الأنوار: المخطوف الكويتي استعاد حريته

جاء اطلاق المهندس الكويتي المخطوف عصام الحوطي مساء امس، لينعش الحكومة بعد سلسلة من الاخفاقات والارباكات ساهمت في تعميم الفلتان الامني في مختلف المناطق. وفي حين نجح الجيش في فرض الامن في طرابلس التي أمضت يوما هادئا امس، فان الاضطراب الامني ظل مسيطرا في مناطق اخرى عبر قتيل باشكال في الاوزاعي، وقتل صائغ في الصرفند بعد سلبه، واطلاق نار على سوريين في صيدا.
وقد تمكن الرئيس نبيه بري من خلال الجهود التي قام بها المسؤول في حركة امل بسام طليس، من اطلاق المخطوف الكويتي الحوطي الذي سارع الى الاتصال به شاكرا جهوده المكثفة للافراج عنه.
واجرى الرئيس بري اتصالا بالسفير الكويتي عبد العال القناعي ابلغه فيه اطلاق سراح الحوطي وانه بخير.

وكان الرئيس نجيب ميقاتي تبلغ من وزير الداخلية مروان شربل نبأ اطلاق الحوطي، وشكر الاجهزة الامنية وكل من ساهم في الافراج عن المخطوف ولا سيما ابناء المنطقة.
وكان المخطوف توجه مع طليس بعد اطلاقه الى منزل الاخير في حزين حيث اجرى اتصالات وتحدث عن اختطافه قبل ان يتوجه قبل منتصف الليل الى السفارة الكويتية في بيروت. فقال انه تعرض للضرب المبرح من قبل خاطفيه وانهم اتهموه بتمويل الثورة السورية.
وشكر الحوطي الرؤساء الثلاثة وخص بالشكر رئيس مجلس النواب نبيه بري والجيش اللبناني ودولة الكويت على مساعيهم لاطلاقه، مؤكدا انه لم يتم دفع فدية.
بدوره قال طليس: بغض النظر عن ظروف عملية الخطف، فان الضغط الذي حصل والاتصالات المكثفة اديا الى الافراج عنه، وقال: انا عملت في هذا الموضوع بتكليف من قبل الرئيس نبيه بري الذي تابع الامور ساعة بساعة.

وشكر طليس ضباط الأجهزة الامنية لسهرهم مدة ثلاثة أيام متواصلة وقاموا بالمستحيل من اجراءات وعمل تقني، وتمكنوا من تحديد بعض أماكن المختطفين التي أوصلتنا الى خيوط ساعدتنا في عملية الافراج. وأهدى طليس الانجاز للشعبين اللبناني والكويتي لأن عصام نصفه كويتي والنصف الآخر لبناني، فهو المصرّ على اعطاء لبنان جزءاً من وقته وحياته.
وأضاف طليس: ما حصل مع عصام ليس بسبب هويته لأن الخاطفين لم يتركوا احداً من شرهم، فبالأمس اختطف لبناني وقبله سوري، فالخاطفون يطلبون قدية وهذه ليست من شيم اللبنانيين الذين قدموا الدماء لتحرير بلدهم. وأعلن ان الرؤساء الثلاثة وقيادة الجيش وقوى الأمن الداخلي وكل الأجهزة عملت جاهدة للوصول الى هذه النهاية السعيدة، متمنين ألا تتكرر وأن تكون آخر عملية خطف.
وتوجه طليس الى الدولة اللبنانية ان تلتفت الى أهل المنطقة لتساعدنا في احتضان الشباب الطائشين وايجاد فرص عمل لهم.
وأكد طليس انه لم تدفع أية فدية للخاطفين وقد تم الافراج عنه بسبب الضغط الأمني ووصل الخاطفون الى موقع يصعب فيه الاستمرار بعملية الخطف.
وينتظر ان يزور المهندس الكويتي صباح اليوم الرئيس نبيه بري لشكره على مساعيه.

هدوء طرابلس
في هذا الوقت امضت مدينة طرابلس يوما هادئا في ظل الاجراءات الأمنية التي اتخذتها عناصر الجيش اللبناني والتي تمثلت بتسيير الدوريات المؤللة وإقامة الحواجز الثابتة وتفتيش السيارات في مختلف الأحياء التي كانت مسرحا للاشتباكات وفي ساحات ومداخل المدينة كافة.
كما نفذت عناصر الجيش مداهمات ولاحقت مطلوبين وعملت على منع كافة المظاهر المسلحة في المدينة التي شهدت شوارعها حركة سير شبه طبيعية بعد أن فتحت المؤسسات والمحال التجارية والأسواق.
ولاحظت مصادر شمالية متابعة ان هدوء طرابلس جاء نتيجة ثلاثة عوامل، أولها توسع الخشية من تمدد حال الفلتان الى خارج منطقة النزاع، خصوصاً بعد تهديد اطراف في باب التبانة بمهاجمة جبل محسن.
أما العامل الثاني فهو انكشاف الجهات التي تؤجج الصراع. فيما يكمن ثالث العوامل في توحد المدينة وفاعلياتها على ضرورة تحقيق المصالحة بعدما بدأت الأمور تفلت من عقالها.   

السابق
الحائري يحرم تجارة السلاح في جنوب العراق
التالي
الحياة: قلق اميركي من رئاسة ايران لقمة عدم الانحياز وجنبلاط ينتقد حضور قادة عرب فيها