سيناريو ايراني سيئ

 أكتب منذ سنين عن ايران متعلما أسماء رؤساء حرس الثورة. وأذكر المواقع المعروفة لتطوير مشروع الذرة، وايقاع سير تخصيب اليورانيوم، وأنا منذ سنين ابدأ اليوم بالاطلاع على آخر ما يجد في أنحاء العالم وأكتب مقالات واقرأ مقالات وأحلل وأهتم. ومنذ سنين وهذه الذرة جزء من الحياة: من العمل والخدمة الاحتياطية والاولاد ووجبة جيدة ـ وتهديد ذري.
وفجأة سألتِ أنتِ أيتها القلقة من بيتنا المشترك وقلتِ إنك قلقة ولم أعلم. لم أدرك أننا في حماسة العناوين والاقوال اللاذعة قد خلفناك وراءنا والى جانبك جمهور كامل تعنيه التوافه من البرامج التلفازية ويتلقى شظايا معلومات ويقلقه في الأساس ما قد يوجد هنا. فها هو ذا كما وعدتُ ملخص من أجلك ومن اجل اولئك الذين لا يحبون حبا خاصا ألعاب الحرب وعناوين التهديد الصحفية.
1- لنبدأ بأنه لا يوجد تهديد ذري. ان النقاش في هذه الاثناء نظري فقط ولو فقط بسبب حقيقة ان ايران، وهذا صحيح الى اليوم، لم تنتج الى الآن تلك القنبلة التي نراها في الأفلام.
2- اذا أحرزت ايران سلاحا ذريا (وهي في الطريق الى هناك)، فان احتمال ان تهاجم اسرائيل ضئيل، فسيظل لاسرائيل في السنين القريبة تفوق نسبي واضح حتى في المجال الذري، بحسب أنباء اجنبية منشورة. وسيتم الرد على مهاجمة اسرائيل ردا شديدا.
فالايرانيون يعانون جنونا دينيا هنا وهناك لكنهم ما يزالون أمة ترغب في الحياة.
3- في حال جنون ايراني فان احتمال ان يصيبنا السلاح الذري هنا ضعيف. فلاسرائيل منظومات انذار ودفاع ممتازة.
والاستنتاج ان الغيوم الكبيرة التي تشبه الفِطر هي كابوس، لكنها لن تكون في المستقبل القريب، فاذا كان الامر كذلك فلماذا نهاجم ايران؟ لأنه في اللحظة التي تحرز فيها ايران سلاحا ذريا سيتغير الشرق الاوسط، واليكم عددا من النتائج المصاحبة الاشكالية:
1- سباق تسلح ذري اقليمي في دول الشرق الاوسط كما هي حال الاولاد، حينما يريد الجميع شيئا حينما يكون لأحدهم مثله.
فايران الذرية تهدد في الأساس دولا عربية ليس عندها سلاح ذري. وفي غضون سنين معدودة سينتج الجميع مخزونا من السلاح الذري، ولما كان الحديث عن منطقة فيها كثير من الحكام غير الأصحاء بصورة مميزة (من جهة نفسية وديمقراطية) فسنجد أنفسنا مع دارتنا في الغابة، بيد انه سيكون حولنا هذه المرة حيوانات مفترسة مع سلاح ذري.
2- ستبدأ منظمات ارهاب تتمتع برعاية ايرانية العمل بحرية زائدة اذا أصبح لها دعم من دولة ذرية. وستُشرك في بعض الاماكن ناس حرس الثورة الايرانيين في عمليات وبهذا تصد الجيش الاسرائيلي عن الرد. وسيصبح كل رد على عملية وكل عملية اغتيال مركز نقاشا طويلا في امكانية ان ينشأ تصعيد ينتهي الى مواجهة عسكرية مباشرة مع دولة ذرية.
3- الاقتصاد: أصبح عدد يزداد من الاسرائيليين يملكون اليوم جوازات سفر اجنبية أكثرهم من الطبقات العليا الغنية المثقفة.
والذرة الايرانية الحقيقية ستجعل أجزاءا منهم يغادرون وسيغادر ايضا المستثمرون الذين يأتون الى هنا، فالاغنياء لا يعشقون التهديدات الذرية وكذلك الاقتصاد ومستوى الحياة ايضا.
والاستنتاج: انه لا يجوز تمكين ايران من ان تصبح ذرية، وماذا في شأن النتائج؟ حزب الله وسوريا وحماس وصواريخ ايرانية بعيدة المدى. جميع الاحتمالات قائمة في سيناريو سيء ولا يهم أيهما تهاجم، اسرائيل أو الولايات المتحدة، وقد لا يكون ذلك من جهة ثانية. ونقول بالمناسبة انه لا علم عند المسؤولين الكبار في الحاضر والماضي ممن أقلقوكِ بما يُخبيء المستقبل، كما انه ليس لهم علم بالضبط بعلم نفس الجمهور.
  

السابق
نظام الاسد في ايامه الاخيرة
التالي
دوريات اليونيفيل بعد قذيفة اسرائيلية قرب الخط الأزرق