جنبلاط: قليل من التواضع السياسي مطلوب من كل القوى

اعتبر رئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط ان "التضحيات الهائلة التي قدمها الشعب السوري بدمائه وعرقه وعذاباته وقهره أدت إلى بناء إجماع متواضع لكن مهم في مجلس الأمن الدولي لارسال مراقبين دوليين ولبدء تنفيذ خطة المبعوث العربي الدولي كوفي أنان".

ونبه جنبلاط مجددا في موقفه الأسبوعي لجريدة "الأنباء" الصادرة عن الحزب "التقدمي الاشتراكي" من أن "الغرق في التفاصيل اللوجستية لهذه المبادرة أو تلك والابتعاد عن خارطة الطريق الأساسية التي رسمتها مبادرة جامعة الدول العربية المرتكزة إلى تنفيذ حل إنتقالي سلمي للسلطة بما يتيح إخراج سوريا من سيطرة الزمرة الحاكمة منذ ما يزيد عن أربعة عقود ستكون نتائجه كارثية".

وأكد أن "أي تفكير بتسوية سياسية مع النظام الحالي هي بمثابة ضرب لكل مسيرة التضحيات التي تعمدت بدماء الأطفال والنساء من مختلف المناطق السورية وهي إعتراف غير مباشر من قبل المجتمع الدولي بأن التغاضي عن إقرار الحقوق السياسية المشروعة للشعوب ممكن طالما أن الديكتاتوريات تمارس القمع والقتل".

وفي شأن التطورات في البحرين والسودان تمنى "لو تم تأجيل ألعاب سباق السيارات السريعة المقررة في المملكة تماشيا مع المناخات الناشئة في ذلك البلد على خلفية النزاع السياسي القائم والذي لا سبيل لحله إلا على قاعدة الحوار والاصلاح السياسي والمشاركة الجماعية في الادارة السياسية".

أما في السودان، فرأى أن "لعنة النفظ تفعل فعلها وتطغى على الحوار والمصالحة بين الشمال والجنوب، فبدل الاتفاق على تقاسم الثروة النفطية سلميا من أجل شعوب السودان، ها هي الحرب مجددا تطل برأسها لتقضي على أي أمل ببناء مرحلة جديدة من الاستقرار بعد سنوات من الحروب المتتالية".

وسأل عن "موعد الاطلالة المرتقبة للربيع العربي على النظام اللبناني للتخلص من الطائفية السياسية وبناء دولة عصرية لا تمييز فيها بين المواطنين بل مساواة تامة في الحقوق والواجبات".

وأردف: "حبذا لو تتم معالجة مشاكل الناس وقضاياها المطلبية الملحة بدل إدخال البلاد في حفلة من المزايدات السياسية التي لا تقدم ولا تؤخر، ومع ارتقاب الوصول الميمون للأساطيل الكهربائية، نتطلع إلى وضع دفتر شروط بمواصفات عالمية لبناء معامل كهربائيّة جديدة، ولمعالجة جذرّة للأغذية والأدوية الفاسدة من خلال رفع الغطاء عن جميع المتورطين في هذه الفضائح وملاحقتهم دون هوادة أمام المراجع القضائية والرسمية المختصة".

وإذ لفت الى أن "قليلا من التواضع السياسي مطلوب من كل القوى السياسية لانجاز ملفات عالقة منذ فترات طويلة، وهذا أهم برأي المواطنين من طرح شعارات فضفاضة كالنسبية من هنا، والاصلاح من هناك"، سأل جنبلاط "ما صحة المعلومات التي تحدثت عن وجود ما يزيد عن 700 مليون دولار لدى بلدية بيروت؟ وإذا كان هذا صحيحا، لماذا لا تستخدم البلدية هذه الأموال لاستملاك المواقع والأبنية التراثية في العاصمة بما يتيح الحفاظ عليها والحيلولة دون هدمها لاستبدالها بناطحات السحاب التي تكاد تلامس السماء؟".

السابق
المعلم يزور بكين للبحث في وقف اطلاق النار
التالي
إضراب وإقفال للمخابز والأفران مساء الخميس