السيستاني ينفتح على المعارضة السورية ويرفض مواقف المالكي

كشفت أوساط دينية قريبة من المرجع الشيعي الاعلى علي السيستاني المقيم في مدينة النجف جنوب بغداد, ل¯"السياسة" أن "المجلس الوطني السوري" المعارض برئاسة عبد الباسط سيدا بعث رسالة شكر الى السيستاني لمواقفه الايجابية من موضوع استقبال اللاجئين السوريين, سيما في جهة معبر القائم على الحدود العراقية – السورية.
وقالت الأوساط ان اعداد اللاجئين ارتفعت من اربعة آلاف لاجئ الى أكثر من عشرين الف لاجىء في الاسبوعين الماضيين بعد التوصيات التي اصدرها السيستاني الى الحكومة العراقية بعدم وضع شروط لاستقبال اللاجئين السوريين والعمل على توفير الخدمات الضرورية لهم.
وبحسب الأوساط, فإن السيستاني رحب بأي لقاءات مع قيادات في "المجلس الوطني" المعارض, كما انه عازم على مساندة حقوق السوريين في العيش بحرية.
وكشفت الأوساط أن السيستاني طلب من بعض معاونيه تعزيز العلاقة مع المعارضة السورية وترتيب مواعيد لاستقبال بعض ممثلي هذه المعارضة لأنه على قناعة بأن الموقف العراقي يجب ان يتضمن خطوتين: دعم الشعب السوري وإدانة عمليات القتل والهجمات على المدن والاهالي.
وحذر السيستاني ممثليه في خطب يوم الجمعة من تبني ما تقوله الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي بشأن وجود عصابات مسلحة في سورية, مشدداً عن ان اي كلام عن سورية يجب ان يتركز على مساندة حقوق السوريين والوقوف معهم للخروج من محنتهم.
وأشارت الأوساط إلى أن "المجلس الوطني" السوري أبلغ السيستاني أن التقارب مع حكومة المالكي وإيران أمر مستحيل لأنهما من أبرز الداعمين لنظام الأسد, وطالبه بالعمل على منع استمرار هذا الدعم, سيما من جانب بغداد.
وفي السياق نفسه, بعثت الحكومة التركية ورئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني ورئيس ائتلاف "العراقية" اياد علاوي رسائل الى السيستاني, طالبين منه اتخاذ موقف ضد المجازر التي يرتكبها الأسد بحق شعبه وفتح قنوات اتصال مع المعارضة السورية.
في موازاة ذلك, قال النائب في "التيار الصدري" حسين شاكر عزيز ل¯"السياسة" ان هناك هفوات ارتكبتها حكومة المالكي في التعاطي مع الملف السوري, ولذلك يأتي موقف السيستاني في اطار استيعاب تداعيات هذه الهفوات التي تتعلق بشكل اساس بغياب موقف حاسم وواضح من النظام السوري.
واضاف عزيز ان الفرق بين الموقفين أن المالكي يتصرف بنظرة سياسية تعتريها مخاوف امنية ولذلك ربما يتعامل بحساسية مع المعارضة السورية وما يجري ضد نظام الأسد لخشيته ان يحمل المستقبل المزيد من الارهاب للعراق اذا سقط الاسد, أما نظرة السيستاني فهي نظرة دينية وبعيدة تتركز على دعم حقوق الشعب السوري وهي نظرة اكثر ايجابية وأكثر قبولاً لدى السوريين بدليل انه صدرت من اطراف داخل الحكومة مواقف تصف الجماعات التي تقاتل قوات الاسد بأنها عصابات, غير ان السيستاني وممثليه لم يتعاملوا بهذه الكلمات على الاطلاق, ما أعطى إشارات على أن السيستاني يتعامل مع الموضوع السوري بأبوة لأنه حريص على الشعب السوري.
من جهته, قال النائب في "المجلس الاعلى الاسلامي" (بزعامة عمار الحكيم) حبيب الطرفي ل¯"السياسة" ان السيستاني مستاء للغاية من الصمت العربي والاسلامي حيال ما يحدث من مجازر في سورية, وهو غير راض عن مواقف حكومة المالكي لأنه من وجهة نظره ان هناك مواقف كان يجب على الحكومة العراقية ان تتخذها تجاه ما يحصل في سورية غير ان ذلك لم يحصل.
واضاف الطرفي ان الاتصالات المفترضة بين مقربين من السيستاني وبين "المجلس الوطني" السوري "مع التأكيد انني لا استطيع ان انفيها أو أؤكدها", فهي تعكس رغبة المرجع الاعلى بالدخول بقوة على خط الازمة السورية والقيام بدور يرى السيستاني انه مهم وضروري لتحقيق جملة اهداف أهمها أن المرجع الشيعي يريد الانفتاح على المعارضة السورية لمنع وقوع حرب طائفية في سورية إذا سقط نظام الاسد, ومساعدة السوريين على الحفاظ على النسيج الاجتماعي الواحد, كما فعل السيستاني عندما لعب دوراً محورياً في منع استفحال الفتنة الطائفية في العراق.
ورأى الطرفي ان من بين الاهداف المهمة للسيستاني من انفتاحه على المعارضة السورية, حسب بعض المعلومات, انه يريد مساندة التيارات العقلانية والمعتدلة في الثورة السورية وتقويض نفوذ التيارات المتشددة والمتطرفة, بعكس الحكومة العراقية التي تقتصر مواقفها على التصريح بوجود تيارات سلفية ومجموعات تابعة لتنظيم "القاعدة", أما السيستاني فيتمتع ببصيرة ويريد توطيد العلاقة مع الشعب السوري لضمان علاقات عراقية – سورية قوية في المستقبل لأن هناك قناعة لديه بأن الانظمة الديكتاتورية القاسية زائلة لا محالة.   

السابق
لجنة جبران الوطنية كرّمت مبدعين
التالي
بيضون: ولادة تيار شيعي مستقل غير واردة