النهار: تحرك سياسي ونقابي لاختراق جدار التعيينات وأزمة الكهرباء بين مشروعين للمعامل والبواخر

وسط مراوحة المساعي السياسية من داخل الحكم والحكومة ومن خارجهما في ملف التعيينات، والتي كادت تغيّب هذا الملف بعد اخفاق محاولات متعاقبة لاحداث ثغرة في تعقيداته، برزت في اليومين الاخيرين ملامح ضغوط متنوعة تهدف على ما يبدو الى مواكبة الحلحلة التي واكبت بعض التوافقات على مجموعة مشاريع للدفع نحو "الافراج" عن التعيينات العالقة.
واكدت مصادر معنية بهذا الملف لـ"النهار" أمس ان ثمة جهات عدة تزمع التحرك من أجل حمل أهل الحكم والحكومة على المبادرة الى انهاء عقدة تعيين رئيس جديد لمجلس القضاء الاعلى، بعدما جمدت هذه العقدة مجمل مشروع التعيينات وخصوصاً في ضوء الموقف المتقدم للكنيسة المارونية من هذا الملف التي تضغط بقوة من أجل استعجال وضعه موضع التنفيذ وتبدي استياء بالغاً من تأخيره. ولفتت المصادر في هذا السياق الى ان الاضراب العام الذي دعت اليه نقابتا المحامين في بيروت وطرابلس الاثنين المقبل احتجاجاً على عدم تعيين رئيس لمجلس القضاء الاعلى سيشكل دفعا قويا لهذه الضغوط في ظل استقطابه تأييداً سياسياً واسعاً فضلا عن تأييد الوسطين القضائي والنقابي.
وفيما علمت "النهار" ان اي شيء جديد لم يطرأ بعد على موضوع تعيين رئيس مجلس القضاء الاعلى، رجحت اوساط السرايا الحكومية صدور دفعة من التعيينات في المراكز الشاغرة في الهيئات الرقابية في الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء المقرر عقدها الاربعاء في قصر بعبدا.

الكهرباء
في غضون ذلك، حذرت اوساط وزارية من تنامي الخلافات داخل الحكومة حول ملف الكهرباء، الامر الذي ينذر بتجدد هذه الازمة على نطاق واسع ما لم يتوصل مجلس الوزراء الى مخارج سريعة لها على مشارف العد العكسي لفصل الصيف.
وقد طرح الموضوع مجدداً امس على مستويات عدة في ضوء عرض قدمه رئيس وزراء جورجيا نيكا غيلاوري الى المسؤولين الكبار لتزويد لبنان الكهرباء عبر تركيا باسعار مشجعة.
واذ لوحظ غياب وزير الطاقة والمياه جبران باسيل عن المحادثات التي اجراها رئيس الوزراء الجيورجي مع رئيس الوزراء نجيب ميقاتي، عزت أوساط السرايا ذلك الى ان زيارة غيلاوري هي في الاساس زيارة عمل ولم تكن زيارة رسمية ولم يكن هناك تاليا جدول اعمال معد بالمواضيع التي طرحت. وقد جاء طرح موضوع الكهرباء بمبادرة من المسؤول الجورجي بناء على خبرته في هذا المجال، علما ان وزير الخارجية عدنان منصور الذي شارك في المحادثات يتابع كل الملفات نظرا الى عدم وجود تبادل سفراء بين البلدين. وابدى الجانب اللبناني اهتمامه بالعرض الذي قدمه غيلاوري وسيجري متابعة له عبر الوزارات المختصة.
بيد ان هذا الجانب لم يحجب استمرار التعقيدات الوزارية في ملف الكهرباء. وقد ردت امس اوساط الرئيس ميقاتي على كلام وزير المال محمد الصفدي عن اختصار ميقاتي دور الوزارات فتساءلت اين جرى هذا الاختصار؟ واضافت ان رئيس الوزراء يشارك في اعداد كل الملفات ويطرحها على جدول الاعمال، وتاليا فان الكلام على اختصار دور الوزراء في غير محله وتعمية للوقائع التي تدحض هذا الكلام. ورفضت ان يكون دور رئيس الحكومة محصورا بنقل الافكار لانه حريص على ممارسة دوره وصلاحياته في ابداء الرأي في كل الملفات المطروحة على ان يكون الرأي النهائي لمجلس الوزراء.
اما في موضوع الخلاف على استئجار بواخر لتوليد الطاقة، فقال عضو اللجنة الوزارية للطاقة وزير البيئة ناظم الخوري لـ"النهار" إن رئيس الوزراء يتحدث عن انشاء معمل لتوليد الطاقة خلال سنة، فيما يطرح الوزير باسيل حل الاستعانة بالبواخر. واضاف: "نحن في حاجة الى الامرين معا، ففي حين يجري انشاء معمل او معملين ينتجان الف ميغاواط خلال سنة، تجري الاستعانة بالبواخر التي ستكون كلفة استئجارها لمدة سنة او سنتين اكثر من استئجارها لمدة خمس سنوات".
وشدد على ضرورة انعقاد اللجنة من اجل اعداد تقرير ورفعه الى مجلس الوزراء، علما ان التأخير الحاصل حتى الآن في اتخاذ قرار سيؤدي حتى لو سرنا في خيار استئجار البواخر الى عدم وصولها الى شواطئنا قبل الخريف المقبل".

برّي
وعلى رغم موافقة الحكومة في جلستها الاخيرة على مشروع هيئة ادارة قطاع النفط، اعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس ان مجلس الوزراء لم يصل بعد الى "النهايات النفطية السعيدة" وقال لـ"النهار" انه اذا لم تقدم الحكومة على انجاز ما هو مطلوب منها في قطاع النفط "فان مجلس النواب سيكون في المرصاد ولن يتلاعب بهذا المشروع الاقتصادي والوطني… وانا مش شغلتي احمي حدا". وابدى بري ملاحظات ايضا على ملف التعيينات سائلا "ماذا فعلت الحكومة في هذا الملف بعد مرور عشرة اشهر على تأليفها. خصوصا ان الشواغر في الادارات تصل الى حدود الـ60 في المئة؟". غير انه لمح الى عدم تحميل ميقاتي وحده "هذا البطء"، في اشارة ضمنية الى الخلاف بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان والعماد ميشال عون على موقع رئيس مجلس القضاء الاعلى. وأكد انه فاتحهما اكثر من مرة في الموضوع بغية طيه، خصوصا ان المجلس العدلي لم يعد في استطاعته الاجتماع والنائب العام التمييزي سيحال على التقاعد بعد شهرين. واذ عكست ملاحظاته انتقادات متزايدة للحكومة، قال بري: "الرئيس ميقاتي يعرف ما اذا حكومته تعمل او لا تعمل، تربح او تخسر، واذا كانت تقدم هدايا مجانية الى المعارضة".

السابق
السفير: أنقرة والمجلس الوطني يلتفان على مهمة أنان حـزب العمـال الكردسـتاني يحـذر تـركـيا من دخـول سـوريا
التالي
الأبعاد الاستراتيجية لقمّة بغداد