السفير: ميقاتي للمعلمين: ملتزمون بـالسلسلة ولا مبرّر لوقف التصحيح

لم تحمل الانتخابات النيابية الفرعية في الكورة أي مفاجأة سياسية، وجاء فوز مرشح "القوات اللبنانية" فادي كرم، عن المقعد الأرثوذكسي، بـ12507 أصوات، مطابقاً للتوقعات التي كانت قد أعطته الأرجحية على مرشح الحزب السوري القومي الاجتماعي وليد العازار، الذي نال 11262 صوتاً.
ومع إسدال الستارة على هذه المعركة الانتخابية، يُفترض ان تبدأ القوى السياسية التي خاضتها بإجراء "جردة حساب" وقراءة الأرقام واستخلاص نقاط القوة والضعف، استعداداً للاستحقاق الأهم عام 2013، علماً أن النائب الجديد قد لا يجد متسعاً كافياً من الوقت لالتقاط أنفاسه، والدخول في أجواء مجلس النواب، وهو الذي سيكون بعد قرابة عشرة أشهر على موعد مع امتحان أصعب، كما يوحي الفارق الضئيل في نسبة الأصوات بين المرشحين.

وقد بدا واضحاً أن "القوات" مدعومة من حلفائها، و"القومي" مدعوماً من حلفائه، تعاطيا مع اختبار الكورة باعتباره مناورة انتخابية بـ"الذخيرة الحية"، يراد منها استكشاف الارض وقياس المزاج العام في المنطقة، بعد التطورات التي استجدت على المستويين المحلي والإقليمي منذ انتهاء الانتخابات السابقة.
وبانتظار الخلاصات التي ستتوصل إليها الأطراف السياسية، يمكن القول إن "القوات" وقوى" 14آذار" انتصرت انتخابياً، ولكنها تراجعت "رقمياً"، كما يُبيّن انخفاض الفارق في الأصوات قياساً الى النتيجة التي سجلت عام 2009، إذ ان مرشح "القوات" فاز أمس بفارق 1245صوتاً عن مرشح "القومي"، فيما كانت نسبة الفارق بين آخر الرابحين على "لائحة 14آذار"، وأول الخاسرين على اللائحة المنافسة 1600 صوت عام 2009، مع الاشارة الى ان نسبة الاقتراع كانت متقاربة في المرتين (قرابة 47 في المئة).

ومن المؤشرات المعبرة التي واكبت الانتخابات الفرعية، التراجع الملحوظ في الإقبال السني على الاقتراع عما كان عليه في 2009 ، حيث اقترع أمس، وفق الماكينات الانتخابية، نحو 3500 ناخب سني، في مقابل 4600 اقترعوا في الدورة الماضية. كما ان حصة مرشح "القوات" من هذه الاصوات تقلصت نسبياً، قياساً الى تلك التي حصلت عليها "لائحة 14آذار" في الانتخابات الماضية.
ومع ذلك، فإن "القوات" ستسعى الى استثمار الإنجاز الذي حققته أمس، حتى الحد الأقصى، سواء لتحسين مواقعها وحصصها عند التفاوض مع حلفائها على لوائح 2013، أو للمضي قدماً في معركة الشارع المسيحي ضد العماد ميشال عون والوزير سليمان فرنجية.

أما "القومي"، فإنه بادر الى الاعتراف بخسارته، من دون مكابرة، وهي خسارة نتجت عن عوامل مركبة، يمكن تعداد بعضها كالآتي:
ـ إن "القومي" قرر متأخراً خوض الانتخابات الفرعية، بعد تردد، الأمر الذي انعكس سلباً على مستوى الجهوزية اللوجستية والتعبئة السياسية.
ـ إن حلفاء الحزب انتظروا حتى الأيام القليلة الماضية للمجاهرة بدعم مرشحه، ما جعل قدرة الماكينات الانتخابية على الاستقطاب والتعبئة أضعف، عدا عن ان بعض الحلفاء بدا وكأنه يخوض المعركة من دون شهية او حماسة.
ـ إن "القوات" نجحت في انتزاع المبادرة، وخاضت الانتخابات من موقع الهجوم، بينما بدا "القومي" في موقع الدفاع، رداً على الاتهام الذي وُجه إليه، بأنه يخوض في الكورة معركة الرئيس بشار الأسد والنظام السوري.

