اللواء: الحريري يواصل مساعيه لتحرير المحتجزين وجلستان لمجلس الوزراء غداً

أدى تصدع الجهود التي بذلت على مستويات رفيعة بين بيروت وانقرة وعواصم عربية واقليمية اخرى من اجل اطلاق سراح الزوار اللبنانيين المحتجزين في نقطة سورية حدودية مع تركيا، لدى فصيل لم يكشف عن هويته، لكنه على ارتباط بالمعارضة السورية، او يعمل لمصلحة الفصائل المسلحة، على الرغم من النفي تكراراً من «الجيش السوري الحرعن مسؤوليته عن خطفهم، الى تشكيل حالة من الاحباط، غير انه لم يجهز على الاجواء التفاؤلية في ظل حيثية مكنت الفريق الشيعي ممثلاً بحركة «امل
و«حزب الله من السيطرة على الاحتقان لدى ذوي المخطوفين، وهذه الحيثية اكدها الجانب التركي مراراً من ان المحتجزين هم بصحة جيدة، وانهم يجري اعداد شريط فيديو يظهر هؤلاء بالصورة والصوت فضلاً عن مطالب قد يبيحون بها للافراج عنهم.

واذا كان كبار المسؤولين آثروا الابتعاد عن الضوء في متابعة اعادة المحتجزين اللبنانيين، فإن الحرص اللبناني على تفادي ازمة مع انقرة، بعد ليل الجمعة – السبت، حيث كانت كل المعلومات التي تبلغها الرئيس نجيب ميقاتي والوزير عدنان منصور تؤكد ان المختطفين انتقلوا الى داخل الاراضي التركية وصاروا في عهدة الشرطة التركية بانتظار وصول الطائرة التي خصصها الرئيس سعد الحريري الى اضنة لنقلهم الى بيروت، سمح بابقاء خطوط الاتصالات قائمة، عبر القنوات الحكومية والدبلوماسية، باعتبار انها القناة الوحيدة المتاحة لمعالجة سلمية لهذا الملف بغية التوصل الى نتائج مرضية.

وبصرف النظر عن الاسباب التي ادت الى تعثر ملف المخطوفين اللبنانيين، فإن التفاهم اللبناني – التركي استقر على متابعة الاتصالات، ضمن قنوات محددة بعيداً عن الضجيج الاعلامي او المواقف التي لا تخدم التوصل الى نهاية سعيدة لتلك المأساة، وهو ما ترجمه وزير الخارجية التركية احمد داوود اوغلو الذي صرح بأن لا تقدم او تراجع بشأن قضية المخطوفين اللبنانيين، رغم انه رفض الاجابة على اسئلة بخصوصهم بعد اجتماع عقده في اسطنبول مع ممثلين عن المجلس الوطني السوري، الذي اعلن رئيسه برهان غليون ان هذه القضية لم تكن على جدول اعمال الاجتماع، لكنه اعرب عن اعتقاده بأن المخطوفين اللبنانيين ما زالو في سوريا، على الاقل حتى الآن.

اما دمشق التي غابت عن السمع طيلة الايام الستة، اي منذ حادثة الخطف يوم الثلاثاء الماضي، فقد ادانت الحادثة على لسان المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد المقدسي، متعهداً باسم الحكومة السورية بالمساعدة من أجل إعادة المخطوفين إلى لبنان.
وبحسب مصادر خبيرة بهذا النوع من حوادث الخطف، والمفاوضات التي كانت تعقبها مباشرة، أو بالواسطة، فقد كان هناك اتفاق جدي بإطلاق المخطوفين اللبنانيين الأحد عشر، وكان يقضي بنقلهم من البقعة التي خطفوا منها، أي منطقة عزاز المتاخمة للحدود السورية – التركية، إلى داخل الأراضي التركية، حيث كان يفترض أن تتسلمهم السلطات التركية، ويجري نقلهم إلى اضنه ومن هناك يتم نقلهم إلى بيروت على متن طائرة الحريري، الا ان الجماعة الخاطفة، والتي تتنازعها اتجاهات عدّة، لم يكن لديها قرار واحد بما يتعلق بهذا الملف، الأمر الذي جعلها ترفع من سقف مطالبها في إطار المفاوضات الجارية، وهناك من تحدث عن مطالب مالية وسياسية في الوقت نفسه، لكن الجانب التركي تمكن من انتزاع قرار من الخاطفين بعدم التعرّض لهؤلاء.

