فوز تحالف أمل والمستقبل والاشتراكي في رابطة الأساسي

بددت نتائج انتخابات رابطة أساتذة التعليم الأساسي، أجواء الارتياح التي كان أبداها المتنافسون في المعركة الانتخابية أمس، والتي بقيت متقاربة طوال اليوم الانتخابي الطويل الذي بدأ عند الثامنة صباحاً، وانتهى عند الرابعة بعد الظهر، من خلال اقتراع 1488 مندوباً من أصل 1880. لتبدأ بعد ذلك إعادة الحسابات، وقراءة النتائج، جراء تضخيم الأرقام والأحجام، ولتَكشف معها صناديق الإقتراع الخمسة، حقيقة حجم كل طرف، وموقعه الانتخابي، وما إذا كان تحالفه السياسي صائبا، أم أن الواقع كان يفترض الاقتناع بما لدى كل طرف من مندوبين يستطيع أن يجيّر أصواتهم لصالح اللائحة التي شكلها، بدلاً من اللجوء إلى مضاعفة الأوزان، من أجل الحصول على مقعد إضافي من المقاعد الثمانية عشر.

وعلى الرغم من أن النتيجة جاءت لتقصي أطرافاً نقابيين وسياسيين من الهيئة الإدارية للرابطة، إلا أن الجميع قبل بما أختاره المعلم ـ الناخب، الذي كانت له الكلمة الفصل، وإن كانت بعض الأطراف الأساسية قد صبت أصوات مندوبيها دفعة واحدة في صناديق الاقتراع.
وشكل فوز لائحة «المعلم النقابي» غير المكتملة (17 مرشحاً ومشكلة من تحالف «حركة أمل» و«الحزب التقدمي الاشتراكي» و«تيار المستقبل»)، بعدما تركت مقعداً شاغراً للحلفاء، فكان أن وضع «المستقبل» اسم مصطفى الربعة، و«أمل» اسم حمود الموسوي (رئيس رابطة معلمي البقاع)، وهو من اللائحة المنافسة «القرار النقابي المستقل»، فتمكن زميله محمود خليل (رئيس رابطة معلمي الشمال) من دخول اللائحة بفارق 27 صوتاً عن الموسوي و37 صوتاً عن الربعة.
ترجمت هذه النتائج فشل التوافق على لائحة موحدة تضم القوى السياسية والنقابية، علما بأن الاتصالات استمرت حتى منتصف ليل السبت الأحد، وفشل تأجيل الانتخابات، عبر مخرج طرح يتمثل بتعطيل النصاب القانوني للانتخابات، ريثما يتم التوافق على لائحة مشتركة، إلا أن هذا الطرح لم يلق قبولاً، خصوصاً أن أطرافاً كانت قد أبلغت مندوبيها بتشكيل لائحة منافسة.  
أما الرئيسة السابقة لرابطة معلمي بيروت عايدة الخطيب، فكانت حصتها الخروج من اللائحتين، بعدما كان الإصرار على إدراج أسمها في أي لائحة ائتلافية، وعند تفرق القوى السياسية تم استبعادها. عندها ألحت الخطيب على الاستمرار منفردة لتسجل موقفاً نقابياً، ومنتقدة «الفيتو السياسي» على اسمها. واعتبرت أن الأصوات الـ156 التي نالتها، تؤكد على استقلاليتها ونقابيتها، وان الفائز هو «المحاصصة الحزبية».
وسمح الطقس المشمس، في وصول المندوبين من المناطق البعيدة، الى مدرسة ابتهاج قدورة ـ مجمع بئر حسن التربوي، للإدلاء بأصواتهم، ومن تخلف من المحسوبين على الأحزاب، كان يتم الاتصال به هاتفياً، ولم يعذر إلا من كان لديه عذر شرعي.
وكان مندوب «تيار المردة» قد انسحب من لائحة «المعلم النقابي» ليدخل إلى لائحة «القرار النقابي»، في حين نأى «الحزب السوري القومي الاجتماعي»، بنفسه عن الانتخابات، وأكد عميد التربية والشباب في الحزب صبحي ياغي في بيان مقتضب، «أن الحزب ينأى بنفسه عن الدخول في انتخابات لا طعم نقابياً لها ولا لون سياسياً».

