اللواء: طرابلس تنتفض ضد الفتنة المذهبية بإضراب عام.. واتصالات لتطويق تفجيرات الإنتقام العشوائي

في الواجهة جهود لحمل الحكومة على كسر حلقة الرتابة والاتفاق، على الاقل على البرنامج الانفاقي قبل الموازنة، واصدار دفعة من التعيينات لم تعد تحتمل التأجيل (القضاء)، واتصالات لتطويق تفجيرات الانتقام العشوائي في مدينة طرابلس التي نفذت اضراباً احتجاجاً على التقاتل وضحايا ليلة السبت – الاحد، من زاوية ان الصراع الدائر في المدينة هو ليس على خلفية مذهبية او طائفية، وانما انعكاس لما يدور في المنطقة وفقاً لبيان الفعاليات الدينية التي اجتمعت في دار الافتاء في المدينة.
وفي الواجهة ايضاً، تحذير الهيئات الاقتصادية للحكومة بأن لبنان على شفير الافلاس، وما كشف عنه رئيس غرفة التجارة والصناعة محمد شقير من ان الهيئات بعد المؤتمر الذي عقد في فينيسيا امس تدرس خطوات في اتجاه رفع مذكرة لرئيس الجمهورية تضع امامه الحقائق الدراماتيكية للوضع الاقتصادي واعلان الهيئات عن اتجاهها بعدم المساهمة في موازنة الدولة للعام 2013، والبحث في اعادة النظر بالرواتب في اتجاه تخفيضها 50 في المئة وفقاً للنمذوج الاسباني .
وما بين الجهود الحكومية وتحذير الهيئات الاقتصادية، بقي الهاجس الامني في الواجهة ايضاً، وبقيت العين على طرابلس التي بدأت "اسبوع الاختبار" لما تم التوصل اليه والذي لم يحمل توصيفاً محدداً، فالبعض اعتبره مجرد وقف لاطلاق النار، ومنهم من وصفه بأنه "هدنة" فيما الجميع يصر على ان النار تحت الرماد، اذ لا احد يقدم تفسيراً كيف يسقط عشرات القتلى وعشرات الجرحى ثم تعود الامور وكأن شيئاً لم يكن، اقله في مناطق التوتر بين التبانة وجبل محسن.
ومع عودة الهدوء الحذر الى طرابلس التي بدأت تلملم جراحها وتحصي ضحاياها وخسائرها، طرأ عامل في غاية الخطورة على المدينة تمثل باحراق محلات ومنازل على خلفية طائفية، الامر الذي استنفر المراجع الاسلامية السياسية والدينية، وفي مقدمها الرئيسان سعد الحريري وفؤاد السنيورة والمفتي الشيخ مالك الشعار للتحذير من خطورة هذه الاعمال التي تؤسس لفتنة مذهبية وتزيد من الشرخ.

وفيما صمد الهدوء الحذر، عم الاضراب الذي دعت اليه هيئات المجتمع المدني، المدينة واحياءها، والتزم الطرابلسيون بالاضراب حداداً على ارواح الضحايا، ورفضاً للاقتتال العبثي ولمنع تحويل المدينة صندوق بريد للرسائل الاقليمية.
ويقابل أسبوع الاختبار في طرابلس، أسبوع انتظار في الضاحية الجنوبية، حيث أهالي المخطوفين اللبنانيين الأحد عشر ما زالوا في انتظار علامة أو إشارة أو حتى خبرية تبدّد الغموض الآتي من تركيا، من دون أن تطرأ أية تطورات على صعيد هذه القضية، فلا وسطاء ولا معلومات، ولا حتى تكهنات، الأمر الذي يضع مصير هؤلاء في دائرة المخاوف في ظل صمت معبّر من قبل الأهالي.
لكن تلفزيون "المستقبل" نقل ليلاً عن مصادر متابعة لقضية المخطوفين قولها أن ثمة تطوراً إيجابياً قد يطرأ في الساعات المقبلة على هذه القضية، مشيراً إلى أنهم مقسمون إلى عدة فرق لضمان سلامتهم بشكل أكثر.

