الأخبار : حزب الله يرفض استغلال الحوار لإسقاط الحكومة

يعود الأقطاب اليوم إلى طاولة الحوار في بعبدا، وكل متمسك بموقفه، وسط تهديد المعارضة بالمقاطعة، فيما يسعى رئيس الجمهورية إلى طرح صيغة توافقية لضمان استمراره، فيما جهّز حزب الله نفسه للرد على ما ستطرحه المعارضة حول سلاحه ومحاولة إسقاط الحكومة
تنطلق الحادية عشرة قبل ظهر اليوم الجلسة الثانية من الحوار الوطني المخصص للبحث في موضوع السلاح بكل أنواعه. وكان رئيس الجمهورية قد استكمل مشاوراته مع أطراف طاولة الحوار، واستقبل أمس وفداً من جبهة النضال الوطني. ويحاول سليمان في لقاءاته رسم إطار لقضية الاستراتيجية الدفاعية وسلاح المقاومة، من زاوية الاستفادة من هذا السلاح. ونقل زوار سليمان عنه أنه سيطرح اليوم ما توصل إليه في المشاورات التي أجراها، على أمل مناقشته للخروج بصيغة توافقية لإعلان النقاط المشتركة بين أطراف الحوار. ويدرك سليمان، بحسب زواره، حراجة الوضع الذي وصلت إليه طاولة الحوار، بسبب تمسك كل طرف بموقفه. وبناءً على ذلك، سيبذل ما في وسعه لتأمين استمرار طاولة الحوار.
وفيما تهدد "قوى 14 آذار" بمقاطعة الحوار "إذا لم يحقق أي تقدم ملموس"، فإن حزب الله يتوجه إلى بعبدا اليوم على قاعدتين: الأولى انفتاحه على النقاش في الاستراتيجية الدفاعية التي تضمن حماية لبنان. والثانية، عدم القبول باستغلال طاولة الحوار من أجل إسقاط الحكومة، وهو الهدف الذي يرى الحزب، بحسب مقربين منه، أن "قوى 14 آذار" ترمي إلى الوصول إليه حصراً. وفي القاعدة الأولى، جهّز "حزب الله" نفسه، بحسب المصادر ذاتها، للرد على كل ما قد يطرحه ممثلو المعارضة في بعبدا، وربما سيصل إلى حد المطالبة ببناء الدولة التي يمكنها أن تمسك زمام الدفاع عن لبنان.
وفي المواقف من الحوار، أعرب عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري عن تفاؤله بأن النقطة الوحيدة التي ستبحث على طاولة الحوار اليوم هي السلاح، فيما شدد عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان على أننا "لن نقبل بشرعنة السلاح غير الشرعي"، متوقعاً أن يتوقف الحوار في جلسة اليوم بشكل أو بآخر، فيما رأى وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور ضرورة "أن يكون هناك حوار بدون مقدسات ومحرمات وممنوعات واشتراطات"، معتبراً أن "المحرم الوحيد هو الفتنة الأهلية".
مجلس الوزراء: كهرباء وتعيينات
والاستحقاق الثاني هذا الأسبوع هو جلسة مجلس الوزراء بعد غد الأربعاء في قصر بعبدا، إذ ستحضر أزمة الكهرباء بكل تشعباتها الحياتية والسياسية إلى جانب موضوع استئجار البواخر لإنتاج الطاقة وما آل إليه هذا الملف. كذلك على جدول أعمال الجلسة تعيين نائب مدير عام لجهاز أمن الدولة، والمرجح أن يسند إلى العميد محمد الطفيلي. كما ستعرض على المجلس استقالة المدير العام لمديرية المباني والطرق في وزارة الأشغال العامة والنقل فادي النمّار.
ميقاتي لداوود أوغلو: تغليب الحكمة
وكان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قد تلقى مساء أول من أمس اتصالاً هاتفياً من وزير خارجية تركيا أحمد داوود أوغلو الذي أطلعه على "المعطيات المتوافرة لدى الحكومة التركية عن الملابسات التي رافقت إسقاط الطائرة التركية قبل يومين بعد اختراقها الأجواء السورية، والجهود المبذولة من أجل العثور على قائدي الطائرة المفقودة". وأبلغ ميقاتي داوود أوغلو "أن الأوضاع الراهنة في المنطقة تتطلب تغليب الحكمة وضبط النفس والإفساح في المجال أمام المعالجات الهادئة".
