من الرومنسية الى السلفية: فضل شاكر تحت عباءة الأسير !!

نجح الامن في منع الصدام بين اعتصامي السلفيين نصرة لحمص والشعب السوري، والبعث دعماً لنظام الرئيس بشار الاسد، في ساحة واحدة مفصولة بالاسلاك الشائكة، وبعناصر امنية يوازي عديدها عدد المعتصمين من الطرفين، مر النهار على خير ولم يحدث اي اشكال يذكر وقد اشاد وزير الداخلية والبلديات مروان شربل بـ"نجاح عملية حفظ الأمن والنظام التي نفّذتها قوى الأمن الداخلي بمؤازرة قوى الجيش اللبناني". وتمنى "ان يكون اللبنانيون كلمة واحدة، والجهتان لا تريدان أي اشكال. ليس لدينا غير هذا البلد، والقوى الامنية تتعامل معهم كأن الجميع اخوة لنا". "الاسير" الذي استطاع ان يأسر عددا كبيرا من المشجعين بوقت قياسي، وذلك من خلال الكاريزما التي يتمتع بها .. بالامس كان خطابه عاديا، خال من الاستفزازات السياسية والنعرات الطائفية فيكون بذلك قد نجح في تحقيق مبتغاه مكرسا لنفسه موقعا جديدا للطائفة السنية على الساحة اللبنانية.

هذه الصورة كانت منتظرة ومتوقعة، الا ان مشاركة الفنان فضل شاكر الاعتصام ، استحوذت على كاريزما "أسد السنة" وخطفت منه الاضواء وتحول الى نجم الساحة وذلك بعد التصريحات التي اعلنها قائلا: "انا هنا لنصرة أهالي سورية الذين يتعرضون للقتل"، مؤكداً "ان على الناس جميعا المشاركة في هذا الاعتصام نصرة لأهلنا المظلومين في حماه وحمص، والمفروض من كل من يملك كرامة ان يشارك في هذا التحرك العظيم وواجبي وشرف لي أن أشارك".
وإذ وصف الرئيس بشار الاسد بانه "مجرم كبير" و"الله ينتقم منه ومن أعوانه"، قال رداً على سؤال حول بعض الفنانين اللبنانيين الذين يؤيدون الاسد "الله يحشرهم معه".

واكمل سنفونيته السلفية من خلال الانشودة التي بدأ بها المظاهرة على وقع تصفيق المشاركين، وجاء فيها: "سوف نبقى هنا كي يزول الألم. سوف نحيا هنا سوف يحلو النغم. موطني موطني. موطني ذا الفدا. موطني يا أنا. رغم كيد العدا. رغم كل النقم. سوف نسعى إلى أن تعم النعم. سوف نرنو إلى رفع كل الهمم. للمسير للعلى ومناجاة القمم….."

لقد سطع نجم شاكر اكثر بعد العبارات النابية التي توجه بها الى النائب فايز شكر بتسميته "قزم" وتلقيبه بـ"فايز تنكة"، مرت كلماته كالصاعقة على معجبيه الذين فضلوا النأي بالنفس، الا ما قلّ بنشر جمل على مواقع التواصل الاجتماعي التي تعبر عن امتعاضهم ورفضهم لانجرار شاكر الى هذا المستوى ووقوفه هذا الموقف الغريب.

عبارات وصور عديدة نشرت على صفحات الفايس بوك وتويتر وكان بطلها الفنان السلفي الذي تميّز بالرومانسية والعشق والهدوء واستطاع من خلالهم حصد جمهور كبير يسمعه وينتظر اغانيه بفارغ الصبر. تبدلت الامور بعد مشاركته بهذا العمل السياسي واعلانه عن مواقفه االمفاجئة فالجمهور لا ينسى وبسرعة البرق حولوا اغانيه الرومنسية الى اناشيد سلفية ارهابية فانتقال "فضل الله شاكر" من "بياع القلوب الى بياع السيوف" و"يا خاين مش رح اسأل.. هالسلفية قديش دفعولك" و"ضحكت الدنيا وأخيرا فجرناه.. شيعي ومسيحي وشاورما عملناه" ….. مئات الجمل والتركيبات السريعة وقع ضحيتها فضل الذي صرح منذ فترة انه لو "وجد عملا آخر لترك الغناء".
يذكر ان اسمه الكامل فاضل شاكر شمندور،  ولد في 1 نيسان 1969 في مدينة صيدا في لبنان. فلسطيني الأصل، رفع دعوى قضائية لتغيير اسم عائلته فأصبح اسمه رسمياً فضل شاكر. يحب عزف البيانو، ويستمع الى الموسيقى القديمة والحديثة، واستطاع باغانيه الرومنسية وصوته الحنون ان يحصد جماهير وشعبية كبيرة على الساحة الفنية، اضافة الى انه يمتلك مطعم "الحان" على مدخل مدينة صيدا.

مرّ اعتصام الامس بهدوء دون ان يحدث اي خروقات امنية او استفزازات بين الطرفين البعثي والسلفي.. وقد يكاد تكون الخسارة الوحيدة بانتقال الفنان فضل شاكر من الاغاني الرومنسية الى الافكار السلفية.

السابق
عبود:جنبلاط جزء من الحكومات التي صرفت 11 مليار دولار
التالي
مؤسسة اديان تنظم للراغبين رحلة دراسية إلى الأردن- أرض الأنبياء البيبليين والقرآنيين