النهار: صحافي بريطاني جريح من بابا عمرو إلى لبنان وكلينتون: يمكن اعتبار الأسد مجرم حرب، ولكن

طغى على الحدث السوري امس، خروج المصوّر الصحافي البريطاني بول كونروي الجريح من حي باباعمرو المحاصر الى لبنان وما تردد من أنباء أول الأمر عن تمكّن الصحافية الفرنسية الجريحة اديت بوفييه هي ايضاً من الخروج من الحي قبل ان تنفي باريس ذلك، مؤكدة ان الصحافية لا تزال في سوريا. وفي غضون ذلك، أرسلت السلطات السورية تعزيزات من الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الاسد شقيق الرئيس بشار الاسد الى حي باباعمرو، وقت تواصلت العمليات العسكرية في حمص وريفها وريف حماه ودرعا، مما أسفر عن مقتل 57 شخصاً استناداً الى ناشطين سوريين، بينما قدّرت الامم المتحدة عدد القتلى السوريين منذ بدء الاحتجاجات على الاسد قبل 11 شهراً بـ"أكثر بكثير من 7500". 
وعطفاً على ارتفاع اعداد القتلى قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون انه من الممكن القول ان الاسد ارتكب جرائم حرب، لكن ذلك "يتسبب بتعقيدات لحل مشكلة صعبة".
وفي معلومات لـنا ان كونروي نقل الى منزل السفير طوم فليتشر.
ونقلت وسائل اعلام بريطانية عن عائلة كونروي شعورها بالارتياح لهروبه الى لبنان. وقالت زوجته كيت: "سمعت انه بات طليقاً. كل ما استطيع قوله هو اننا سعداء وفرحون جداً بهذه الانباء".

بوفييه
اما في ما يتعلق ببوفييه، فقد أعلنت إدارة صحيفة "الفيغارو" الفرنسية التي تعمل فيها الصحافية، ان الاخيرة لا تزال في سوريا.
واعتذر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لاعلانه في وقت سابق انها وصلت الى لبنان سالمة.

"آفاز"
وأعلنت منظمة "آفاز" المدافعة عن حقوق الانسان والتي تتخذ لندن مقراً لها انها رتبت عملية انقاذ كونروي، لكنها تعتقد ان بوفييه لا تزال في حمص حيث قتلت ماري كولفين المراسلة العسكرية المخضرمة لصحيفة "الصنداي تايمس" والمصور الفرنسي ريمي اوشليك في 22 شباط. واوضحت انها نظمت عملية الاجلاء بمساعدة 35 متطوعاً سورياً أبدوا استعدادهم لنقل الصحافيين الاجانب وان 13 من هؤلاء المتطوعين قتلوا خلال محاولات الاجلاء. واشارت الى ان ثلاثة منهم قتلوا بينما كانوا يحاولون مساعدة كونروي على الخروج من بابا عمرو، بينما قتل العشرة الآخرون اذ كانوا يحاولون إحضار مساعدة لكونروي وهو في طريقه الى لبنان مساء الاحد.
وأعرب عضو في "آفاز" عن اعتقاده ان الصحافيين خافيير اسبينوزا ووليم دانيالز لا يزالان في حمص.
وصرحت الناطقة باسم لجان التنسيق المحلية المعارضة ريما فليحان بأن جنودا سوريين منشقين هم الذين هربوا كونروي الى لبنان.
وفيما لا تزال عملية النقل الى لبنان غير واضحة، قال مصدر رسمي سوري "إن مجموعة ارهابية مسلحة قادمة من لبنان تسللت من معبر عيون الشعرة – حالات بريف تلكلخ في محافظة حمص على الحدود السورية – اللبنانية وان ثلاثة من عناصر المجموعة الارهابية قتلوا وأصيب آخرون بينما أصيب عنصر من الجهات المختصة".
وكشف ديبلوماسي في الامم المتحدة لنا ان "لا مشكلة" عند الصين في دعوة مجلس الامن الى وقف فوري للنار وايصال المساعدات الانسانية الى سوريا. (راجع العرب والعالم)

واشنطن
وفي واشنطن (هشام ملحم) قالت كلينتون انه يمكن اعتبار الاسد "مجرم حرب" نظرا الى مسؤوليته عن أعمال العنف في سوريا وفقا للتعريف المعتمد في العالم لهذه العبارة ولعبارة "جرائم ضد الانسانية"، لكنها استدركت خلال شهادة ادلت بها في مجلس الشيوخ ان استخدام مثل هذه الاوصاف "يتسبب بتعقيدات لحل مشكلة صعبة، ويقلص الخيارات المتوفرة لاقناع القادة بالتنحي عن السلطة".
وسئلت هل يواجه الاسد نهايته، فأجابت بأنها تعتقد ان الاسد سيسقط في نهاية المطاف، لكنها اشارت الى انها لا تعرف في أي وقت سيتم ذلك. وحين سؤالها عن الوضع في سوريا في حال سقوط الاسد، أجابت: "الامر يتوقف على كيفية حدوث ذلك. نمضي الكثير من وقتنا ونحن نفكر في ذلك بقلق". وذكرت في هذا السياق ان عملية انتقال السلطة في اليمن استغرقت قرابة سنة ولم تكن سهلة وصاحبتها أعمال عنف. ورأت ان اعمال العنف التي يقوم بها نظام الاسد في سوريا لا مثيل لها منذ بدء "الربيع العربي" باستثناء ما قام به معمر القذافي في ليبيا.
 في موسكو أكد رئيس دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية الروسية سيرغي فيرشينين ان موسكو لا تزال تعارض التدخل الأجنبي في شؤون سوريا، وترى انه من الضروري ان يقرر السوريون مصير بلادهم بأنفسهم.
ونقلت عنه وكالة "نوفوستي" للأنباء: "الشيء الوحيد الذي لا نريده هو تغيير النظام من طريق تدخل البلدان الاخرى"، مشيرا الى ان روسيا ترى لزاما عليها ان تصون القانون الدولي.
وعن الاستفتاء العام في سوريا على مشروع الدستور الجديد قالت وزارة الخارجية الروسية ان موسكو اعتبرت هذا الاستفتاء خطوة مهمة على طريق تنفيذ الاصلاحات الهادفة الى تحويل سوريا دولة ديموقراطية عصرية وتوسيع حقوق المواطنين وحرياتهم. وخلصت الى ان "الاستفتاء أكد أن الشعب يؤيد هذا التحول".   

السابق
تفاصيل الجريمة المروعة في صيدا
التالي
البطريرك الماروني