السفير: المياومون: مساعٍ تسابق التصعيد

غداة التحرك الاحتجاجي، خلال اليومين الماضيين، والذي بلغ ذروته في تسجيل سابقة خروج موظفي القطاع العام الى الشارع، بقي الملف المطلبي في دائرة الكباش بين الحكومة و«هيئة التنسيق النقابية»، ربطا بنظرة الطرفين الى سلسلة الرتب والرواتب، بينما شهدت قضية المياومين وجباة الاكراء في «مؤسسة كهرباء لبنان» اتصالات سياسية مكثفة، استباقا لأي تصعيد جديد، بالتزامن مع تظاهرة نظمها «التيار الوطني الحر» في الاشرفية ضد اعتصام المياومين في مبنى المؤسسة.
ومع تعطل لغة الحوار بين الحكومة و«هيئة التنسيق»، سافر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى لندن للمشاركة في حفل افتتاح دورة الالعاب الاولمبية الذي سيقام هناك مساء اليوم، على ان يعود مساء الاحد المقبل. والتقى ميقاتي، امس، وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ الذي قدر جهود رئيس الحكومة اللبنانية في سبيل «إبعاد لبنان عن تداعيات الاحداث في سوريا»، متمنيا استمرار اجتماعات الحوار لما فيه خير لبنان. وتبلغ ميقاتي من هيغ وقوف بريطانيا الى جانب لبنان وتشديدها على أهمية الحفاظ على الاستقرار في جنوب لبنان».

وقبيل سفره انتقد رئيس الحكومة التحركات الاحتجاجية في الشارع، معتبرا، في دردشة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، انه «من غير الممكن في هذه الظروف الدقيقة القبول بتهديد الاستقرار الاجتماعي والمالي الحاصل وارهاق الخزينة باعباء اضافية. كما انه من غير المنطقي ان توضع تراكمات سنوات طويلة امام الحكومة وان يطلب منها في لحظة معالجتها».
في المقابل، اطلقت «هيئة التنسيق النقابية» امس، تحركا في اتجاه الوزراء لوضعهم في حيثيات وتفاصيل الاتفاق الذي سبق ان تم التوصل اليه بينها وبين رئيس الحكومة. وفي هذا السياق جاءت الزيارة التي قام بها وفد من الهيئة برئاسة رئيس «رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي» حنا غريب، لوزير البيئة ناظم الحوري الذي قال لـ«السفير»: ان الوفد طلب المساهمة في ايجاد الحل للمشكلة القائمة برعاية رئيس الجمهورية.

واشار الخوري الى انه نصح الوفد بالتروي وعدم التصعيد او قطع الحوار، لان التصعيد سيجر الى تصعيد من قبل الحكومة، وهذا لا يحل المشكلة.
اما غريب فقال لـنا ان «الهدف من الزيارة، كما الزيارات التي ستحصل لاحقا مع الوزراء، هو وضعهم في صورة الاتفاق الذي حصل مع رئيس الحكومة، خاصة ان ثمة بين الوزراء من لم يكونوا على اطلاع عليه، علما بأننا وفينا بكل تعهداتنا، بينما الحكومة لم تف بما وعدت به».
اضاف غريب ان «كل الاحتمالات والخطوات واردة على صعيد التحرك المطلبي. ولا نستطيع ان نوقف التحرك قبل ان تحل هذه المسألة، ولن تفتح المدارس اذا ما بقي الحد الادنى للاجورلسلسلة رواتب المعلمين 640 الف ليرة، أي اقل من الحد الادنى للموظفين الذي يبلغ 675 الف ليرة».
من جهته، اكد وزير الاقتصاد والتجارة نقولا نحاس لـ«السفير» «اننا سنجد حلا للمطالب وادعو «هيئة التنسيق» الى معاودة الحوار مع اللجنة الوازرية».
المياومون: اتصالات… وتظاهرة
من جهة ثانية، وبالتوازي مع استمرار اعتصام المياومين داخل «مؤسسة كهرباء لبنان»، تكثفت وتيرة الاتصالات السياسية ضمن فريق الاكثرية، وسجلت في الساعات القليلة الماضية، حركة ناشطة لـ«حزب الله» في اتجاه الرابية عبر التواصل بين مسؤول الارتباط الحاج وفيق صفا ووزير الطاقة جبران باسيل، ومع عين التينة عبر التواصل بين المعاون السياسي للامين العام لـ«حزب الله» الحاج حسين خليل والمعاون السياسي لرئيس مجلس النواب الوزير علي حسن خليل، وهي حركة تتقاطع مع الجهود التي يبذلها رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، ما بين الرئيس بري ورئيس «تكتل الاصلاح والتغيير» النائب ميشال عون.

وعكست مصادر مواكبة لهذه الاتصالات ما وصفتها بـ«الاجواء الجيدة» وتحدثت عن «تقدّم» حصل، من دون ان تحدد ماهيته، الا انها اشارت الى ان المسألة ما زالت في حاجة الى انضاج لتبديد كل الالتباسات التي تحيط بهذه المسألة. وهذه الاجواء عكستها قناة «المنار»، امس، بقولها «ان الاجواء مريحة جدا وقطع «حزب الله» وفرنجية شوطا كبيرا في التقريب بين الرابية وعين التينة»، مشيرة الى ان «هذه الحركة المكوكية يحكمها الحرص من كافة الفرقاء على متانة تحالف الاكثرية على اعتبار ان الخلاف لا يفسد في الود قضية».
على ان هذه الايجابيات، على محدوديتها، لم تنعكس «على الارض» حيث نظم «التيار الوطني الحر»، مساء امس، تظاهرة ضد اعتصام المياومين انطلاقا من ساحة ساسين في الاشرفية الى «مؤسسة كهرباء لبنان»، وقد وضعت اوساط قيادية في «التيار» التظاهرة في سياق «رسالة» الى رئيس مجلس النواب.

ولم تسجل اي اشكالات خلال التظاهرة او بعدها، وأكد القيادي في «التيار» زياد عبس لـ«السفير» أن «التحرك رمزي ولم يكن هدفه مواجهة المياومين والتصادم معهم».
وسبق ذلك اتخاذ مجلس ادارة مؤسسة كهرباء لبنان، سلسلة تدابير وقرارات إدارية ومسلكية بحق المساهمين في عرقلة العمل داخل المؤسسة، كما دعا مقدمي خدمات التوزيع الى استلام الفواتير الاثنين المقبل، وفرق الصيانة للانطلاق في عملها، الاثنين ايضا، على ان تواكب الخطوتين تغطية اعلامية بمؤازرة امنية.  

السابق
لماذا يقاطع المهاجر الشيعي ايران؟!
التالي
النهار: الإثنين يوم الحسم بين الكهرباء والمياومين و100 ألف تلميذ في مهبّ الشروط المتصلّبة