النهار: اجتماع السرايا اليوم لمنع الأسباب التخفيفية عن مروّجي المواد الفاسدة

ينذر آذار الهدار بمزيد من التصلب في المواقف، وبوفرة في الازمات المتلاحقة في اكثر من محور. واذا كانت هدأت نسبياً على خط الملف المالي الذي لن يجد طريقه اليوم وغداً الى المجلسين، فان الوضعين الامني والغذائي الى تفاقم، بعدما كبرت كرة الثلج، إثر ازدياد اعمال القتل والخطف والسرقة، والعثور على مزيد من المواد الفاسدة في اكثر من منطقة.
والى الوضع السياسي والامني، برزت امس مشكلات التعامل مع المرجعيات الدينية، اذ تطورت المواقف داخل الطائفتين المارونية والسنية، لتلامس حدود الازمة التي لم تعد تنفع معها المسكنات، وتؤذن بمواجهات لاحقة.

البطريرك
وقد اثار كلام رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع عن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، سلسلة من المواقف، وجمعت الجنرالين المتباعدين، اذ اكد رئيس الجمهورية ميشال سليمان انه يدعم مواقف الراعي الهادفة الى حماية مسيحيي الشرق، فيما اكد العماد ميشال عون بعد اجتماع "تكتل التغيير والاصلاح" الوقوف الى جانب البطريرك و"نستنكر التعرض له"

رد الراعي
ولم يتأخر رد البطريرك الماروني على جعجع، اذ صرح ليلا لدى عودته من قطر، في المطار: "ان الذين اشادوا بكلامي قرأوا النص كاملا، ومن يقرأ النص الكامل عنده كل الاجوبة. أما اجتزاء قراءة النصوص فهو كما اولئك الذين يقرأون كلمة "لا اله" من دون "الا الله". وقول "لا اله" قول الجاهل، ومشكلتنا في لبنان ان النص لا يقرأ بكامله".

مفتي الجمهورية
في الجهة المقابلة، وفيما كان مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني يستقبل السفير السوري علي عبد الكريم علي، ويواجه متظاهرين امام دار الفتوى مطالبين بطرد السفير السوري من لبنان، كان عضو "كتلة المستقبل" النائب معين المرعبي يشن اعنف هجوم على قباني قائلا انه "منتحل صفة، بل مغتصب لمركز ومكان يخص المسلمين"، مضيفا: "لا يجوز بعد اليوم السكوت عن تصرفاته".
وقد رفض المفتي التعليق على الكلام، بينما لوحظ ان اجتماع "كتلة المستقبل" بعد ظهر أمس لم يستنكر الكلام كما انه لم يتبنه. ورد المفتي قباني على المتصلين به بأن موقفه ورد في البيان الصادر بعد زيارة علي وفيه "انه ابلغ السفير علي ادانته لإراقة الدماء وسقوط آلاف الشهداء والضحايا والابرياء من ابناء سوريا الشقيقة بعد المجازر الاخيرة، ولا سيما مجزرة حي كرم الزيتون وحي العدوية في حمص والتي استهدفت أسراً بريئة بكاملها".
وابدى مفتي الجمهورية تخوفه وقلقه مما ستؤول اليه مجريات الاحداث في سوريا. ودعا الى "العمل الفوري على وقف القتل ووضع حد لاستباحة الدم البريء واستحلال النفس التي حرم الله الا بالحق وهو أمر واجب في ميزان الدين والاخلاق والانسانية".

اللحوم الفاسدة
وموضوع اللحوم الفاسدة في اكثر من منطقة، بعد اكتشاف مستودعات اخرى في طرابلس والجنوب، يحط رحاله اليوم في جلسة خاصة يرأسها الرئيس نجيب ميقاتي ويحضرها اربعة وزراء وقادة الاجهزة الامنية لوضع خطة فاعلة لمتابعة هذا الملف والقبض على المرتكبين، كما صرح مصدر وزاري لـ"النهار". وقال ان المرحلة الجديدة لن تشبه ما سبقها في هذا الملف، وان ثمة اصراراً قوياً على توفير معالجة جذرية ودائمة لهذه القضية الحيوية.
وعلمت "النهار" ان لجنة مصغرة عملت بالتنسيق مع وزير الاقتصاد نقولا نحاس على اعداد "اقتراح قانون معجل مكرر يرمي الى تعديل بعض احكام قانون حماية المستهلك الرقم 659 بتاريخ 2005/2/4". ويهدف التعديل الى رفع القيمة المالية للغرامات، وصولا الى اقفال المؤسسات المخالفة، والغاء الاسباب المخففة بما يلزم القضاة العقوبات القصوى الرادعة. وفي الاسباب الموجبة للتعديل كما ورد في مسودة الاقتراح الآتي:
"ان الاحكام الصادرة عن المحاكم المختصة والمتعلقة بالجرائم المرتكبة في مجال الغش في المواد المذكورة اعلاه، والتي خصها القانون المذكور بعقوبات تتناسب مع خطورتها تصل الى عشر سنين حبساً و150 مليون ليرة لبنانية غرامة، تقضي في كثير من الاحيان بمنح الاسباب المخففة المنصوص عليها في قانون العقوبات العام، مما يؤدي الى افقاد قانون حماية المستهلك قيمته الرادعة، اذ انه يتعلق بسلامة الغذاء وبالصحة العامة وبالامن الغذائي للمجتمع وبالتالي بالنظام العام".