اما لماذا تأخرت عملية إطلاق المخطوفين أو تأجلت فقد عزتها مصادر عدّة، وبينها جهات دخلت على الخط لاعتبارات مختلفة، إلى أسباب ثلاثة وهي:

1 – هناك عتب عند المعارضة السورية من موقف «حزب الله، وتحديداً من تصريحات الأمين العام للحزب السيّد حسن نصرالله، التي اعلنها غروب يوم الجمعة، أي في خضم الترتيبات التي كانت تجري لتسليم المخطوفين إلى السلطات التركية، لا سيما تلك التي تتعلق بشكر الرئيس السوري بشار الاسد، من ضمن الشخصيات التي وجه لها الشكر في خطابه في عيد التحرير والمقاومة، ومن بينها الرئيس الحريري، وقوله أيضاً في كلام مباشر الى الخاطفين بأن عملية الخطف لن تؤدي إلى اي نتائج إذا كان الغرض منها هو الضغط على موقف الحزب سياسياً، وقد استخدمت هذه التصريحات في اطار إعاقة عملية اطلاق المخطوفين في الوقت المتفق عليه.

يضاف إلى ذلك، معلومات كشفها العميد السوري المنشق حسام الدين العواك الذي قال أن هناك 5 قياديين من «حزب الله من ضمن المخطوفين من بينهم عباس شعيب منظم حملة «بدر الكبرى وحسين حمود، لافتاً إلى ان الباص الذي كان ينقل هؤلاء الزوار للعتبات المقدسة في إيران كان على متنه دليل من حزب العمال الكردستاني، وعند توقف عدة مرات في مراكز خاصة «بالجيش السوري الحر وكانت هناك شبهات حوله.

وأشار في مداخلة مع محطة L.B.C إلى أن قائد الكتيبة التي قامت بعملية احتجاز اللبنانيين، والتي تدعى «كتيبة شهداء الثورة
والتي تعمل ضمن المناطق الساخنة اتصل به، وهو دخل على الخط لإنهاء الموضوع نهاية سعيدة، مشيراً إلى أن لقائد الكتيبة طلبات عدة، ونحن نتفاوض حالياً مع أفرقاء لبنانيين.

لكن حزب الله سارع إلى إصدار بيان نفى فيه أن يكون إبن شقيقة نصر الله أو أي من أقاربه في عداد المخطوفين.

ولاحقاً أصدر الحزب بياناً آخر أدان فيه بقوة المجزرة التي حصلت في منطقة الحولة قرب حمص في سوريا، مندداً بشدة بالذين قاموا بها.

وأضاف البيان الذي من شأنه أن يساهم في ترطيب أجواء المفاوضات مع المعارضة السورية، «أن الحزب الذي طالما عبّر عن موقفه إزاء الأزمة في سوريا، وأكد أن الحوار والعملية السياسية السلمية هي السبيل الوحيد للخروج منها، فإنه يكرر دعوته إلى اعتماد الحوار بعيداً عن أي تدخل خارجي بما يضمن تحقيق الاصلاح المنشود وحفظ المصلحة العليا للشعب السوري

2- المعلومات التي أعلنها قائد «الجيش السوري الحر
رياض الأسعد، والتي عزا صعوبة انتقال الخاطفين برهائنهم إلى داخل الأراضي التركية، إلى حدة المعارك التي اندلعت في مناطق ريف حلب وحمص وصولاً إلى مجزرة حولة.

أما السبب الثالث، وهو الذي تحدث عنه وزير الداخلية مروان شربل مساء أمس، وهو أن الوحدة الوطنية اللبنانية التي تجسدت حيال عملية الخطف ومن ثم التضامن اللبناني مع عائلات المخطوفين، والذي تجلى أثناء إعداد استقبالهم في المطار ليل الجمعة، أزعج كما يبدو جهات خارجية، التي وجدت في عودة التحام اللبنانيين ما يناقض مخططاتها لإثارة الفتنة الداخلية، فتدخلت في اللحظة الأخيرة لإعاقة عملية التسليم.

ولفت شربل، في مقابلة مع محطة «الجديد إلى أن قضية المخطوفين أخذت منحى سياسياً، متمنياً ألا تثار في الإعلام كما يجري الآن كي نصل إلى نتيجة في أسرع وقت، متوقعاً ان يكون المخطوفون موجودين في منطقة لا تخضع لا للدولة السورية ولا للدولة التركية، لذلك الموضوع خاضع للغموض، لكنه قال ان المعلومات تشير إلى انهم بخير، معتبرا انه لو توجهت اي بعثة إلى تركيا فلن تصل إلى نتيجة ايجابية، مؤكدا ان السلطات اللبنانية تنسق مع الاتراك وهم جادون بالموضوع ويتعاونون معنا، وعندما يحصل أمر ايجابي سيبلغوننا به.

