الأنوار: استمرار المعركة في طرابلس والجيش مستعد للحوار مع قيادات المتقاتلين

اتفاق وقف النار الذي اعلن في طرابلس اعتبارا من الخامسة والنصف عصر امس، شهد خروقات متلاحقة من خلال رصاص القنص والقذائف المتفرقة، ثم عنفت الاشتباكات عند منتصف الليل. ويتوقع ان يزور رئيس الحكومة ووزير الداخلية المدينة اليوم للمساهمة في اتصالات تثبيت الاتفاق والالتزام به. وقد رفعت الاشتباكات التي جرت امس عدد الضحايا منذ اندلاع الاحداث الى 10 قتلى و84 جريحا.
وقد انتشرت وحدات من الجيش امس في شارع سوريا الفاصل بين جبل محسن وباب التبانة. وتحدثت معلومات عن اصابة جندي في باب التبانة برصاصة قناص بعد موعد وقف اطلاق النار.
وكانت قيادة الجيش قد اذاعت بعد ظهر امس بيانا اعلنت فيه انه نظرا إلى خطورة الوضع ومنعا لمحاولة جر الفتنة إلى لبنان كله، وكون الانتشار العسكري لا يحمي وحده المدينة وأهلها، فإن قيادة الجيش تعلن عن مبادرتها إلى إجراء حوار مباشر مع القيادات الميدانية المسؤولة في المدينة وبخاصة في باب التبانة وجبل محسن، من أجل وأد الفتنة ونزع فتيل التفجير، مع تأكيد حسمها في ضبط الوضع، وفضح المخلين باتفاقات التهدئة والمحرضين على العبث بالأمن والاستقرار.
وفي الوقت ذاته انعقد اللقاء الاسلامي الوطني في منزل النائب محمد كبارة في طرابلس، وصدر عنه بيان جاء فيه ان كوادر التبانة برمتها كانت موجودة في الاجتماع، وتم الاتفاق على وقف اطلاق النار عند الساعة الخامسة والنصف وانتشار الجيش في مناطق الاشتباكات والرد على اي مصدر لاطلاق النار.

تخوف ميقاتي
وفي المقابل ابدى الرئيس نجيب ميقاتي الذي التقى الرئيس ميشال سليمان مساء في قصر بعبدا، تخوفه من محاولات لتوريط لبنان اكثر فأكثر في الصراع الدائر حاليا في سوريا، بينما المطلوب من الجميع، التعاون لابعاد لبنان قدر المستطاع عن النار المشتعلة من حوله وحمايته من الاخطار.
وذكر ان الاحداث الدموية الجارية في طرابلس، هي في بعض جوانبها، محاولة جديدة لزج لبنان في الصراع الخارجي على نطاق واسع.
وعن قول الرئيس نبيه بري ان الرئيس ميقاتي لا يريد ان يحكم، رد رئيس الحكومة: في فمي ماء.

ملاحقة الخاطفين
وعلى صعيد امني آخر، قالت الوكالة المركزية امس ان القوى الامنية تداهم اماكن يقطنها المطلوبون في عمليات الخطف والتهديد، بعدما حصلت الاجهزة الامنية على نسخ عن اشرطة مسجلة ظهرت فيها صور لهؤلاء يعتدون على مواطنين على طريق المطار وغيرها. واكدت مصادر مواكبة ان المداهمات لن تستثني اي جهة طالما ان القوى السياسية رفعت غطاءها عن كل مخل بالامن.
وفي الاطار ذاته، طالبت امانة 14 آذار بإصدار الأوامر الصريحة للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي بالتدخل الحاسم للافراج عن جميع المخطوفين، وملاحقة الفاعلين بجرمهم، بصرف النظر عن الجهات التي توفر لهم التغطية المعنوية أو الدعم المادي، علما ان الإخفاء القسري يشكل جريمة ضد الإنسانية يعاقب عليها القانون الدولي.

كما دعت الى التقدم بشكوى أمام الجامعة العربية ومجلس الأمن الدولي ضد الحكومة السورية بسبب انتهاكها سيادة لبنان وزعزعة استقراره. وطالبت بطرد السفير السوري.
على صعيد آخر، ذكر مصدر امني لبناني لوكالة فرانس برس ان اربعة لبنانيين من بلدة عرسال اللبنانية الحدودية، قتلوا في غارة للطيران السوري على بلدة الجوسية. كما جرح في الغارة عشرة لبنانيين آخرين من عرسال. وكان هؤلاء يتواجدون في مركز للجيش السوري الحر.
  

السابق
الشيخ الطفيلي: هنالك “بَطَر شيعي” ومن خطف إبن المقداد ليس المعارضة السورية
التالي
اللواء: ميقاتي يردّ على بري: أنت شريك في الحكومة وتتحمّل المسؤولية