الفلتان الذي شهده لبنان في اليومين الماضيين من ظهور مسلح وقطع طرق وعمليات خطف، حاصر اجتماع هيئة الحوار الوطني الذي قاطعه الرئيس نبيه بري والنائب سليمان فرنجيه، وكذلك جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت في بيت الدين. ولم يصدر عن الاجتماع والجلسة اي خطوات عملية للمعالجة، انما لجنة وزارية شكلتها الحكومة لحل مسألة المخطوفين، وتمنيات من هيئة الحوار على الحكومة بفرض الامن وتشكيل وفد من اركان الحوار للسعي مع الدول المؤثرة لمعالجة موضوع المخطوفين.
وكانت منطقة طريق المطار قد شهدت ظهورا مسلحا ليل امس الاول تزامن مع قطع الطريق في الاتجاهين حتى فجر امس، في حين اعلن آل المقداد عن خطف عدد من السوريين المؤيدين للجيش السوري الحر، بالاضافة الى مواطن تركي، واشترطوا اطلاق قريبهم المخطوف في سوريا لدى الجيش الحر للافراج عن محتجزيهم.
وخلال يوم امس، قطع مواطنون في مجدل عنجر طريق المصنع لعدة ساعات ونصبوا خيما وسط الطريق، فيما قام آخرون بخطف لمجموعة من السوريين 4 منهم من المستشفيات البقاعية. واعلنت مجموعة سرايا المختار الثقفي ليلا انها اطلقت 5 محتجزين كبادرة حسن نية وانها على استعداد لاطلاق 5 آخرين شرط ارسال شريط مصور للمخطوفين اللبنانيين في حلب.
وفي وقت لاحق، أعلنت عائلة المقداد انها اوقفت كل العمليات العسكرية على الاراضي اللبنانية، مشددة على ان لا تنسيق بينها وبين احد. واشار امين سر رابطة المقداد ماهر المقداد في خلال مؤتمر صحافي الى ان لا دخل للعائلة بما حصل امس في البقاع من عمليات خطف.
وتخلل المؤتمر الصحافي اشكال اثر وصول عضو كتلة الوفاء للمقاومة علي المقداد الى مقر الرابطة.
هذا واورد موقع النشرة الالكتروني ان خطف رجل الاعمال رجا الزهيري في عرمون حصل لاسباب مالية. وقالت ان اجتماعا عقد بين حزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي لبحث هذا الموضوع. والمخطوف هو صاحب محطة الزهيري في الكولا.
هيئة الحوار
ووسط عمليات الخطف والاشكالات، انعقدت هيئة الحوار في بيت الدين وتغيب الرئيس نبيه بري والنائب سليمان فرنجيه.
وقد قررت الهيئة:
1- تأجيل طرح التصور الخاص بالاستراتيجية الوطنية للدفاع بسبب غياب عدد من اعضاء هيئة الحوار الوطني وابرزهم رئيس مجلس النواب نبيه بري، ومتابعة التحضير لطرح هذا التصور بمشاركة جميع افرقاء الحوار.
2- التمني على الحكومة اللبنانية اخذ جميع التدابير الكفيلة بفرض الامن على الاراضي اللبنانية كافة، بما يحفظ الاستقرار وشروط التنمية ومكانة لبنان الدولية، واستكمال السعي الرسمي القائم وبجهد وطني متكاتف، ولا سيما من طريق تشكيل وفد من هيئة الحوار للسعي مع الدول المؤثرة من اجل معالجة موضوع المخطوفين اللبنانيين للافراج عنهم سالمين، وتأكيد الحرص على العلاقات الاخوية مع هذه الدول.
وحدد يوم 20 ايلول موعدا للاجتماع المقبل للهيئة.
مجلس الوزراء
وبعد ساعتين من اجتماع لجنة الحوار انعقد مجلس الوزراء في قصر بيت الدين وقرر تشكيل لجنة وزارية برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء سمير مقبل، والوزراء: مروان شربل وعدنان منصور وشكيب قرطباوي لتقوم بمهام خلية ازمة لحل مسألة المخطوفين اللبنانيين واستقصاء المعلومات المتعلقة بهم والتواصل مع ذويهم ومواكبة الاتصالات الامنية والدبلوماسية الجارية في شأن اطلاقهم.
كما قرر الموافقة على اعطاء العاملين في القطاع العام زيادة غلاء المعيشة المقررة للقطاع الخاص اعتبارا من 1/2/2012 لحين اقرار قانون سلسلة الرتب والرواتب.
ميقاتي: الوضع صعب
وقد وصف الرئيس نجيب ميقاتي الوضع بالصعب والإستثنائي، مجددا تأييده قيام حكومة استثنائية، والى حين الإتفاق على قيام مثل هذه الحكومة، علينا تجنب كل ما يمكن ان يولع البلد، وأي عمل آخر سيدخل لبنان في الفراغ ولن أكون إلا الأداة لتسهيل هذه المهمة.
وحيا الجيش والقوى الأمنية اللبنانية لاستخدامهما الحكمة والقوة، لافتا الى انه طلب من وزير العدل شكيب قرطباوي متابعة موضوع الاستنابات القضائية في حق كل من تطاول على أمن الدولة العام، وقال: هذه الإستنابات ستصدر قريبا.
وأكد ميقاتي وجود الضمانات اللازمة لإبقاء طريق المطار مفتوحة، وقال: طريق المطار لن تقطع بعد اليوم.
الحريري يستنكر
هذا وأعرب الرئيس سعد الحريري في بيان وزعه مكتبه الاعلامي اليوم، عن استيائه واستنكاره لكل ممارسات الخطف التي استهدفت مواطنين لبنانيين في سوريا ومقيمين سوريين وغيرهم من رعايا الدول الصديقة في لبنان.
وقال: كما رفضنا واستنكرنا خطف أخواننا اللبنانيين في سوريا قبل أشهر واعتبرنا هذه القضية بمثابة قضية وطنية تهم الجميع وتتطلب تضافر جهود كل العقلاء والمخلصين والفاعلين لتأمين الإفراج عنهم بأقصى سرعة وعودتهم إلى وطنهم وأهاليهم سالمين، كذلك نحن نعتبر أن خطف أي شخص بلبنان، أكان من الأشقاء السوريين أو غيرهم تحت ذريعة المقايضة أو ممارسة الضغوط أو إطلاق التهديدات وما شابه لأجل الإفراج عن مخطوف لبناني في سوريا، أمر مرفوض كليا من قبلنا أيضا لأن الخطأ لا يمكن أن يعالج بخطأ مماثل.
وحذر الحريري من تسرع البعض في القيام بردات فعل غير محسوبة قبل تقصي الحقائق ومعرفة الجهات الخاطفة على حقيقتها في دمشق وغيرها، لئلا تؤدي مثل هذه الممارسات إلى الانجرار لتحقيق أهداف النظام السوري الذي يعمل ما في وسعه لاستغلال بعض عمليات الخطف أو التحريض عليها، بهدف تأجيج الخلافات بين اللبنانيين أنفسهم وإذكاء نار الفتنة، بعدما فشل في تنفيذ مخطط التفجيرات الإرهابية الذي كان يزمع القيام به في منطقة الشمال مؤخرا.