الاخوان الناطور
قضائياً، صدرت امس مذكرتا توقيف في حق صاحبي مستودع اللحوم الفاسدة الاخوين سميح وسليمان الناطور، وارجئ الاستجواب الى الجمعة ليتسنى لهما تعيين محام.
وفي معلومات لـ"النهار" ان الاخوين الناطور سوريان، وقد أفادا من مرحلة الوصاية السابقة قبل العام 2005 لفرض التعامل التجاري مع عدد كبير من المؤسسات السياحية اللبنانية، وان علاقة وثيقة تربطهما بعدد من القيادات اللبنانية الموالية لسوريا، وان عقوبات صدرت في حقهما في أوقات سابقة لكنها لم تنفذ، او خضعت للأسباب التخفيفية التي حالت دون ملاحقتهما وضبطهما مع غيرهما من التجار المدعومين سياسياً.

مجلس الوزراء
أما مجلس الوزراء الذي يعقد جلسة صباحية اليوم، فسيكتفي بدراسة جدول اعماله العادي. وعلمت "النهار" ان الرئيس ميقاتي اجتمع مساء امس بوزير المال محمد الصفدي الذي أطلعه على ما تقوم به دوائر الوزارة من حيث اعداد قطع الحساب للسنوات السابقة على ان ينجز هذا العمل في الايام المقبلة.
وأبلغت أوساط الرئيس ميقاتي "النهار" ان الصيغة لحسابات السنوات السابقة تم التوافق عليها لكنها لن تعرض على الوزراء اليوم في انتظار اعداد وزارة المال جداولها. والتأجيل يتعلق بأسباب تقنية فقط.
وأوضحت ان لا تعيينات ادارية في جلسة اليوم على رغم ان المعطيات تشير الى ان انجازها بات قريباً.

قوى 14 آذار
وأنهت قوى 14 آذار استعداداتها لاحياء الذكرى السابعة لانطلاقتها في "البيال" الرابعة عصر اليوم بمشاركة الاحزاب والقوى والشخصيات المكونة لهذا التحالف. وأجرت بعد ظهر امس القراءة الاخيرة للوثيقة السياسية التي ستعلن خلال الاحتفال وهي تتمحور على فكرة "السلام للبنان"، وشروط هذا السلام وفي طليعتها حصرية السلاح في يد الدولة، وتطبيق اتفاق الطائف طريقاً للوصول الى "الدولة المدنية".
كذلك تتضمن الوثيقة قراءة قوى 14 آذار للمرحلة المقبلة في ضوء تطورات المنطقة، وخصوصاً في سوريا، مؤكدة مرة اخرى تأييدها لـ"الربيع العربي" بكل امكاناتها سياسياً ومعنوياً واعتبار "ثورة الارز" مقدمة لهذا الربيع وجزءاً لا يتجزأ منه.
وعلمت "النهار" ان الرئيسين سعد الحريري وفؤاد السنيورة ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع اتصلوا بحركة "اليسار الديموقراطي" ممثلة بالنائب السابق الياس عطا الله، مشددين على موقع الحركة في قلب 14 آذار.

الوضع الأمني
وفي الوضع الأمني، برزت الى الواجهة امس حادثة خطف الرئيس العام للرهبانية الباسيلية المخلصية الارشمندريت جان فرج وسلبه سيارته وتهديده، لتسلط الضوء على حوادث الخطف بقاعاً، والتي تزايدت في الآونة الاخيرة من دون القدرة على ضبطها.
لكن الملف الابرز أمنياً والذي يسرق الاضواء هو الشبكة التكفيرية داخل مؤسسة الجيش اللبناني والتي ظلت موضوع متابعة حثيثة في الداخل، ولدى سفارات الدول الغربية في بيروت. وعُلم ان زعيم العصابة موجود داخل احد المخيمات الفلسطينية، وان التفاوض قائم بين الجيش والقوى الفلسطينية لتسليمه. وقد عثر امس على أسلحة مهربة من المخيمات ايضاً، فيما استمر تدفق مزيد من الجرحى السوريين الى لبنان عبر الحدود الشمالية، وليل امس ادخل منهم أربعة نقلوا بواسطة الصليب الاحمر الى المستشفى الحكومي في طرابلس.

السابق
السفير: سوريا: الانتخابات في 7 أيار … تسبقها اختبارات حزبية وأمنية
التالي
جنبلاط يحيّ الذكرى الـ35 لاغتيال والده .. ويعاود اتهام سورية