تفعيل العمل الحكومي
وسط هذه الأجواء، برز تطور جديد عنوانه "تفعيل العمل الحكومي"، لكن تفاصيله لم تتبلور بعد، وإن كانت مصادر حكومية أكدت بأن هناك إرادة على إيجاد حل تستطيع من خلاله الحكومة تجاوز مشاكلها على صعيد الإنفاق المالي والموازنة والتعيينات.
قال مصدر واسع الاطلاع لـنا ان الاتصالات الجارية على المستوى الحكومي معطوفة على الاجتماع الذي عقد امس في السرايا الكبيرة، أفضت الى مجموعة من الأفكار للخروج من المراوحة التي تشل عمل الحكومة وتعطب اداء المؤسسات، تتجاوز المواقف المسبقة وخصوصا في شان الإنفاق الحكومي.
وأوضح ان ثمة اقتناعا لدى مختلف مكونات الحكومة بوجوب الخروج من حال الشلل، لافتا الى أفكار جدية تتجاوز المقاربة الجامدة حول مسألتي الـ???? مليار ليرة والـ ?? مليار دولار، ينخرط فيها تكتل الاصلاح والتغيير بما يؤشر الى انه منفتح على حل يتجاوز تلك المقاربة الجامدة.
واعتبر ان مكونات الحكومة باتت متفقة على اهمية وضع مقاربة جديدة لعملها وأدائها نظرا الى الانعكاسات السلبية لاستمرار الوضع القائم على قواعدها الشعبية ولاقتناعها ان الأداء الراهن هو اشد وطأة على القوى المؤلفة للحكومة من قوى المعارضة نفسها.
وأشار الى ان المحاولة القائمة جدية وتأخذها هذه القوى على محمل الجد، مع إدراكها ان بقاء المراوحة والشلل سيفضي حكما الى البحث الجدي في استقالة الحكومة، او في اضعف الايمان خروج فريق او اكثر منها سعيا الى استدراك الخسائر التي تلحق بها من جراء هذا الوضع.
ولاحظ المصدر، ان هذه الاتصالات توزعت على ثلاثة محاور:
– محور وزراء أمل (علي حسن خليل) وحزب الله (محمد فنيش) والتيار الوطني الحر (جبران باسيل)، الذين زاروا أمس كلاً من الرئيسين ميشال سليمان ونجيب ميقاتي، وتركز البحث في اللقاءين على كيفية مقاربة مشروع قانون الموازنة وسبل تفعيل العمل الحكومي.

– محور عين التينة التي زارها وزراء جبهة النضال الوطني الثلاثة: غازي العريضي، وائل ابو فاعور وعلاء ترو الذي كشف لـ "اللواء" بأن زيارة الرئيس نبيه بري تأتي في اطار التنسيق المستمر بين رئيس المجلس والنائب وليد جنبلاط، مشيرا إلى ان الهاجس الامني سيطر على الاجتماع، في ضوء الاشتباكات التي حصلت في طرابلس، الخوف الدائم من احتمال تجددها، طالما ان الوضع هناك بات مرتبطاً بتطورات الازمة السورية، لكنه شدد على ان البحث تركز على الحوار الذي دعا اليه الرئيس سليمان في 11 حزيران الحالي، وضرورة تشكيل شبكة امان لانجاح هذا الحوار قوامها الرئيس بري والنائب جنبلاط، اضافة الي الهواجس التي يمكن ان تطرح داخل الحوار، لافتا إلى ان التواصل بين حركة "امل" والحزب الاشتراكي من شأنه ان يعزز الوحدة الوطنية، فضلا عن أن الحوار اصبح الطريق الوحيد لانقاذ البلد، ولا بد منه.

وكشف بأن الرؤساء الثلاثة تفاهموا على تمرير الموازنة في جلسة الحكومة يوم الخميس.
اما العريضي فقد شدد من جهته حرص الرئيس بري وجنبلاط على المؤسسات وفي مقدمها مؤسسة الجيش، وعلى الحلول السياسية التي توفر الاستقرار، لافتا إلى ان الشكوى من التلكؤ والتردد وعدم الاقدام في عمل الحكومة وعدم الانتاجية لم يعد سراً، ولا بد من قراءة واقعية لمجمل الوضع في البلد، مشيرا الى ان المسؤولية تقع على عاتق الحكومة التي بواقعها الحالي تخدم كل معارضيها.
وإذ اكد العريضي على ضرورة التركيز على انعقاد طاولة الحوار قبل اي مؤتمر آخر، في اشارة إلى المؤتمر الوطني التأسيسي الذي اقترحه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، توقعت مصادر مطلعة ان يزور وفد قوى 14 آذار رئيس الجمهورية في غضون الايام القليلة المقبلة لتسليمه مذكرة هذه القوى في خصوص دعوته لعقد طاولة الحوار. 

السابق
الأنوار: ميقاتي يتمسك ببقاء الحكومة ويتناسى انذاره حول الملف المالي
التالي
الحياة: الحريري يعتبر الاعتداء على املاك علويين في طرابلس خدمة للنظام السوري