سلاح المقاومة مقدّس!

الحاج دولة الرئيس نجيب ميقاتي رئيس الحكومة اللبنانية المحترم الذي لا يترك فرض صلاة إلاّ ويؤديه حاضراً، والذي يحرص أيضاً على الذهاب الى مكة المكرمة بمناسبة أو من دون مناسبة.

الحاج نجيب أعلن في زيارته الأخيرة، منذ يومين، الى مقر وزارة الدفاع الوطني وقيادة الجيش في اليرزة أنه يقدّس سلاح المقاومة. وقال إنّ طاولة الحوار قرّرت دعم الجيش اللبناني.

نبدأ بتقديس السلاح فنسأل دولته: هل السلاح الذي يقدّسه هو السلاح الذي اجتاح بيروت في 7 أيار 2008؟

أو أنّ السلاح الذي يقدّسه هو السلاح الذي حقق الانقلاب على الحكومة في موقعة القمصان السود؟

أم أنّ السلاح المقدّس هو الذي استعمل في برج ابي حيدر؟

أو السلاح المقدّس هو ذاك الذي استعمل في عائشة بكار؟

أو السلاح المقدّس هو الذي غيّر الأكثرية الى أقلية وحوّل الأقلية الى أكثرية رغماً عن إرادة الشعب التي عبّر عنها في صناديق الإقتراع؟

عفواً يا حاج نجيب! فلا قداسة في الإسلام… يوجد أشخاص صالحون، يوجد أنبياء، يوجد أولياء، ولكن لا يوجد قديسون ولا قداسة لأي شيء… فلسنا نقدّس أحداً أو شيئاً مع احترامنا لسائر الأديان والطوائف والمذاهب.

اما بالنسبة الى النقطة الثانية وهي أنّ طاولة الحوار قرّرت أن تدعم الجيش اللبناني بالمال والسلاح، فهذا الكلام ذكّرني بمن يدبك بجزمة غيره مع احترامي لكل الحاضرين في جلسة الحوار وعلى رأسهم طبعاً فخامة الرئيس. ولكن لا توجد صفة شرعية ورسمية لطاولة الحوار.

نفهم أن تتمنى طاولة الحوار… وهذا التمني يعود الى الحكومة والى المجلس النيابي أن يضعاه موضع التنفيذ. فلماذا نعد الجيش، بحضور قيادته وأركانه وكبار ضباطه، من على منبر قاعة العماد جان نجيم في مقر القيادة في اليرزة بأمور لا نملك أن ننفذها؟

والله ولي التوفيق!
  

السابق
جدار كفركلا.. يستحضر جدار برلين قبل سقوطه !!
التالي
سريعاً إنتهى مفعول الحوار