ولفت الرئيس السابق لرابطة معلمي الجبل كامل شيا الى أن الحزب التقدمي حاول الوصول الى توافق إلا أنه لم ينجح، من خلال رعايته الاجتماعات التي كانت تعقد في مكتبه، بسبب دخول السياسة من بابها العريض. واعتبر أن النجاح يسجل للرابطة حتى ولم تكن تمثل جميع القوى. واعترف أن اللائحتين المتنافستين تم تركيبهما سياسيا، وسأل «كيف نسمي لائحة القرار النقابي المستقل وهي لائحة سياسية بامتياز، وكذلك لائحة المعلم النقابي».
وأعلن رئيس المكتب التربوي المركزي في «أمل» حسن زين الدين مد اليد للجميع «للانطلاق في ورشة تطوير التعليم الرسمي، وتحقيق المطالب وحماية مكتسبات المعلمين».

وأعرب مسؤول مكتب المعلمين في «التيار الوطني الحر» خليل سيقلي عن أسفه لتفرق الأحلاف السياسية ضمن الخط الواحد، في إشارة الى تحالف «أمل» مع قوى 14 آذار. وقال: «فوجئنا بلائحة تضم الجميع باستثناء الوطني الحر وحزب الله، فكان أن تم الاتفاق مع الحزب الشيوعي من خلال تشكيل لائحة مكتملة تحت اسم «القرار النقابي المستقل»، ضمت خمسة مرشحين للوطني الحر وسادسا مستقلا، وواحدا للمردة، وأربعة للشيوعي، وواحدا لتيار الرئيس عمر كرامي، وسبعة لحزب الله ومستقلين.
ووصف مفوض التربية في التقدمي المعركة بأنها معركة أحجام، ولتبيان قوة كل طرف، بعدما فشل التوافق في تشكيل لائحة ائتلافية. وأكد أنه سعى للتوافق حتى عشية اليوم الانتخابي، إلا أن اللوائح كانت قد ركبت، فاتخذنا قرارنا ودخلنا لائحة «المعلم النقابي».
وهنأ مسؤول قطاع المعلمين في «المستقبل» وليد جرادي، الفائزين، وقال: «كنا نتمنى لو تم تمثيل الجميع، إلا أننا لم ننجح في ذلك، فكان الالتزام باللائحة بمرشحيها السبعة عشر، مع إضافة اسم مصطفى الربعة من جانب «المستقبل»، في حين تركت الحرية للحلفاء في اللائحة وضع الاسم الذي يريدونه، خصوصاً ان اللائحة غير مكتملة. وأكد أن فرز الأصوات بيّن مدى التزام كل طرف باللائحة.
وتابع رئيس رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي حنا غريب، سير العملية الانتخابية عن قرب، وسجل وجود مستويين من الرؤية لليوم الانتخابي، الأول البعد الاستراتيجي النقدي بمعزل عن النتائج، وهو إجراء الانتخابات، والانجاز النقابي الذي حققته روابط المعلمين في المجلس المركزي من خلال توحدها ميدانياً.
وضمت «لائحة المعلم النقابي»، الفائزة كلا من: كامل شيا، محمود أيوب، حسان صالح، بهاء تدمري، سميح قليمه، حسين جواد، طانيوس كرباج، فاتنة بكار، علي زعيتر، يوسف نصرالله، سركيس بركات، عدنان برجي وخليل حوحو، حسين ديب، كوليت الخوري، ومنصور العنز، إضافة الى محمود خليل. 

السابق
الإصلاح هو الحل..أما الفيتو فلحماية سوريا
التالي
مستشفى شبعا الحكومي ينتظر الأطباء والإداريين ليفتح أبوابه