اين يكمن الحب …..في القلب ام في العقل ؟

بدأت الحياة مع آدم وحواء بالحب، وهو شيء غريزي فطرى مولود معنا، يظهر وينمو ويكبر ويتفاعل في جميع مراحل السن المختلفة، وقد يكون في الأطفال والحيوانات، حبا غريزيا للمطالب الأساسية للطفل أو الحيوان، أما عندما يكبر الانسان الى كائن عاقل يتسامى عن الغرائز ويبقى الحب قويا.

الحب أنواع كثيرة حب العطاء بلا مقابل مثل حب الوالدين لأبنائهم ولا يحتاج هذا الحب الى غذاء أو تقوية أو نصح ولكنه غريزي بالدرجة الاولى، وهذا لا ينطبق عكسيا على الأبناء في علاقتهم مع والديهم فليس بالضرورة أن يحب الأبناء والديهم ولذلك أوصى القرآن الكريم بأن يحب الأبناء والديهم ولكن لم يوصى الوالدين بحب ابنائهم.

والحب هو مجموعة من التصرفات الحسنة الطيبة ذات الطابع الجميل مع بعض الانفعالات الوجدانية مثل زيادة عدد ضربات القلب أو احمرار بالوجه عندما يرى المحب محبوبه، ويقطن الحب أساسا في المخ ككل ولكن هناك بعض الأجزاء في المخ هي التي يقع فيها الجزء الكبير من التصرفات والذكريات حيث أن الفص الوجدي من المخ هو لاختزان الذكريات جميعها. وكذلك الانفعالات والوجدان سواء بالحب أو بالكره وترتبط دائما الذكريات والمعرفة القديمة بانفعالات والعاطفة والوجدان وكذلك ترتبط بالأشخاص ببعضهم.

أما الفص الأمامي من المخ فهو المسؤول عن التفكير والمعرفة والتصرفات، وأيضا العقل والرصانة ويستقبل المخ أساسا عن طريق العين التي منها توزع الصور وكل ما نراه الى أجزاء المخ خاصة الفص الوجدي والفص الأمامي، وذلك طبعا بعد أن تمر قبل ذلك على الفص الخلفي من المخ المسؤول عن إدراك وفهم هذه الصور وعندما ينفعل المخ بما رآه يبعث إشارات مختلفة الى جميع أجزاء الجسم ولكن بدرجات متفاوتة، فمثلا يرسل إشارات الى العضلات أو اليد لتحية من يحب والى القلب ليزداد نبضه بقوه أو الى الأوعية الدموية بالوجه ليقول لها أن هذا هو المحبوب. واشارات المخ المرسلة هذه الى عضلات الجسم أغلبها يذهب أتوماتيكيا الى القلب والغدد العرقية واللسان وباقي الأعضاء دون القدرة على التحكم الكامل في هذه الإشارات.

والحب باللغة العلمية السيكولوجية، هو انعكاس شرطي، بمعنى أنه يتولد بين شخصين، إذا ما أحسن أحد الشخصين المعاملة وتقرب بلطف ومودة الى الآخر بصفة مستمرة بدليل أن أجدادنا وآباءنا القدماء أحبوا زوجاتهم بعد الزواج بالعشرة نتيجة المعاملة الحسنة والمودة المستمرة.

وقد ينهار الحب أيضا بالانعكاس الشرطي أي انه إذا أساء المحب المعاملة بطريقة جافة مستمرة يتهدم هذا الحب الكبير، والدليل على ذلك أن كثيرا من المتزوجين الذين كانوا يحبون بعضهم حبا أشبه بحب العبادة يفترقون وينفصلون أحيانا، لأن الحب لم يجد ما يغذيه من المودة والمعاملة الطيبة المستمرة.

إذا هنالك رابط بين العقل والقلب ومن يقول أن هذا الاخير هو الحاكم الاول والاخير في امور العشق والهوى فإنه اعتقاد خاطىء لان المخ له الدور الاكبر في تشغيل وإعطاء الاوامر للقلب، فكما يرسل رسالات للحب يمكنه ان يرسل هذه الرسالات للكره او الابتعاد عن الحبيب.  

 

السابق
من بلكونة عمتي
التالي
إليسا أقوى امرأة عربية بـ2012