الجمهورية : لا قرار بإشعال الجنوب

 كتبت الجمهورية :
اذكرت مصادر في الجامعة العربية ان الرد الذي تلقاه الأمين العام للجامعة نبيل العربي من الحكومة السورية، والذي سيعرضه على اللجنة الوزارية اليوم هو رد ايجابي، وأن هناك تحركا سوريا ايجابيا في اتجاه التوقيع على وثيقة المراقبين التي نجمت عن المبادرة العربية لحل الأزمة السورية.السبت 17 كانون أول 2011 أما في نيويورك، فلم تبدأ المشاورات الرسمية في مجلس الأمن أمس في شأن مشروع القرار الروسي المتعلق بسورية بسبب عدم دعوة المندوب الروسي فيتالي تشوركين اعضاء المجلس الى أي مشاورات، كما يقضي التقليد.
وقالت مصادر المجلس إن روسيا قدمت مشروع القرار ويعود إليها تحديد موعد الاجتماع المقبل للبحث فيه .
ومحلياً، بقيت الحدود اللبنانية شمالا وجنوبا تحت المجهر الدولي بعد الحوادث الأمنية التي سجّلت أخيرا.
بيد أنّ مصادر ديبلوماسية غربية مطلعة أبدت ارتياحها النسبي إلى مجريات الأمور في لبنان، مشيرة إلى أنّ الحوادث التي حصلت في الجنوب تبقى في إطار الرسائل، ما دامت لم تتطوّر إلى أحداث متتالية أو متقطّعة.
وأكّدت المصادر لـ"الجمهورية" أنّ لا قرار حاليّاً بإشعال الجبهة اللبنانية وإن كانت من بوابة الجنوب، لأنّ كل الأطراف الوازنة في عواصم القرار وفي الداخل اللبناني، تؤكّد على أولوية الاستقرار وحفظ الأمن اللبناني من أي شظايا متأتية من الجوار، خصوصا أنّ الصورة في المنطقة تتجلّى شيئا فشيئا، وإن لم تكن دقيقة. ودعت إلى حسن قراءة المواقف الغربية التي تصبّ في هذا الإطار.
اجتماعات "الخليلين"مع باسيل
وفي ظلّ هذه الأجواء، تمضي الأكثرية في شدّ عصبها، وتتوالى الاجتماعات التنسيقية بين الحلفاء لمحو ارتدادات الهزة التي أحدثها انقسام مواقفهم في اكثر من محطة. وآخر ما سجّل في هذا الإطار اجتماع عقد أول من امس وهو الثاني، بين المعاونين السياسيين لكلّ من الأمين العام لـ"حزب الله" الحاج حسين الخليل والرئيس نبيه برّي النائب علي حسن خليل ووزير الطاقة والمياه جبران باسيل.
وكشفت مصادر المجتمعين لـ"الجمهورية" أنّ تقدّما كبيرا أحرز بعد البحث في تفاصيل بعض القضايا والملفات التي تحتاج إلى تنسيق وتبادل وجهات النظر بهدف التوصّل إلى حلول نهائية شاملة بشأنها.
وأكّدت المصادر أنّ هذه الاجتماعات انطلقت من مبدأ أساس وهو إعادة الثقة بين الأطراف الثلاثة على المستوى القيادي والشعبي بعد موجة الشوائب التي سادت هذه العلاقة، إن في الواقع وإن عبر الفرضيّات.
بكركي الحدث
على خط آخر، تحوّلت بكركي امس إلى محطة بارزة بعدما احتضنت صباحا برعاية البطريرك مار بشارة بطرس الراعي لقاء مارونيا موسّعا لتستقبل ظهرا السفيرة الأميركية مورا كونيللي، ثم عصرا موفدا من الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله.
وقد تبنى اللقاء الماروني في جلسته الثالثة منذ انتخاب الراعي طرح اللقاء الأرثوذكسي لقانون الانتخاب تحقيقا للتوازن الطائفي والمذهبي في لبنان. وأكّد أنّ المناصفة بين المسلمين والمسيحيين مسألة ميثاقية تتخطى أي اعتبارات، ديموغرافية كانت أم سياسية، والتفريط بها يسبّب حالة عدم استقرار للنظام اللبناني وتهديدا للاستقرار اللبناني.
وعلمت "الجمهورية" أنّ اللقاء كلّف لجنة المتابعة السداسية التي تضمّ ممثلي القيادات المارونية الأربعة والنواب المستقلين، ومهامها بدء التشاور حول قانون الانتخاب مع المكوّنات الوطنية كافة، انطلاقا من طرح اللقاء الأرثوذكسي البحث في سبل تطبيق القانون الجديد الخاص باستعادة الجنسية اللبنانية والسعي إلى الإسراع في تنفيذه بالسرعة القصوى من اجل الوصول إلى مرحلة تسجيل الولادات في بلاد الاغتراب ضمانا لاسترجاع المغتربين لحقّهم بالجنسية اللبنانية.
