هل تنجح القوات في تزخيم حضورها السياسي

تزامن إعلان محاولة اغتيال رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع، مع الجهود التي كانت تبذل لإعادة ترتيب أوضاع «قوى 14 آذار»، بعد الانتكاسة الشعبية والتنظيمية التي برزت خلال الاحتفال السنوي في ذكرى 14 آذار في قاعة البيال.

وقد أدى إعلان المحاولة الى اعادة تزخيم دور «القوات اللبنانية» وزعيمها الدكتور سمير جعجع، اضافة الى تفعيل تحرك الأمانة العامة في «قوى 14 آذار» من خلال عقد لقاء سياسي ونيابي واعلامي موسع في «معراب»، حيث مقر قائد القوات جعجع، وذلك لرفض منطق الاغتيالات وابراز دور«قوى 14 آذار» السياسي والاعلامي في المرحلة المقبلة.

وبغض النظر عن طبيعة المعلومات والمعطيات المتوافرة عن محاولة اغتيال جعجع، فإن حجم ردود الفعل على ما جرى ساهم في تأكيد الدور المركزي الذي تؤديه «القوات اللبنانية» وزعيمها سمير جعجع في عمل لقاء «قوى 14 آذار» في هذه المرحلة، في ظل غياب رئيس تيار المستقبل الشيخ سعد الحريري في باريس وانكفاء دور حزب الكتائب عن الأمانة العامة لقوى 14 آذار.

فما هي أبعاد محاولة اغتيال جعجع وانعكاساتها على دور «القوات اللبنانية» في المرحلة المقبلة؟ وهل تنجح «قوى 14 آذار» في اعادة تزخيم دورها السياسي والشعبي في المرحلة المقبلة بعد الانتكاسة التي تعرضت لها خلال الاحتفال في ذكرى 14 آذار؟

جعجع و«القوات اللبنانية»
بداية ما هي دلالات محاولة استهداف زعيم القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع؟ وأين موقع القوات اللبنانية من المعادلة السياسية اليوم؟

بغض النظر عن التفاصيل التي احاطت بعملية إعلان محاولة اغتيال الدكتور سمير جعجع أو اطلاق النار على مقره في معراب، فإن ما جرى كشف حجم وأهمية الدور الذي تؤديه «القوات اللبنانية» وزعيمها جعجع في الواقع السياسي اللبناني، إضافة الى بعض الامتدادات العربية والدولية.

فقد نجح جعجع خلال السنوات الست الماضية، أي منذ العفو عنه واطلاق سراحه عام 2005م، في اعادة تنظيم «القوات اللبنانية» على كل المستويات الداخلية والاعلامية والسياسية والشعبية. ويؤكد المطلعون على أوضاع القوات «أن جعجع يمتلك قدرة كبيرة على صعيد العمل التنظيمي والعلاقة مع الكوادر والمجموعات المؤيدة للقوات، ويضيف هؤلاء «ان جعجع يعمد الى تزخيم الحضور الاعلامي والسياسي والشعبي المتواصل، ان عبر اللقاءات الشعبية أو المؤتمرات الصحافية او الاحتفالات، وذلك لتحويل «القوات» رقماً فاعلاً ومؤثراً في الواقع السياسي والعربي».

ويتابع المطلعون «ان جعجع بدأ يستعد منذ فترة لمعركة الانتخابات النيابية المقبلة عام 2013 وكذلك للمعركة الرئاسية عام 2014 (لأنه احد المرشحين المحتملين للرئاسة الأولى) وهو يحاول اتباع الأسلوب الذي اعتمده القائد المؤسس للقوات بشير الجميل وخصوصاً عبر سياسة الانفتاح العربية والدولية واتخاذ مواقف سياسية من اجل اختراق الواقع الشعبي اللبناني».

إذن، إعلان محاولة الاغتيال يأتي في ظل تصاعد دور «القوات» والعمل، لاعادة تفعيل دورها داخلياً وخارجياً.

لقاء «قوى 14 آذار»
لكن ماذا عن مستقبل لقاء «قوى 14 آذار» وهل سيستفيد من تداعيات إعلان محاولة الاغتيال لاعادة تزخيم دوره السياسي والشعبي والاعلامي؟

من المعروف أنه بعد الاحتفال في ذكرى «14 آذار» تعرضت الأمانة العامة للقاء ومنسقها العام النائب السابق الدكتور فارس سعيد لحملة قاسية من بعض أركان «قوى 14 آذار» وبعض الأحزاب والقوى فيها، وخصوصاً «تيار المستقبل وحزب الكتائب»، ونشرت العديد من التقارير الاعلامية التي تتحدث عن فشل الأمانة العامة وتراجع دور «قوى 14 آذار»، وتم تشكيل لجنة مكونة من الوزير السابق مروان حمادة والنائب السابق الياس عطا الله ورئيس حزب الاحرار النائب دوري شمعون لو ضع الاقتراحات لتفعيل دور الأمانة العامة وقوى 14 آذار.

وكان مسؤولو حزب الكتائب قد شنوا حملات عديدة على الأمانة العامة وسحب الحزب ممثليه من اجتماعات الأمانة العامة، كذلك أعلنت حركة اليسار الديمقراطي عدم مشاركتها في الاحتفال في ذكرى 14 آذار في البيال.

وقد عمدت «قوى 14 آذار» وأمانتها العامة للاستفادة من حدث إعلان اغتيال قائد «القوات اللبنانية» سمير جعجع لتفعيل دور الأمانة العامة لـ«قوى 14 آذار» وتمت الدعوة لعقد لقاء موسع في معراب، وجرى التأكيد على ضرورة تفعيل دور «قوى 14 آذار» في مواجهة محاولات الاستهداف السياسية والأمنية.

لكن هل تستطيع «قوى 14 آذار» الاستفادة مما جرى لإعادة تزخيم دورها السياسي والشعبي مع الحراك الاعلامي الواسع الذي قامت به؟

المطلعون على أوضاع «قوى 14 آذار» يؤكدون ان هذه القوى تعاني العديد من المشاكل السياسية والتنظيمة والمالية، اضافة الى بعض الخلافات الداخلية وان كل ذلك أثر سلباً على دورها وحضورها الشعبي، وهذا يتطلب «انتفاضة على الانتفاضة».

واذا كانت محاولة اغتيال جعجع قد ساهمت في اعادة الحضور السياسي والاعلامي «لقوى 14 آذار» فإن ذلك لا يعني انتهاء المشكلات التي تواجهها، لأن هناك متغيرات سياسية داخلية وخارجية كان لها تأثير كبير على تراجع دورها، والرهان على اسقاط النظام السوري وانعكاساته على الوضع اللبناني الداخلي كان إحدى أهم النقاط التي ارتكز عليها تحرك «قوى 14 اذار» في المرحلة الأخيرة.

لذا، المطلوب اليوم متابعة أداء «القوات اللبنانية» و«قوى 14 آذار» لمعرفة مدى القدرة على تجاوز مشاكلها واعادة حضورها السياسي والشعبي في ظل الظروف الصعبة التي تواجهها وواجهتها مؤخراً.

السابق
أزمة الرقم
التالي
الراي: صدمة محاولة اغتيال جعجع تُخرج 14 آذار من سباتها