النهار: هدوء نيابي وتأجيل حكومي يسبقان العواصف

ما جرى نهاراً في مجلس النواب من ابقاء القديم على قدمه في هيئة مكتب المجلس وفي اللجان اجمالاً، وماجرى مساء في مجلس الوزراء بقصر بعبداً من قراءة فذلكة مشروع موازنة السنة المقبلة تمهيداً لوضعه جانباً تفادياً للانقسام حول بند تمويل المحكمة الخاصة بلبنان، رأت فيهما مصادر نيابية بارزة "هدوءاً يسبق العواصف السياسية". وقالت ان عدم وجود اكثرية نيابية تمثل فريق 8 ايار 2008 لم يحقق ما اراد تحقيقه "تكتل التغيير والاصلاح" من تغيير في هيئة المكتب واللجان، في حين ان مأزق تمويل المحكمة وانعكاسه على مشروع الموازنة يكشف ايضا ان الاكثرية النيابية التي تكونت في كانون الثاني الماضي لم تعد قائمة في مجلس الوزراء.

مجلس الوزراء
وكان مجلس الوزراء انعقد مساء أمس في قصر بعبدا للبدء بمناقشة مشروع الموازنة ووصفت الجلسة بانها كانت "الاسرع… اذ بقي النقاش على ضفاف الموازنة"، كما قال وزير الشؤون الاجتماعية وائل ابو فاعور. اما وزير الطاقة جبران باسيل، فقال لدى انصرافه من الجلسة: "طالما انهم يعرفون ان مشروع موازنة كهذا لن يمشي، فلماذا تقدموا به؟".
وأفادت معلومات خاصة ان المشكلة الحقيقية تكمن في ايفاء لبنان المستحقات المتوجبة عليه للمحكمة وقيمتها 32 مليون دولار، تضاف اليها فروق ناتجة من ارتفاع سعر صرف الاورو وذلك قبل نهاية السنة الجارية. وعليه فان من المتوقع ان يرجأ بت هذا الملف، كما مشروع الموازنة، الى حين انتهاء المهلة تجنبا لتفجر المشكلة مبكراً داخل الحكومة.
 
مجلس النواب
أما في مجلس النواب، فان جلسته العامة أمس كانت قصيرة جداً وابقيت خلالها هيئة مكتب المجلس كما هي وكذلك اللجان في ما عدا تعديلات طفيفة.
لكن الحماوة كانت خارج الجلسة حيث قدم النائب ايلي كيروز باسم كتلة "القوات اللبنانية" سؤالا الى الحكومة عبر رئاسة المجلس عن خطف واحتجاز حرية مواطنين سوريين على الاراضي اللبنانية وتسليمهم الى السلطات السورية "في ظل غض نظر تام للحكومة اللبنانية وشبهة حول دور للسفارة السورية في لبنان وتقصير فاضح للاجهزة القضائية والامنية اللبنانية في هذا الشأن".
وفيما امتنع نائب كتلة "الوفاء للمقاومة" علي عمار عن الخوض في هذا الموضوع واختار توجيه تحية الى "الانتصار الذي تحقق اليوم (أمس) بعودة مئات الاسرى الفلسطينيين في سجون العدو الاسرائيلي"، علق النائب مروان حماده: قائلا: "من مفارقات الزمن ان يتلازم النضال ضد العدو الغاصب المحتل مع نضال الشعب العربي ضد الديكتاتوريات التي تاجرت بفلسطين لتقمع شعوبها". وأعلن ان السؤال الذي قدمه النائب كيروز "هو عنوان لحملة كبرى سنقوم بها في كل المحافل محلياً وعربياً ودولياً".

تداعيات التقرير
وأثار التقرير الأمني الذي نشرته "النهار" أمس والمتعلق بخطف السوريين الأخوة الجاسم تفاعلات قضائية ونيابية، فأبلغت مصادر قضائية "النهار" أن ذوي الأخوة ادّعوا أول الأمر أن أولادهم خطفوا فبوشر التحقيق لدى القضاء العسكري. وبعد فترة تنازلوا عن الدعوى وقالوا إنهم موجودون في سوريا. وفي هذه الحال أصبحت الدعوى غير ذات موضوع، فأودع الملف في حينه النيابة العامة التمييزية.

"حزب الله"
في المقابل، كشفت مصادر نيابية في لجنة حقوق الانسان أن ما قالته المصادر يستند الى ما تقدم به المحامي احمد حماده المقرّب من "حزب الله" لدى سرية بعبدا في 12 آذار الماضي عندما قدم سند توكيل من ذوي آل جاسم بالتراجع والتنازل والافادة ان المخطوفين موجودون في سوريا. وتبيّن أن الوكالة مشكوك فيها، كما أن التنازل لا يمكن أن يتم نيابة عن الاشقاء من آل الجاسم الذين هم بالغون. ولم يظهر هؤلاء لاحقاً في أي مكان، كما لم يحضر أي منهم الى السلطات اللبنانية ليدحض واقع خطفهم، مما أثار الريبة في خطوة المحامي وفي المعطيات التي قدمها من دون إثبات صحتها، وذلك بغية طمس القضية التي عادت الى الواجهة.

توغل
وترافق هذا الملف سياسياً مع توغل سوري جديد في الأراضي اللبنانية تمثل في دخول القوة الرابعة في الجيش السوري بلدة الدوار التي تقع على الحدود بين البلدين في محلة دورة الغزال – مشاريع القاع حيث يقع نصف البلدة في الأراضي السورية والنصف الآخر في الأراضي اللبنانية، فقتلت السوري احمد عادل أبو جبل في الجزء اللبناني من البلدة واعتقلت شقيقه عمار واقتادته الى داخل الأراضي السورية. وعلمت "النهار" من مصادر أمنية أن مواجهات حصلت في القسم السوري من البلدة، مما اضطر سكانها الى نقل ثماني جثث لقتلى سقطوا في هذه المواجهات الى الجانب اللبناني بعد تعذر الاهتمام بها في الجانب السوري.
ولاحقاً قال مصدر في قوى الأمن الداخلي لـ"وكالة الصحافة الفرنسية" ان الشقيقين قتلا وأوقف آخرون. فيما قال ناطق باسم الجيش اللبناني للوكالة إن هذه العملية "لم تجر في الأراضي اللبنانية بل داخل الأراضي السورية".
وتردد أن الجانب السوري سيرسل الى بيروت قريباً ملفاً مفصلاً عن تهريب الأسلحة من لبنان الى الجهات المعنية بغية ضبط المنافذ الى سوريا.
وليلاً تحدثت قناة "الأل بي سي" عن اشتباك بين افراد من الجيش السوري ومجموعة مسلحة على الحدود اللبنانية – السورية في خراج بلدة دير العشاير.

كتلة "المستقبل"
ورأت كتلة "المستقبل"، بعد اجتماعها الاسبوعي في بيت الوسط برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، في بيان ان "من يقف مع تمويل المحكمة سيقف مع نصرة الحق وكشف الحقيقة ومن يعارض تمويلها سيختار الوقوف في صف حماية المحرمين". واستغربت "صمت الحكومة عما جرى في ملف اختطاف معارضين سوريين". 

السابق
ماستر التنمية الريفية والبيئة في كلية الزراعة
التالي
تعديل الطائف قد لا يأتي لمصلحة المسيحيين