قبلان:لتكن جلسات الحوار منطلقا لإرساء تفاهمات جديدة

ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان خطبة الجمعة التي قال فيها:"في الخامس والعشرين من شهر رجب فجعت الأمة الإسلامية بشهادة الإمام موسى الكاظم الذي نهج سبيل رسول الله والأئمة المعصومين في الجهاد والتضحية والإيثار داعيا إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة موطنا نفسه على العمل في سبيل الله تعالى ومنفعة عباده وتوفير سبل الهداية لهم لتكون الأمة الإسلامية عزيزة كريمة تلتزم نهج الحق بعيدة عن الانحراف والباطل تسير على الصراط المستقيم الذي يحقق العدالة والإنصاف ويبعد عنها شبح الفتن والانقسامات والفساد والظلم ، ونحن إذ نعزي الأمة الإسلامية باستشهاد إمام معصوم ورائد كبير وقائد عظيم فإننا نطالب المسلمين بالعودة إلى تعاليم ووصايا الإمام الكاظم الذي جسد الإسلام في أنصع تعابيره وقيمه فيجدد المسلمون ولائهم لرسول الله وأئمة أهل البيت من خلال العمل في سبيل الله وفق ما أمرهم تعالى من عمل صالح ودعوة صادقة، وفيما يعبر المسلمون الملتزمون نهج رسول الله عن حبهم وولائهم للمسيرة المباركة لأهل الحق فيزوروا العتبات المقدسة ويتقربوا إلى الله تعالى بالدعاء والزيارة عند أضرحة العتبات المقدسة، تمتد الأيادي الإرهابية لتحصد أرواح الزوار المدنيين الذين يمثلون النقاء والصفاء والتقوى والورع ، فتقوم العصابات المجرمة بأعمال وحشية لا تمت إلى الدين بصلة وترتكب المجازر في تفجيرات إرهابيه تكشف عن حقدها الدفين وخبثها الأعمى لمسيرة أهل الحق، فما جرى من إرهاب منظم ينافي كل القيم والأعراف الدينية والقانونية والإنسانية يستدعي وقفة ضمير عالمية يتصدى من خلالها لهذا الإرهاب المتمادي كل الشرفاء والأحرار من أصحاب الديانات والمدافعين عن كل حقوق الإنسان ، فكل بيانات الإستنكار والإدانة لا تكفي فيما المطلوب أن يتصدى كل إنسان يلتزم هويته الإنسانية لهذه الأعمال الإرهابية فينبذ الجميع كل دعوة للتطرف والإرهاب ويتضامن المسلمون على اختلاف مذاهبهم لإجتثاث بؤر الإرهاب التي تحصد أرواح الناس على تنوع مذاهبهم وانتماءاتهم ، وعلى العراقيين أن يعوا حجم المؤامرة التي تستهدف بلادهم ومقدساتهم وأرواح الأبرياء في وطنهم فينخرطوا في مشروع الدولة الحاضنة لكل مكونات الشعب العراقي ويحصنوا وحدتهم الوطنية بتعاونهم ويحفظوا وطنهم من كل الاختراقات الإرهابية التي تستغل التشرذم الحاصل لتبث فتنها وتنشر إجرامها في أرجاء الوطن العراقي ليصل مداه إلى سوريا حيث استهدفت العصابات الإرهابية مقام السيدة زينب لنكتشف من جديد أن الإرهاب واحد في مصدره وأهدافه وهو يخدم في إجرامه المشروع الصهيوني في تفتيت الأمة وضرب شعوبها وزعزعة أمنها واستقرارها" .

وتابع قبلان: "وبالعودة إلى وطننا الحبيب لبنان، فإننا ننوه بالإنجاز الوطني الذي حققته جلسات الحوار التي أعادت جمع شمل اللبنانيين ونقلت الخلافات والتباينات في وجهات النظر إلى طاولة الحوار، وعلى اللبنانيين أن يواصلوا تشاورهم ويعززوا تواصلهم لتكون جلسات الحوار منطلقا لإرساء تفاهمات جديدة تبعد لبنان عن الاختراقات الأمنية وتجعله بمأمن عن الإرهاب الذي يضرب المنطقة العربية، ولقد صوبت طاولة الحوار في مقرراتها الموقف الوطني برفضها إيجاد مناطق عازلة على ألأراضي اللبنانية تكون منطلقا لاستهداف الأمن والاستقرار في سوريا، ونحن إذ نطالب الجيش الوطني والقوى الأمنية بالحسم السريع والتصدي لكل محاولة لزعزعة الأمن في لبنان وسوريا فإننا نناشد اللبنانيين بعدم الانزلاق إلى مهاوي الفتن المذهبية التي تنسجها دوائر مخابراتية بغية إدخال لبنان في نفق الصراعات المذهبية والمناطقية، وعلى اللبنانيين ان يجندوا أنفسهم لتحصين مسيرة الأمن والاستقرار بدعم جيشهم الوطني الذي أثبت أنه ضمانة لحفظ السلم الأهلي في لبنان" .

ونوه قبلان "بالخطوات الإجرائية التي اتخذتها الحكومة اللبنانية في موضوع الإنفاق المالي الذي يدفع بالعملية الإقتصاديه قدما، ويفعل الدورة الاقتصادية في المناطق وينصف العديد من القطاعات العمالية"، مطالبا "القطاع العام والقطاع الخاص بالتعاون لإنجاز مشاريع مشتركة تنمي الحركة الاقتصادية في المناطق وتحد من تفشي البطالة وتخلق فرص عمل جديدة تبعد شبح الهجرة عن أذهان الشباب العاطلين عن العمل" .  

السابق
قباني: الإنقاذ بالحوار وعلينا التنبه من الفتنة
التالي
زاسبيكين: الحوار هو العامل الأساسي لتثبيت الإستقرار في هذه الظروف