الحياة: واشنطن تفرض عقوبات على نصرالله وقياديين لدعمهم نظام الأسد ودورهم في نشاطات ارهابية

أخلت المناكفات السياسية اللبنانية، والخلافات على غير ملف وقضايا جوهرية الساحة للتهيؤ للزيارة المهمة التي يقوم بها رأس الكنيسة الكاثوليكية للبنان البابا بنديكتوس السادس عشر، ليتوجه عبر بوابته الى مسيحيي الشرق ويدعوهم الى أداء دورهم في السلام والحوار والمصالحة في ظل ما تشهده المنطقة من أحداث وتطورات يأخذ بعضها منحى دموياً واستمرار الصراع العربي – الإسرائيلي.
ويصل البابا الى بيروت الثانية إلا ربعاً بعد ظهر اليوم، ويقام له استقبال رسمي وسياسي وشعبي ومسيحي – إسلامي. ويشهد اليوم الأول من الزيارة التي تستمر حتى الأحد المقبل توقيعه مساء الإرشاد الرسولي الموجه الى كنائس الشرق الأوسط.
وعشية بدء الزيارة، أكد رئيس مجمع الحوار بين الأديان في الفاتيكان الكاردينال جان لوي توران أن البابا سيشدد على دعوة المسيحيين الى أن يبقوا أقلية فاعلة في الشرق الأوسط. وقال إن الرسالة التي سيحملها هي: «على رغم كل الصعوبات، أنتم هنا منذ قرون، أنتم في دياركم هنا وهنا يجب أن تزدهروا
وأضاف توران الذي كان وزيراً لخارجية الفاتيكان في عهد البابا الراحل يوحنا بولس الثاني الذي زار لبنان عام 1997: «يجب التصدي لميل نحو الاضطلاع بدور الضحية
. وأوضح توران في حديث الى إذاعة الفاتيكان أن جانباً آخر من رسالة البابا سيكون الدعوة الى إنقاذ التعددية الدينية لإنقاذ المسيحيين. وقال توران إنه يجب «ألا تتوقعوا إعلاناً سياسياً حول الأزمة السورية خلال الزيارة
وقال السفير البابوي في بيروت غابريال كاتشيا إن للزيارة «أبعاداً كنسية واجتماعية ووطنية وإقليمية وحتى دولية
وأوضح أن البابا يحمل في قلبه وفي صلواته الوضع المأسوي الذي يعيشه الشعب السوري المجاور وحاول مرات عدة التدخل لمساعدته.
كما أن البطريرك الماروني بشارة الراعي قال إن الزيارة «دعوة الى السلام في شرقنا الذي تسوده حالياً لغة الحديد والنار
وأنه «اختار لبنان لأنه أرض لقاء وسلام بفضل العيش المشترك المنظم دستورياً بين المسيحيين والمسلمين
وزار رئيس كتلة «المستقبل " النيابية رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة على رأس وفد منها البطريرك الراعي مؤكداً المشاركة في استقبال البابا. كما رفع «حزب الله
لافتات ترحيب بالبابا على طريق المطار عليها صورته: «أهلاً بكم في وطن المقاومة
وزار لبنان أمس وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان واجتمع مع كل من رؤساء الجمهورية ميشال سليمان، البرلمان نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي، وعرض معهم العلاقات بين البلدين، لا سيما على الصعيد العسكري والدعم الفرنسي للجيش اللبناني بالعتاد والذخيرة بحسب المكتب الإعلامي الرئاسي. وتناول الحديث مع بري التطورات في سورية والمنطقة.
