جنوب افريقيا وعملاء صهيون!

كم هي رائعة بلاد نيلسون مانديلا، ذلك الثائر الذي أمضى ثلاثة عقود من الزمن سجينا، من أجل أن ينال أبناء وطنه حريتهم، دفع هذا العملاق حريته، لأعوام طوال دون أن يفت اليأس من عزيمته الجبارة، وكان له ما أراد، نال شعب جنوب افريقيا، كرامته أولا، وحريته ثانيا، وانتهى معه نظام الفصل العنصري الكريه إلى الأبد، معلنا ولادة جمهورية الأحرار، لا تمييز فيها بين الأبيض والأسود، الكل سواء أمام القانون، وفي الحقوق والواجبات.
هذه هي جنوب افريقيا، لمن لا يعرفها، اليوم تثبت لنا هذه الجمهورية الحرة، أنها لا تخضع، ولا تساوم في سبيل مبادئها التي قامت على مقاومة الظلم والقمع والاستعباد بشتى صوره وأشكاله، ولم يكن بالمستغرب من حكومة هذا البلد، مساندتها ومؤازرتها للقضية الفلسطينية، التي نساها بنو يعرب، وجعلوها في ذيل اهتماماتهم، ومعلوم أن لحكومة بريتوريا علاقات ديبلوماسية مع إسرائيل، ورغم هذه العلاقات، إلا أن سياسة جنوب افريقيا قائمة على مراعاة مبادئها وقيمها، والمعاملة بالمثل، دون خوف أو تردد، كما حال الدول العربية التي تقيم علاقات مع إسرائيل!
حكومة نتنياهو أقامت الدنيا ولم تقعدها، لإصدار بريتوريا قرارا بوضع ملصقات لتمييز البضائع المنتجة في المستوطنات الإسرائيلية، لأنها انتجت أصلا في أراض فلسطينية محتلة!
العرب أنفسهم لم يجرأوا قط على فعل ذلك، بل على العكس فقد قدموا الكثير من التسهيلات لدخول البضائع الإسرائيلية إلى بلدانهم، دعما منهم لاقتصاد بني صهيون!
بلاد العم نيلسون مانديلا، صدقت مع ما تناديه من مثل عليا، فقد أثبتت وبحق أنها منارة للمبادئ الإنسانية، والقيم الأخلاقية، التي تفتقدها كثير من الأنظمة العربية الحاكمة!  

السابق
شيعة – فوبيا
التالي
النظام الإيراني و التزوير في محاضر رسمية