ـ إن "القـومي" تعاطى مع أميون، عاصمـة
الكورة، بحسابات خاصة لإثبات أحقيته في "زعامتها"، وهو بهذا المعنى استطاع ان يحقق فوزاً داخل الخسارة، من خلال تمكنه من إبقاء أميون تحت مظلته.
ـ إن إمكانيات "القوات" و"فريق 14آذار" ظهرت أقوى من تلك التي وظفها "القومي" وحلفاؤه في الانتخابات الفرعية، علماً أن الطرفين تبادلا الاتهامات حول استخدام المال السياسي.
وبرغم حرارة الحملات المتبادلة، فإن الانتخابات جرت في ظل ظروف أمنية مثالية، حيث لم يقع أي حادث من شأنه ان يعكر صفو الهدوء.
وفي هذا السياق، قال مصدر وزاري بارز لـ"السفير" إن ما جرى أمس في الكورة هو انتصار بالدرجة الاولى للحكومة التي أثبتت حياديتها ونزاهتها، ما يجعلها قادرة على تنظيم الانتخابات النيابية عام 2013.

جعجع ينبه للدولة "المخصية"
الى ذلك، قال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في حديث الى "المؤسسة اللبنانية للإرسال" إن الحزب القومي "ملتصق بالنظام السوري وكنا نعتبر ان انتصار مرشحه سيكون انتصاراً لهذا النظام الذي ينتقل من هزيمة لأخرى في بلاده". وأضاف: ان النتيجة تتكلم عن نفسها وتمهد لانتخابات 2013، وأؤكد ان الصراع السياسي لم يعد بالمفهوم التقليدي للكلمة، بل هو على وجه لبنان المستقبل وبقائه، فإما دولة قوية ترعى الكيان وترسم سياساته الخارجية، وإما دولة "مخصية" لحساب دويلة اخرى مربوطة باستراتيجية اخرى لا علاقة لها بمصالح الشعب اللبناني.

الحريري: تمسك بمشروع الدولة
وقد تلقى جعجع اتصالاً من الرئيس سعد الحريري هنأه فيه بالفوز، كما اتصل الحريري للغاية نفسها بنائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري والمرشح الفائز فادي كرم. وهنأ أبناء الكورة "على نجاح هذا الاستحقاق الأساس في حياة لبنان السياسية، بطريقة سلمية حضارية ديموقراطية تشعر جميع اللبنانيين بالفخر والأمل في تعميم انتظام العمل الانتخابي السياسي في كل لبنان، بعيداً عن منطق السلاح والتسلط والسطوة، في كل الاستحقاقات المقبلة"، معتبراً "أن خيار الكورة مؤشر ساطع على تمسك اللبنانيين بمشروع الدولة في لبنان، وبالديموقراطية والحرية والسيادة الوطنية والاستقلال، خصوصاً في خضم المتغيرات الكبيرة التي تشـهدها المنطقة".

حردان، نعتز بأرقامنا
وقال رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب اسعد حردان: "إننا من الأفرقاء الذين يقبلون الخسارة، ونحن نحترم النتائج، كما نعتز بالنتائج التي حصل عليها مرشحنا في الانتخابات الفرعية في الكورة، امام إمكانات مالية ضخمة للفريق الآخر"، لافتاً الانتباه الى ان "الفارق أصبح بسيطاً".
 

السابق
اللواء: فوز كرم يفتح شهيّة 14 آذار لكسب إنتخابات 2013
التالي
النهار: أميركا وأوروبا تلاحقان أموال حزب الله انتخابات الكورة تنتصر لتحالف 14 آذار