على صعيد آخر، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات على الأمين العام لـ «حزب الله " السيد حسن نصرالله والقياديين في الحزب مصطفى بدر الدين وطلال حمية لـ «دعمهم نظام بشار الأسد ودورهم في نشاطات إرهابية
ولفتت الوزارة، في بيان، الى أن «نصرالله أصبح يصنف أميركياً تحت القرار 13582 كداعم للحكومة السورية ، أما مصطفى بدر الدين وطلال حمية، اللذان وصفهما البيان بأنهما «من كبار القياديين الإرهابيين في حزب الله، فيصنفان تحت القرار 13224 لتقديمهما دعماً لنشاطات حزب الله الإرهابية في الشرق الأوسط ومختلف أنحاء العالم
وذكر البيان «أن سورية تحت قيادة الأسد شكلت داعماً دائماً لحزب الله عبر تأمين السلاح له وفي حالات عدة من إيران أما الآن فحزب الله يرد الجميل عبر تقديم التدريب والنصائح والدعم اللوجيستي المكثف للنظام السوري ليكمل حملة قمعه ضد الشعب عبر الإرهاب والعنف
واعتبر نائب وزير الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية ديفيد كوهين أن «حزب الله يهدد الاستقرار في المنطقة ويشكل تهديداً مباشراً للأمن في لبنان عبر مساعدته نظام الأسد في حملته العنيفة ضد الشعب السوري ودعمه نظاماً سيسقط لا محالة
وقال: «نشاطات الحزب التي يديرها نصرالله وينفذها بدر الدين وحمية تظهر بوضوح طبيعة الحزب كمنظمة إرهابية وإجرامية
واعتبر أن «حزب الله يستخدم الإرهاب ضد المدنيين للوصول الى أهدافه وهذه الأساليب زادت في الفترة الماضية حيث استعمل الحزب مخططات إرهابية عنيفة خارج الشرق الأوسط
وأرفق بيان الوزارة الأميركية بشرح تفصيلي لـ «دور كل من نصرالله وبدر الدين وحميّة في نشاطات الحزب ، واعتبر أن نصرالله «ومنذ بداية حملة الشعب السوري الشجاع في أوائل عام 2011 لتأمين حقوقه العالمية، صبّ جهود حزب الله على المساعدة في حملة النظام السوري العنيفة على السكان المدنيين السوريين من خلال توفير التدريب والمشورة، والدعم اللوجيستي الواسع للحكومة السورية.
ودرّب حزب الله مباشرة موظفي الحكومة السورية داخل سورية وسهل تدريب القوات السورية من قبل الذراع الإرهابية لإيران، وقوات الحرس الثوري الإسلامي، وقوة القدس (الحرس الثوري). ولعب الحزب تحت إشراف نصرالله، دوراً أساسياً في الجهود الرامية إلى طرد القوات المعارضة السورية من مناطق داخل سورية، كما تم تنسيق الدعم المقدم إلى الحكومة السورية مع الحرس الثوري الإيراني وكبار المسؤولين في الحكومة السورية، وبتوجيه من نصرالله، يزيد حزب الله ومنذ منتصف العام الحالي من دعمه للنظام السوري
وأشار البيان الى أن بدر الدين «حل محل ابن عمه عماد مغنية كقائد بعد وفاة الأخير عام 2008، واتهمته المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بالتورط باغتيال الرئيس رفيق الحريري. أما طلال حمية فهو رئيس منظمة الأمن الخارجي لحزب الله، الذي يحفظ تنظيم الخلايا في كل أنحاء العالم والعنصر المسؤول عن التخطيط والتنسيق والتنفيذ لهجمات إرهابية خارج لبنان
وفي مجال آخر، داهم الجيش اللبناني ليل أمس حي الأميركان في ضاحية بيروت الجنوبية وأوقف أمين سر رابطة آل المقداد ماهر المقداد على خلفية عمليات الخطف لسوريين في لبنان والمواطن التركي الذي أفرج عنه قبل يومين تيكين توفان.
وفي هذا السياق، أسفرت الاتصالات التي أجراها المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم عن تسليم المواطن التركي الثاني عبد الباسط رسلان الذي كان مخطوفاً لدى «سرايا المختار الثقفي
في التاسعة ليل أمس في مقر الأمن العام. وكان خُطف لمبادلته بالمخطوفين اللبنانيين العشرة في سورية.
واتصل ليلاً الرئيس ميقاتي بنظيره التركي رجب طيب اردوغان. وتحدثت مصادر عن تفاؤل بامكان اطلاق اللبنانيين العشرة المخطوفين في سورية. 
 

السابق
الأنوار: ترحيب مسيحي – اسلامي بزيارة البابا وادانة للفيلم – المؤامرة
التالي
الشرق الأوسط: استنفار شامل في استقبال البابا وتعزيزات قصوى حول السفارات الغربية