أسود لـ"الجمهورية"
وأوضح عضو "تكتل التغيير والإصلاح" النائب زياد اسود لـ"الجمهورية" أنّ التكتل لا يعارض الطرح الأرثوذكسي بالمطلق لكننا نحاول مقاربته خارج إطار المزايدات، فنحن لسنا فريقا لبنانيا بمفردنا، نطرح الموضوع مارونيا فقط ولم نجتمع مع المسيحيين الآخرين. ثم علينا أن نرى ما يراعي السلم الأهلي واعتبارات الطوائف الأخرى، فالمسألة تحتاج لتفاصيل. لا احد يختلف على العنوان لكننا لسنا لوحدنا. هناك مسيحيون آخرون يجب التحدث معهم. وعلى المستوى الوطني، هل نضع قانون انتخاب لنا فقط أم لجميع اللبنانيين؟ ثم السؤال الذي يطرح نفسه، والذي طرحه العماد ميشال عون، هل نفكر لحلّ مشكلة التمثيل فقط أم لنظرة المسيحيين على مدى 20 و50 سنة إلى الأمام؟ قد يعتقد البعض انه إذا حلّت مشكلة قانون الانتخاب حلّت مشكلة المسيحيين، لكن هذا غير صحيح وهو ما دفع عون إلى التوسّع في نظريّته والدعوة إلى التفكير بواقع المسيحيين ككل وبما نستطيع تحقيقه.
سعيد لـ"الجمهورية"
من جهته، قال منسّق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق الدكتور فارس سعيد لـ"الجمهورية": "تتكرّر اللقاءات في بكركي من دون أن تعطي النتائج التي ينتظرها الرأي العام اللبناني عموما والمسيحي خصوصا، إذ إنّ المواضيع الأساسية، أي الموقف من النظام السوري والموقف من السلاح، ليست المواضيع التي تطرح، ما يشكّل خيبة أمل لدى جميع اللبنانيين ولدى جزء كبير من المسيحيين أيضا. أمّا موضوع الانتخابات على أهميته، فهو ليس فقط موضوعا تقنيا. إنّ سقوط النظام السوري المرتقب والمحتّم سينزع أي صفة سياسية عن حلفاء سوريا في الوسط المسيحي وبالتحديد عن سليمان فرنجية وميشال عون".
وعن صحّة أنباء لقائه والنائب السابق سمير فرنجية في باريس مع رئيس "المجلس الوطني السوري" برهان غليون بمساهمة من النائب وليد جنبلاط، قال سعيد: "نحن أولا نعتبر أنّ المجلس الوطني السوري هو الممثل الشرعي للشعب السوري، وأنّ برهان غليون هو الناطق الرسمي باسم هذا المجلس، ثانيا موقفنا واضح وهو مع الثورة السورية ضد النظام السوري أمّا بالنسبة إلى اللقاء فلا تعليق".
أبو زينب لـ"الجمهورية"
وزار عضو المكتب السياسي في "حزب الله" غالب أبو زينب بكركي مؤكّدا أنّ توقيت زيارته بعد اللقاء الماروني جاء مصادفة، وقال لـ"الجمهورية": إنّ الزيارة هي في إطار تعزيز العلاقات بين بكركي وحزب الله بناء على الإيجابيات التي حصلت في الفترة الماضية وتطويرها وجعلها في المستقبل اكثر حيوية من خلال الحوار المشترك والتواصل عبر اللجنة التي أنشئت بين بكركي والحزب.
وعمّا إذا كان نقل رسالة إلى البطريرك من الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصر الله، أوضح أبو زينب: "نقلت رسالة محبّة وسلام وكلام ومعايدة مبكرة، على أن نعايده مرّة أخرى".
غصن: ماضون في الإضراب
على خط آخر، اجتاز قرار زيادة الأجور مطبّ مجلس شورى الدولة من دون أن يعني ذلك نجاحه في المرور الآمن، لأنّ المجلس اشترط تصحيح بعض الشوائب القانونية. لكن قرار الشورى لم يقدّم أو يؤخّر في قرار الإضراب الذي اتخذه الاتحاد العمالي العام وموعده في 27 الجاري. وقد أكّد رئيس الاتحاد غسان غصن لـ"الجمهورية" المضي في الإضراب لأنّ الأرقام لا تزال على حالها، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى استمرار المفاوضات مع الهيئات الاقتصادية.
إلى ذلك، رفعت السلطات الأميركية دعوى جزائية ضدّ المصرف اللبناني الكندي وشركتي صرافة لبنانيتين بتهمة تبييض الأموال لمصلحة "حزب الله". ومن المتوقع أن تستحوذ هذه القضية في الأيام الطالعة على الكثير من الجدل والشكوك.