الأنوار: المطالبة بالتحقيق لتحديد المسؤولين عن كارثة انهيار المبنى في الاشرفية

حتى ساعة متأخرة من ليل أمس، كانت عمليات البحث عن أحياء تحت أنقاض المبنى المنهار في الأشرفية مستمرة، فيما استمر أيضا توافد المسؤولين على كل المستويات الى المكان، وسط مطالبة باجراء تحقيق لتحديد المسؤولين عن كارثة الانهيار، وباجراء كشوفات دورية على الابنية القديمة، وعلى الحفريات العشوائية لورش البناء وبين الاحياء، وعلى المباني المهددة بتصدعات.
وقد تمكنت فرق الانقاذ حتى منتصف الليل من انتشال فتاة قتيلة و11 مصابا من بين أنقاض المبنى المؤلف من 7 طبقات والذي كان يقطنه وفق ما قال جيران المبنى بين 30 و35 شخصا. وقد تمّ اخلاء مبنيين مجاورين من سكانهما. وتستمر أعمال رفع الركام أملا في العثور على أحياء رغم تضاؤل الأمل بعد مرور عدة ساعات على الكارثة.
والفتاة الضحية هي آن ماري عبدالكريم 15 سنة، وقد نقلت الى مستشفى الروم. وقالت الوكالة الوطنية ليلا ان جثتي عاملين أثيوبيين انتشلتا. أما الجرحى فقد توزعوا على المستشفيات كما يلي:
– مستشفى الروم عايده عبود عبدالكريم، أنطوني ايلي عبدالكريم، انطونيللا ايلي عبدالكريم، ألبير فريد يزبك، روزماري بلك فيليبينية.
– مستشفى الجعيتاوي: جاك جعاره، بنفاك عبدالله سودانية وصادق عبدالاله سوداني.
– مستشفى رزق: محمد كامل معوض عبدالسلام مصري.
– مستشفى أوتيل ديو: يحيى محمد مصري وعامل آخر مصري عولج وغادر.
استخدام الآليات
وقبيل منتصف الليل بدأت فرق الانقاذ بعد وصول المزيد من الآليات والرافعات، عمليات رفع انقاض المبنى المنهار بصورة ممنهجة، اي رفع اسقف الطبقات سقفا تلو الآخر بعد فتح ثغرات داخل المبنى من اجل الوصول الى الداخل والطبقات السفلى، حيث افيد عن وجود عدد من الاشخاص بينهم افراد من عائلة طانيوس فرحات نعيم. وقد افيد ان احد ابناء العائلة الموجود في الخارج، تمكن من الاتصال اكثر من مرة بالهاتف الخلوي بشقيقه المحتجز على درج الطابق الاول من المبنى، ويسمع رنين الهاتف، ولكن ما من مجيب.
 توافد المسؤولين
وقد توافد المسؤولون الى مكان الكارثة، وقال الرئيس ميشال سليمان أمام أنقاض البناء: اذا كان السكان قد أفادوا ان المبنى كان مهددا بالانهيار، ولم يحصل أي اهتمام، فيجب ان يكشف التحقيق مكمن الخلل. وأضاف: الآن المصيبة وقعت ويجب ان نتدارك هذه الأمور، وعندما يكون هناك تصدّع أو زعزعة في الأبنية، يجب ان يحصل كشف مسبق ودوري على الأبنية ضمن نطاق البلديات لايجاد الطرق لتدعيم هذه الأبنية خوفا من السقوط لأن هذه الأبنية يبدو انها قديمة.
أما الرئيس نجيب ميقاتي فطلب من الوزارات المعنية التحقيق في ملابسات انهيار المبنى وتحديد المسؤوليات لاتخاذ الاجراءات المناسبة. كما طلب الكشف على كل الأبنية المشكوك بسلامتها ورفع تقرير عاجل في هذا الصدد لاتخاذ الاجراء المناسب.
وقال وزير الداخلية مروان شربل ان صاحب المبنى المنهار هو قيد التحقيق بعدما ذكر انه كان على علم بتصدّع مبناه. وتحدث عن أبنية قديمة كثيرة في المنطقة، وعن فوضى عمرانية، وأبنية بدون ترخيص وبدون كشف مهندسين.
وتفقّد رئيس بلدية بيروت المكان وقال: يجب ان يتم سن قانون حول كل الابنية القديمة للكشف عليها من قبل فرق مختصة، فكل مبنى بني منذ 30 و40 سنة هو لغم موقت، وهذه الحادثة ليست اول مرة تحدث.
وقال: ندعو كل الناس الذين يرون التشققات أو التصدعات في منازلهم والمباني، ليبادروا ويتصلوا بالبلدية، لأن هناك دائماً انذارات في المبنى تشير الى حالة البناء. وفي المبنى الذي انهار اليوم أمس، لا بد كانت انذارات تشير الى سوء حال البناء، كما جرت اضافة طوابق على البناء بطريقة عشوائية، ما يدعونا في المستقبل القريب الى القيام بكشف فني على المباني القديمة التي اضافت طوابق في ستينات وسبعينات القرن الماضي من دون اية مراقبة.
وتفقّد المبنى المنهار أيضا الوزير علي حسن خليل والنواب ميشال فرعون، نديم الجميّل، جان أوغاسبيان، والمطران بولس مطر موفدا من البطريرك الراعي. 

السابق
الراي: معركة صامتة في لبنان بين ميقاتي وحزب الله
التالي
السفير: المبادرة العربية في طورها الثاني: تدخل عسكري أجنبي؟