ومهما كان من أمر، فإن قضية المخطوفين التي ما تزال تستأثر بالاهتمام الرسمي والشعبي، ستكون غدا وربما بعده على طاولة مجلس الوزراء، الذي سيعقد هذا الاسبوع جلستين: الاولى غدا الثلاثاء برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي في السراي، لبحث جدول أعمال الجلسة الماضية والتي لم يتسن للحكومة البحث في نقاطه الـ91 والثانية الاربعاء برئاسة الرئيس ميشال سليمان في بعبدا للبحث في مشروع الموازنة بعدما سلمه وزير المال محمد الصفدي إلى الامانة العامة لرئاسة الحكومة.

وأملت مصادر حكومية، ان تكون قد تبلورت من الآن وحتى الثلاثاء نتائج ايجابية للاتصالات الجارية مع العلم ان احداً من المسؤولين ليس على معرفة حاسمة بتفاصيل اللغز المتعلق بقضية المخطوفين، رغم التواصل المستمر على مستوى الرؤساء الثلاثة ووزير الخارجية، فيما فضلت مصادر رئيس الحكومة الذي ارجأ سفره مساء السبت إلى اسطنبول عدم التحدث عن اية معلومة تتعلق بقضية المخطوفين لحين اتضاح مسار الامور، نافية ان تكون لديها اية معلومات حول ما تردد عن فيلم فيديو او تسجيل صوتي للمخطوفين سيتم تسليمه الى السلطات اللبنانية.
جرحى انفجار بغداد

وبالتزامن، مع «لغزالمخطوفين، وصلت إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت الطائرة العراقية التي وضعتها الحكومة العراقية بتصرف الجرحى من الزوار اللبنانيين للعتبات المقدسة في العراق، والذين تعرضوا لاصابات في انفجار الرمادي.

وقد اقلت الطائرة 34 راكباً من بينهم 28 لبنانياً، بينهم 9 جرحى، ستة منهم بحالة صحية حرجة، بالاضافة إلى بعثة طبية عراقية للعناية بالجرحى، وممثل عن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي هو المستشار عادل محسن.

واعلن وزير الصحة علي حسن خليل الذي مثّل رئيس المجلس النيابي نبيه بري في استقبال زوار العراق في المطار ان «معالجة الجرحى ستتم على نفقة وزارة الصحة، معرباً عن اطمئنانه الى سلامة اللبنانيين المخطوفين في سوريا، لافتاً الى ان الارهاب يضرب كل من يرفضه ولا يميز بين وعراقي وغيره، وهو مدان من كل الشرفاء، معتبراً ان هذا الامر يجب ان يلبناني دفعنا لاعادة تنظيم الزيارات واقتصارها على الرحلات الجوية.

ومع الانفراج الجزئي لوضعية ضحايا انفجار الرمادي، سجل امس، حادث جديد على الحدود اللبنانية – السورية حيث اطلق الجيش السوري النار على 3 لبنانيين في خراج بلدة كفرقوق في قضاء راشيا، مما ادى الى مقتل احدهم رامي الاسمر، واصابة ناصر يحيى عربي الذي اعتقلته القوات السورية، فيما تمكن الثالث بلال زين الدين من الهرب.
وترددت معلومات ان الثلاثة كانوا يحاولون تهريب دخان الى داخل الاراضي السورية، حين وقعوا في كمين متقدم للقوات السورية بمحاذاة الحدود.

وفي حادث امني منفصل، قتل شادي رحمة (من مواليد العام 1974) من بلدة بشري، برصاص حاجز للجيش في المدفون، اعقبه توتر في بلدته، حيث قطع شبان الطريق العام بالاطارات المشتعلة، الا ان اتصالات ساهمت في تطويق ردود الفعل على الحادث، نظراً لان شقيق المغدور هو الرائد نصر رحمة من ضباط الجيش.

وتضاربت الروايات حول ملابسات الحادث، اذ تحدثت معلومات ان شادي مطلوب وانه لم يمتثل لعناصر الحاجز بالوقوف، فأطلق عليه النار واصيب برصاصة في رأسه ونقل الى مستشفى البترون حيث فارق الحياة، في حين ذكرت رواية ان شادي تجاوز الحاجز ما دفع بعناصر الحاجز لاطلاق النار على السيارة التي كان يقودها وهي من نوع مرسيدس.
وقالت معلومات ان عنصرين من افراد الحاجز تم توقيفهما للتحقيق.
  

السابق
الشرق: المختطفون في سوريا: خيبة امل وصدمة وغموض
التالي
الحياة: انقرة اكدت سلامتهم واستمرار مساعيها للافراج عنهم الغموض يلف مكان وجود المخطوفين اللبنانيين وبيروت لم تتبلغ أي شروط من الخاطفين