ما حدا يجرّبنا

لم يهمل الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله في إطلالته التلفزيونية، أمس، الأخبار والشائعات التي أطلقت عبر الإعلام في الأسبوعين الأخيرين، لا سيّما تلك المتعلّقة بالحديث عن قتال عناصر من حزب الله إلى جانب الجيش السوري.
وأشار نصرالله إلى أن موقف الحزب السياسي كان واضحاً منذ بداية الأحداث في سوريا. وتابع نصرالله أن الحزب لا يستحي، وقد شرح رؤيته وفهمه وخلفيات ما يحصل و«خطره على سوريا ولبنان وعلى المنطقة ككل، بناءً على أصول فكرية وشرعية واضحة، وعبّرنا عنه في العديد من المناسبات، ولسنا خائفين ولا مترددين». وردّ نصرالله على من يقولون إن الحزب يدفع الثمن بأن «لا مشكلة في ذلك، والأمور في خواتيمها».
وأكّد نصرالله أن ما تقوله أطراف في المعارضة السورية منذ اليوم الأول للأحداث عن إرسال مقاتلين إلى سوريا هو «كذب، ولا يزال كذباً، ولا يمكن إخفاء أي شيء في لبنان، وحين يسقط شهيد نقول لعائلته الحقيقة كما هي: أين ومتى وكيف استشهد هذا الأخ العزيز، ونحن لا نشيّع بالخفاء بل بالعلن».
وأعاد نصرالله التذكير بأن الحزب لم يقاتل حتى اللحظة إلى جانب النظام، «هو لم يطلب منا، ومن قال إن هناك مصلحة في ذلك، أو حاجة؟»، مؤكّداً أن النظام «ليس بحاجة إلينا ولا إلى أحد أن يقاتل الى جانبه، ونحن لم نأخذ بعد قراراً كهذا. وإن اقتضت المسؤولية ذلك في أي يوم، فلن نخفي ذلك».
وبالحديث عن الشهيد علي ناصيف «أبو العباس»، أشار نصرالله إلى أن هناك قرى سورية يسكنها لبنانيون على الحدود، وهم من طوائف مختلفة وعددهم يقارب 30 ألفاً، وهؤلاء اللبنانيون من عائلات لبنانية ولديهم أملاك هناك، وهم موجودون هناك منذ عشرات السنين، وهم ينتخبون في لبنان لكنهم موجودون في سوريا.
أضاف نصر الله: «يسكن اللبنانيّون 23 قرية سورية و12 مزرعة، وما فعلته سايكس _ بيكو هناك هو التقسيم؛ قسّمت الأرض والعائلات. وما يقولونه عن أن حزب الله يريد أن يضيف أراضي سورية أو يريد ترسيم الحدود أو حتى ربط النزاع في سوريا بلبنان هو افتراء، مثل الافتراء القائل إنه تمّ أسر 13 مقاتلاً من الحزب أو الحديث عن وجود 75 جثة لشهداء في سوريا».
وتابع السيد أن بعض هؤلاء الشباب ينتمون إلى عدد من الأحزاب اللبنانية، ومنها حزب الله، وجزء منهم متفرغون في الحزب وقاتلوا في المقاومة على مدى سنوات. ومنذ بداية الأحداث، اتصل هؤلاء اللبنانيون ولم يبلغهم أحد ماذا يفعلون، وقد كان خيارهم في البداية هو النأي بالنفس عن المعركة بين النظام والمجموعات المسلحة، لكنّ هذه الجماعات «اعتدت عليهم وهجّرت الكثيرين من بيوتهم، ومن يُرد التحقق فليحقق في ذلك».
وأشار نصرالله إلى أن بعض هؤلاء الأهالي، بعد القتل والخطف وإحراق البيوت والتهجير، اتخذوا قراراً بالمغادرة، «لكنّ الجزء الأكبر أخذ قرار البقاء وصار يشتري السلاح، والحدود مفتوحة من الهرمل الى عرسال الى البقاع الاوسط والغربي، والسوريون يأخذون سلاحاً من لبنان، وهذا القرار لا يتعلق بالقتال مع النظام بل بالدفاع عن النفس». وانتقد نصرالله الدولة اللبنانية لأنها لا تعير هؤلاء اهتماماً، «فالاهتمام وإعادة الجنسية للبنانيين في البرازيل والأرجنتين أمر مهم، لكن الأهم أن نلتفت إلى هؤلاء الذين يحملون الجنسية اللبنانية ويتعرضون للقتل والقصف اليومي والتهجير». ونفى نصرالله كل ما قيل عن الشهيد ناصيف في وسائل الإعلام، «وهو مسؤول المشاة في الهيكلية العسكرية في منطقة البقاع، وهؤلاء الشباب الموجودون في هذه القرى من مسؤوليته».
وأكد نصرالله أن المقاومة لم تفتح جبهة جديدة، «جبهتنا معروفة أين، وهذه الأرض سورية، يسكنها لبنانيون مصيرهم على المحك». وتناول نصرالله الأزمة السورية، معتبراً أن الوضع في سوريا «خطر على سوريا وفلسطين ولبنان العراق وتركيا وكل المنطقة»، داعياً إلى الحوار والحل السياسي وحقن دماء.
وتوجّه نصرالله بالنصيحة إلى بعض الجهات في المعارضة السورية بألا تهوّل على المقاومة، «لأن هذا الموضوع لا يؤثر علينا، ونحن ناس تجربتنا معروفة في كل مراحلنا. الافتراء والتهديد لا ينفعان معنا».
وختم متوجّهاً إلى خاطفي اللبنانيين التسعة بالقول: «إذا كنتم تنتظرون أن أعتذر، فلا أعتقد أن هناك من يقبل معي بأن أعتذر، وهذا الأمر معيب بحقكم، ودعونا خارج المعركة والصراع، ولا أحد يهددنا أو يجرّبنا، والسلام». 
 

السابق
قلق امني في واشنطن من ملصقات مؤيدة لإسرائيل ضد الجهاد والاسلام
التالي
القوّات الدولية أو الحرب الأهلية