شهر أمني والضاحية مفتوحة
على صعيد آخر، وفي ظل تكاثر الأعمال المخلة بالأمن، أعلن وزير الداخلية والبلديات مروان شربل "أن الأجهزة الأمنية ستبدأ يوم الأربعاء المقبل شهراً أمنياً يشمل كل الأراضي اللبنانية، بدءاً من الضاحية وصولاً إلى طرابلس".
وكان نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم قد اعتبر "أن ما يحصل من أعمال سيئة في الضاحية أو في غيرها يتحمل مسؤوليتها من يقوم بها، وتتحمل أجهزة الدولة مسؤولية متابعتها". وأكد قاسم خلال الاحتفال بإطلاق "الهيئة الصحية الإسلامية" في "حزب الله"، استراتيجية لتطبيق القانون 174 للحد من التدخين، أول من أمس، بحضور الوزير شربل ووزير الصحة علي حسن خليل ووزير الزراعة حسين الحاج حسن، أن "الضاحية مفتوحة لقوى الأمن الداخلي والجيش والوزارات المختلفة، يجبون الضرائب ويعاقبون الناس ويقاضون من يستحق المقاضاة ولا خيمة فوق أحد، ونحن لا نحمي أحداً على الإطلاق".
من جهة أخرى، رأى رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" السيد هاشم صفي الدين خلال إطلاق الأنشطة الكشفية الصيفية في مخيم كشافة المهدي ببلدة الحلانية أن "أي إثارة للخطابات المذهبية والغرائزية في لبنان ليس من مصلحة أحد، فالبعض جرب في الماضي ولم يحصد إلا الخيبة والندم"، معتبراً أن "كل من يدفع مالاً أو يلقي بسلاح في الساحة الداخلية اللبنانية هو الذي سيخسر وهو الذي سيدفع الثمن".
معركة الكورة بدأت
في غضون ذلك، بدأت معركة انتخابات الكورة الفرعية كلامياً بين مرشح السوري القومي الاجتماعي وليد العازار، ومرشح "القوات اللبنانية" فادي كرم قبل خوضها في صناديق الاقتراع في 15 تموز المقبل. وأعلن العازار في مؤتمر صحافي من منزل النائب السابق سليم سعادة، أن "هذه المعركة فُرضت علينا من خارج الكورة، وبالتحديد من القائد الميليشيوي سمير جعجع، ولها مدلولات شديدة الحساسية لدى أبناء الكورة". وأشار الى أن "القوات رفضت ثقافة الوحدة الاجتماعية وعبّرت عن ذلك بقولها إن القومي وحلفاءه هم غرباء عن الكورة". ورأى أن "عملية ترشيح فادي كرم جاءت بتعليمات من خارج الحدود".
ورد كرم على العازار، مشيراً إلى أنه "ابن أميون الكورة ولست مفروضاً عليها"، مستغرباً "الكلام عن الترشيح من خارج الحدود".
من جهته، شدد مكاري في مؤتمر صحافي في منزله في أنفة، بحضور النائب نقولا غصن والمرشح كرم وممثلين عن "قوى 14 آذار" على أن فوز كرم، "بالغ الأهمية في مسيرة 14 آذار السياسية، بحيث تتمكن في اللحظة المناسبة من استعادة الأكثرية النيابية التي سلبت منها".
لا "ألعاب فتنوية"
من جهة أخرى، أوضحت المديرية العامة للأمن العام أن ما تردد عن وجود ألعاب تسيء إلى رمز ديني باللغة الإنكليزية غير صحيح، مشيرة إلى أن دورية من المديرية دهمت بعض المحال التي تبيع هذا النوع من الألعاب للتأكد منها، فصادرت بعض العيّنات وأخضعتها للتدقيق بواسطة خبير لغات، فتبين أن هذه المعلومات غير دقيقة، وقد التبس الأمر على مطلقيها. وقد أبلغ مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني بنتائج التحقيق.  

السابق
اللواء : لبنان يعارض عملاً عسكرياً ضد سوريا.. و”حزب الله” لن يبحث بتسليم سلاحه
التالي
الجمهورية: بري يؤكد أن “كل شيء مسموح في الحوار إلاّ الفشل”