سرطان المبيض: أعراضه صامتة

تسجل أرقام السجل الوطني للسرطان، الصادر في العام 2007، مئة وواحدة وسبعين حالة سرطان مبيض في لبنان، فيما تشير الأرقام العالمية إلى إصابة مئتين وثلاثين ألف امرأة سنويا بالمرض عينه، ليشكّّل سرطان المبيض السبب الثامن للوفاة الناتجة عن مرض السرطان بين النساء.
ويعرف سرطان المبيض بـ«القاتل الصامت» لعدم ظهور أعراض خاصة بالمرض في المراحل المبكرة، بينما تتركّز الأعراض في المراحل المتقدّمة على الشعور بألم وتوّرم في البطن، أو انتفاخ، وفقدان الشهية والغثيان، وعدم انتظام الدورة الشهريّة.
ويعتبر المبيض غدّة تناسليّة أنثويّة تنتج البويضات والهرمونات الانثويّة كالأستروجين والبروجسترون. وتمتلك الأنثى مبيضين، يتناوبان على إنتاج البويضة في كلّ دورة شهريّة. وينتج سرطان المبيض عن تكاثر عشوائي وغير منضبط للخلايا داخل المبيض، أو تلك الموجودة على البطانة الخارجية له.
وخلال الندوة التثقيفيّة التي نظّمتها شركة الأدويّة «هوفمن لاروش» للإعلاميين عن سرطان المبيض أمس، لفت الاختصاصي في الأمراض النسائيّة والتوليد والأورام السرطانيّة النسائيّة في «المركز الطبّي التابع للجامعة الأميركيّة في بيروت» البروفسور محيي الدين سعود، إلى وجود ثلاثة أنواع من سرطان المبيض، مع الإشارة إلى أن السرطان الذي يصيب البطانة الخارجية للمبيض، هو الأكثر شيوعا.  
ويعتبر التقدم بالعمر من الأسباب الرئيسية التي تزيد من نسبة الإصابة بسرطان المبيض، حيث إن نسبة خمسين في المئة من المصابات هن من النساء اللواتي تجاوزن الخامسة والخمسين، بالإضافة إلى عوامل أخرى كالانقطاع المتأخّر للطمث والحيض المبكر، وعدم الإنجاب، ووجود سوابق عائليّة بسرطانات الثدي والمبيض. وعلى الرغم من وجود العامل الوراثي، إلا ان معظم حالات سرطان المبيض جرى تشخيصها عند نساء لا يمتلكن تاريخا عائليا بالمرض، كما أن النساء اللواتي عانين من سرطان الثدي هن أكثر عرضة للإصابة بسرطان المبيض.
وتتضارب نتائج الدراسات العلميّة حول التأثير السلبي او الإيجابي للعلاج الهرموني البديل الذي تلجأ إليه النساء بعد فترة انقطاع الطمث على الإصابة بسرطان المبيض. كما لا توجد علاقة بين التعرّض للضغط النفسي، وبين إمكانيّة الإصابة بسرطان المبيض.
في المقابل، يؤكّد سعود أن تناول حبوب منع الحمل، وإنجاب الأطفال، والرضاعة الطبيعيّة تساهم في الحماية من سرطان المبيض.
وبسبب عدم ظهور اعراض في المراحل المبكرة ووجود صعوبة في الكشف المبكر، يلحظ سعود أن نسبة خمسة وستين إلى سبعين في المئة من حالات سرطان المبيض، يتمّ الكشف عنها في المراحل المتأخرّة من المرض.
وتعتمد آليات الكشف عن سرطان المبيض على الفحص السريري، والتصوير بالأمواج فوق الصوتيّة (Ultrasound)، وفحوصات الدم المخبريّة. وأشار سعود إلى توفّر الفحوصات الجينيّة التي تساعد في الكشف عن إمكانيّة الإصابة بسرطان المبيض خاصة عند النساء اللواتي يمتلكن تاريخا عائليّا بسرطانات الثدي والمبيض، لافتاً إلى أنه «ليس جميع أورام المبيض التي يتمّ الكشف عنها أوراما خبيثّة، فالكثير منها هي أورام حميدة لا تستدعي الشعور بالخوف أو الهلع».
ويعتمد اختيار الطرق العلاجية، وفق سعود، على عوامل عدّة: كنوع الورم، ومدى انتشاره، وعمر المريضة ووضعها الصحّي. وترتكز سبل العلاج على الجراحة والعلاج الكيميائي. وتخضع معظم النساء المصابات بسرطان المبيض لعمليّات جراحيّة لاستئصال الورم السرطاني، فيما يساهم العلاج الكيميائي الذي يتمّ إعطاؤه عبر الوريد، أو عبر الفم، في الحدّ من خطر الانتكاسة وظهور السرطان مرّة ثانيّة.
وأكّد سعود أن الأبحاث العلميّة الحديثة تهدف إلى تطوير العلاجات المهدّفة ضدّ سرطان المبيض، مشيرا إلى أن التقدّم الطبّي في الجراحة والعلاج الكيميائي ساعد في تحسين وضع المصابات بالمرض، حيث إن نسبة 45 في المئة من المصابات اليوم يعشن لأكثر من خمس سنوات. 

السابق
أهالي حبوش يرفضون الكسارات
التالي
هل الهدف إنقاذ الأسد؟