انتبه حماس

حتى الآن، لم ينتبه كثيرون الى ما يجري عند الضفة الفلسطينية.
حركة "حماس" تكاد أن تنجز اتفاقاً مع السلطة الفلسطينية يجعلها شريكة مع حركة "فتح" في منظمة التحرير ومؤسساتها كافة.
ويفترض أن هذه الشراكة تلزم الطرفين قبول جميع الاتفاقات المعقودة طوعاً أو قسراً مع الآخرين ومن بينهم إسرائيل.
يعني هذا من دون تنظير كثير ان حركة "حماس" ومعها تنظيم "الجهاد الفلسطيني" اختارت طريقاً جديدة ومساراً مختلفاً عن مسارها السابق.
هذا التوجه أثار وسيثير نقاشات وسيتسبب بانسحابات وانشقاقات (بدأت بالفعل) كما وانه استدعى مواقف مؤيدة وخصوصاً من دول عربية في مقدمها مصر ودول الخليج وقطر.
منذ فترة وهذا الأمر مطروح داخل "حماس" وحين انطلقت الثورات العربية وتحديداً في سوريا ارتأ قياديو الحركة أن الأوان قد حان لإعلان التوجه الجديد.
بعد مصر قادت قطر الوساطة ونجحت وهذا النجاح الظاهر بدأ بانسحاب "حماس" من سوريا ثم بالصلح مع الأردن وتوّج بالصلح مع الرئيس محمود عباس.
معارضو هذا التوجه بدأو هجومهم وهم يقولون الآن "انه ثمرة اتفاق بين واشنطن وحركة الاخوان المسلمين".. اليوم صارت "حماس" حركة متعاملة مع الأميركيين وربما مع إسرائيل(!!).
الخاسر الأكبر من الاتفاق، سوريا أولاً، ثم إيران، ثم "حزب الله" وقد يكون الرابح الوحيد المواطن الفلسطيني.
قبل أكثر من ستين سنة سلّم الفلسطينيون أمرهم للأنظمة العربية فكادت القضية أن تطير واليوم إذ يقرر الفلسطينيون أنفسهم تسلم قضيتهم بأيديهم هل ستطير الوصاية عليهم؟.
البعض يقول ان خطوة "حماس" هي الربيع الفلسطيني..
  

السابق
الاخبار: سليمان: الجيش يحظى بغطاء سياسي لعمله ؟
التالي
النهار: حمص تشتعل وواشنطن لا تستبعد أي شيء