قال خسئتم

استمعت باهتمام الى كلمة الرئيس بشار الأسد يوم أول من أمس التي ألقاها من قاعة في جامعة دمشق وليس من داخل مجلس النواب السوري.
في الشكل لم أر فرقاً في نوعية الحضور ولا في تصرفاتهم، وفي الشكل أيضاً لاحظت أن الرئيس الشاب كان يخفي توتراً داخلياً رغب في إخفائه.
أما في المضمون فقد يتطلب الأمر كثيراً من النقاش، بدأ فور الانتهاء من الخطاب ولما يزل، غير إني سأتجنب التعليق الذي لا فائدة منه.
فقط أريد أن أشير الى المواقف التي أعلنتها شخصيات معارضة في الداخل وفي الخارج لأعيد فأؤكد كواحد من المواطنين العرب حرصي على وحدة المعارضة السلمية، تماسكها وترفّعها عن الصغائر.
استمعت الى ميشال كيلو وهو رجل حكيم متزن، وإلى حسن عبدالعظيم وهو رجل وقور، الى هيثم المالح وهو محترم.

استمعت أيضاً الى أنور البني وإلى محمد فاروق طيفور، كما استمعت الى بعض شباب التنسيقيات.
إلا أن أكثر ما توقفت عنده كان كلام رئيس المجلس الوطني برهان غليون ورئيس هيئة التنسيق هيثم المناع.
كلام غليون المعارض يخفي بعض الارتباك أما كلام المناع فمتوتر الى حد ما، خصوصاً تجاه غليون.
ربما نجح الأسد في تغذية الشكوك داخل صفوف المعارضة التي هي مطالبة اليوم بقرارات توحيدية جريئة بعيداً عن الحزازات الشخصية.
سبق وأشرنا الى نقطة الضعف هذه ولكننا نرى الخلافات مستمرة وهذا من شأنه أن يصيب المعارضة بالإحباط.. والعيب.
ولكن ماذا عن مصير خطاب الأسد؟ الرجل قال لشعبه المعارض: خسئتم، فنزل في اليوم الثاني الى تظاهرة تأييد للنظام.
ألا يستدعي ذلك موقفاً حضارياً من أركان المعارضة، كأن يحبوا بعضهم؟
  

السابق
الراي: خطاب الأسد أزاح الملفات الداخلية اللبنانية بانتظار انقشاع الرؤية إقليمياً
التالي
الهروب إلى الحرب