات إطلاق صواريخ، وعدد من مخازن الأسلحة والوسائل القتالية. ورغم تهديده بأن الجيش الإسرائيلي سيستخدم في الحرب المقبلة القنابل العنقودية، إلا أنه أكد في المقابل «استخدامها بصورة أقل من ذي قبل».
في السياق نفسه، نقلت القناة العاشرة في التلفزيون العبري عن مسؤول أمني إسرائيلي رفيع قوله إن «حزب الله يبقى العدو الأخطر بالنسبة إلى إسرائيل»، مشيراً الى أن «حزب الله يملك أعداداً ونوعيات من الوسائل القتالية، أكثر بكثير مما كان لديه خلال حرب لبنان الثانية عام 2006». وعبّر عن خشيته من إمكان انزلاق سلاح غير تقليدي من سوريا الى حزب الله، على خلفية تزعزع نظام الرئيس السوري بشار الأسد. لكنه طمأن الإسرائيليين في المقابل إلى أنه «رغم المخاوف الحقيقية، التي تزداد يوماً بعد يوم، إلا أنه حتى الساعة لا يبدو أن النظام في دمشق فقد السيطرة على الأسلحة الكيماوية، التي لا تزال في مخازنها، ومحميّة جيداً».
إلى ذلك، عرض التلفزيون العبري صوراً ومشاهد عن مناورات عسكرية أجراها الجيش الإسرائيلي تحاكي مواجهات مفترضة مع حزب الله، كإحدى الصور المفترضة في حال اندلاع الحرب البرية في جنوب لبنان. وعرضت القناة العاشرة مشاهد عن إحدى هذه المناورات، أظهرت وحدة من جنود الاحتياط تتعامل مع عنصر واحد من حزب الله، محاصر في منطقة وعرة، شبيهة من ناحية جغرافية بمناطق في جنوب لبنان، حيث دامت المعركة المفترضة مدة طويلة. وتمكنت القوة من قتل العنصر في نهاية المطاف، إلا أنها كلها وقعت قبل ذلك، ما بين قتيل وجريح، واضطرت الى إلغاء تقدمها وتغيير خطط انتشارها ومهماتها.
وصرح قائد الوحدة العسكرية المناوِرة، بأن هذا التمرين معدّ لمحاكاة واقع سيواجهه الجنود في أرض المعركة المقبلة، الأمر الذي يستدعي منهم أن يكونوا واعين ومدركين لخطورة الوضع، والاستعداد للتعامل معه، وخصوصاً أن القتال المقبل سيكون معقداً، ولا يشبه المعارك التي شهدتها الحرب الماضية عام 2006.

السابق
الخوري: سليمان يعمل من أجل تسريع انعقاد هيئة الحوار الوطني
التالي
قبضوا بعد الاغتيال