راس السنة بلا كهرباء: يعني النوم والنهوض مع الدجاج !!

تختلف معاناة الأهالي من التقنين القاسي للكهرباء بين قرية وأخرى في بنت جبيل ومرجعيون، ما يعكس الحالة الاقتصادية للأهالي، الذين يفضل الكثير منهم استخدام الشموع والمصابيح القديمة العاملة على الكاز والمازوت لعدم قدرتهم على شراء المولدات الكهربائية أو الاشتراك في المولدات الخاصة، وكل ذلك ينعكس على نمط الحياة التي اعتادت عليها شعوب العالم بأكمله، سيما في ما يتعلق بالسهر ليلاً على شاشات التلفزة أو الانترنت. حتى أن يحرم من قضاء سهرة الميلاد ورأس السنة.

في بعض البلدات مثل مركبا ورب ثلاثين وحولا ومجدل سلم والصوانة وبيت ياحون.. يؤدي انقطاع التيار الكهربائي ليلاً الى لجوء الأهالي الى النوم باكراً جداً، فتقفل المحال التجارية أبوابها، ويؤجّل طلاّب المدارس والجامعات متابعة دروسهم الى حين طلوع الضوء. أما ربّات المنازل فتضطرّ الى استخدام الوسائل التقليدية في عملها المنزلي، فتقول زكية منذر، من بلدة مركبا، في قضاء مرجعيون " بسبب استمرار انقطاع التيار الكهربائي، أضطرّ الى تسخين المياه على صوبا الحطب، للاستحمام، وغسل الملابس، كما نضطرّ الى النوم في الساعة السابعة مساءّ، فلا زلنا نستخدم السراج والشموع للانارة، وهي كفيلة بأن تجعل السهر مملاًّ، فلا بديل لنا عن ذلك بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة"، وتؤكد منذر أن " الميسورين فقط هم الذين يستخدمون المولدات الكهربائية الخاصة، لعدم وجود المولدات التي تؤمن الاشتراكات للأهالي، حتى أن المجلس البلدي، حاول تأمين الاشتراكات للأهالي المقيمين، لكن معظم الأهالي رفضوا الاشتراك لعدم القدرة على دفع الفواتير الاضافية، رغم أن قيمة الاشتراك المدعوم من المجلس البلدي لا تزيد على أربعين ألف ليرة شهرياً".

اذاً ألأهالي في بعض القرى غير قادرين على دفع أربعين ألف ليرة شهرياً للاشتراك في المولدات الكهربائية، وهذا ما حصل أيضاً في بلدة حولا، التي يفضّل الكثيرون من أبنائها " استخدام اللوكس والشموع، حتى أن بعض طلاّب المدارس يضطرون لمتابعة واجباتهم المدرسية على ضوء الشموع والمصابيح الصغيرة" بحسب نور غنوي، التي أوضحت أن " المولدات الكهربائية الخاصة موجودة في عدد لا بأس به من المنازل، لكنها لا تستخدم الاّ للضرورة فقط، بسبب ارتفاع أسعار البنزين والمازوت، حتى أن الذين يستخدمون البطاريات المشرّجة، لا يستطيعون استخدامها الاّ لانارة بعض الغرف ولساعات قليلة فقط"، وتؤكد أن " جميع أبناء البلدة، باتوا يخزّنون الشموع في منازلهم، بعد حرب تموز، كونها الوحيدة التي تخدم الجميع في أحلك الضروف، واللاّفت وجود العديد من ألأهالي الذين لا يزالون يستخدمون اللوكس العامل على الغاز أو الكاز، رغم انقراضه من الأسواق اللبنانية، حتى أن البعض يوصي القادمون من بيروت بشراء شاشات اللوكس التي توجد في أحد المحلاّت التجارية النادرة". ويؤكد على ذلك عرفات قشمر ( رب ثلاثين)، فيقول " البطاريات المشرّجة ليست بديلاً عن الكهرباء، فهي تحتاج أيضاً الى الكهرباء، ولا يمكن استخدامها لأكثر من أربع ساعات متواصلة، طبعاً من دون استخدام التلفاز أو الآلات الكهربائية الأخرى، لذلك فان متوسطي الدخل يستخدمون المولدات الكهربائية التي تكلّف أصحابها أكثر من 300 ألف ليرة شهرياً، وهذا مكلف جداً، أما الفقراء والمزارعون فلا بديل لهم عن الشموع والنوم الباكر".

في المقابل ينشط أصحاب المهن الخاصة بتصليح الآلات الكهربائية، فيقول حسن درويش " انقطاع الكهرباء المتكرّر يزيد من عدد الزبائن، لأن الآلات الكهربائية تتعطّل بفعل ذلك، وبفعل ضعف الكهرباء". ويشير محمد ناصر ( حاريص) الى أن " أهالي حاريص والقرى المجاورة طفح كيلهم من عدم اكتراث المسؤولين بانقطاع التيار الكهربائي المستمرّ، بعد أن تعطلت مصالحهم، وتوقفت بطاريات التشريج الكهربائي الخاصة التي نستخدمها كبديل عن الكهرباء، سيما في ظلّ عدم وجود مولدات كهربائية خاصة تؤمن الاشتراكات للأهالي كما هو الحال في بعض المناطق اللبنانية"، ويقول " لقد فوجئت بأن أحد الموظفين الذي يعمل في دائرة نفوس تبنين في السراية الحكومي، كان يستخدم ضوء القداحة لانجاز معاملات اخراجات القيد للمواطنين". يذكر أن التيار الكهربائي استمر في الانقطاع غير المبرّر عن جميع قرى وبلدات بنت جبيل، اذ لا تصل ساعات التغذية في أغلب قرى القضاء الى 6 ساعات يومياً، بسبب الانقطاع المستمرّ أثناء ساعات التغذية المعتادة، أما في بعض القرى والبلدات، كحاريص وحداثا وعيتا الجبل، فان الانقطاع يزيد عن ذلك بسبب الضغط على المحطة الرئيسية في المنطقة، الأمر الذي يحتاج، بحسب أحد موظفي الكهرباء، الى " تحويل تغذية بعض هذه القرى، الى منطقة صور، أو ايجاد محطة كهربائية بديلة".  

السابق
نقولا: سجال له صبغة طائفية
التالي
توقعات السنة الجديدة