قبلان: ليتفرغ الحجاج للعبادة ويبتعدوا عن السياسة والتعصب

ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان خطبة الجمعة التي استهلها بالحديث عن الحج، فقال: “نتذكر هذه المحطة الإيمانية لنستفيد منها ونعتبر من مضامينها فنؤدي إحكامها ونتعاطى معها بصدق وإخلاص فنعمل بما يمليه الواجب علينا فنتعاطى مع عبادة الحج بكل مسؤولية، فنتأسى بالنبي محمد ونعمل بتعاليمه ونهتدي بهديه ولا سيما ان الحج فريضة عظيمة تحتم التعاطي معها بصدق ومسؤولية فنبتعد عن الغضاضة والعصبية ونتأدب بآداب الحج ونؤدي المناسك والشعائر بدقة لنكون في موقف مبارك وكريم فنراجع الحسابات ونتوب من سيئات أعمالنا لنرسم طريقا مستقيما لحياتنا ونبدأ بتهذيب أنفسنا ونبتعد عن الشطط واللغو ونضع نصب أعيننا ما فيه رضا الله تعالى فنقتدي بسنة النبي ونتأدب بآدابه ونعمل لمرضاة الله تعالى ونقلع عن كل عمل سيء ونتعظ من التجارب.ان الحج من أعظم العبادات ففيه ذكر الله تعالى وخلاص من سيئات الأعمال وتجديد للإيمان بالاقتداء بسنة النبي محمد والتأدب بآداب اهل البيت، اذ لا يجوز ان نتعاطى مع موسم الحج كبقية الأيام ففي الحج عظة وعبرة وموقف صحيح وعمل مبارك”.

ودعا المؤمنين إلى “معالجة المشاكل بالحكمة والحوار والموعظة الحسنة وعلى المسؤولين عن الحج ان يلتزموا الإصلاح ويتعاملوا مع الحجاج بمودة ومحبة ولا يتعاملوا معهم بغلظة وفظاظة لأن الذاهبين إلى مكة المشرفة والمدينة المنورة يتقربون إلى الله تعالى في حجهم وسيرهم مما يستدعي ان يتم التعاطي مع الحجاج بأدب ومحبة وتعاون”.

وقال: “على الجميع ان يتركوا السياسة جانبا في موسم الحج فيتفرغوا للعمل العبادي ويبتعدوا عن التعصب والغلظة، فموسم الحج يعلم الناس حسن السلوك والأدب والتربية والرفق بالآخرين وعلينا ان نتعلم من موسم الحج حسن السلوك ومكارم الأخلاق ومرضي الأعمال فنتأسى بالنبي والأئمة المعصومين ونتقرب إلى الله تعالى بأداء المناسك بصدق وورع ونبتعد عن كل عمل سيء”.

وطالب قبلان “حجاج بيت الله بعدم التدخل في ما لا يعنيهم فيكونوا في شفافية مطلقة وأدب يحفظهم ويزين أعمالهم، فيصبروا ويكظموا الغيظ حتى يؤدوا المناسك بإحسان وخلق كريم وعمل جميل ويكون في قولهم السكينة والرحمة والمودة، فيتجنبوا الخلط بين الحج والسياسة لأن سياسة الدول مرتبطة بالمصالح اما الحج فهو مرتبط برضا الله تعالى من خلال العبادة لله والعمل الصالح والسلوك السليم، ولا سيما اننا لا نضمر كيدا لأحد لاننا من المسلمين الذي اعتصموا بحبل الله وابتعدوا عن الكيدية. ونطالب النظام السعودي بالمحافظة على جميع الحجاج دون تفرقة بين حج واخر او مذهب وآخر، فلتكن الرعاية متساوية للجميع لتشمل العناية جميع الحجاج لأننا نريد ان يكون الجميع أخوة وكراما واحبة، ولا يجوز ان يتحلى احد بالغلظة وعلى الجميع التزام الأدب والاستقامة والأخلاق المرضية ولا سيما ان الحجاج ذاهبون لأداء مناسك عبادية ويجب ان تشمل الرعاية جميع الحجاج دون استياء”.

وتابع: “أوصي الشيعة والسنة ان يلتزموا الآداب والسنة النبوية ويبتعدوا عن كل حقد وضغينة فيكون الحجاج ممثلين لقيم الإسلام وتعاليمه والله سيكون معهم اذا كانوا في طاعة الله تعالى لأن الحاج يكون في رحاب الله تعالى متخلصا من كل ذنب وسيئة”.

وإذ أشار إلى ان “العرب يعيشون الحراك في كل بلادهم”، قال: “علينا ان نختار الأصلح والأفضل، فنقوم بواجباتنا الدينية ونلتزم تعاليم الحج التي تشتمل على الحكمة والأدب والسلوك والأخلاق فنلتزم تعاليم اهل البيت الذين طهرهم الله من كل رجس، ونعمل لنزع فتيل الفتن ونفتح صفحة جديدة نتعامل فيها مع كل الناس بمودة واحترام بعيدا عن التعصب”.

وطالب قبلان اللبنانيين “بالعمل لما ينفعهم، ولا سيما ان الحكومة أقرت تصحيح الأجور”. وقال: “علينا ان نتعاطى مع هذا التصحيح بمصداقية وواقعية وجدية فنصحح الخلل ونبتعد عن الشطط ونعمل لما يرضي الله تعالى ونبتعد عن كل إساءة، فالحكومة أقرت تصحيح الاجور بعد ان أقرت خطة معالجة ازمة الكهرباء مما يحتم ان نلتزم الحوار في حل المشاكل فنتعاطى بحكمة وروية في حل المشاكل. ان تصحيح الأجور عمل جيد نعتبر ان فيه خدمة للكادحين والعمال وأصحاب الدخل المحدود. وعلينا ان ننصف الناس ولا نظلم أصحاب العمل فنعطي العامل ما يحتاج ونأخذ من أصحاب العمل ما لا يظلمهم لنكون منصفين معتدلين، لذلك علينا ان نحترم الآخرين ونتجنب الظلم لان الظلم ممنوع والعتب مرفوع والاهانة ذل وخزي، وعلينا ان نحافظ على الناس وحقوقها ومطالبها. وإذا أردنا ان ننصف فان علينا ان ندرس عهد الإمام علي إلى مالك الاشتر فنعمل لإعطاء كل ذي حق حقه، فالإمام علي انصف الناس وان كان الناس لم ينصفوه. لذلك، نطالب الجميع بالرجوع إلى مبادىء الحق وقيم العدالة فيبتعدوا عن الظلم والغلظة والفظاظة والمراوغة والمشاكسة والقيل والقال”.

وبارك أخيرا، للفلسطينيين “إطلاق سراح الأسرى في القريب العاجل”، متمنيا “ان يكون إطلاق المعتقلين بداية خير لإطلاق كل الأسرى الفلسطينيين”. وقال: “نرى ان هذا العمل جيد ولكنه ناقص اذ يوجد آلاف المعتقلين سيظلون في السجون الإسرائيلية، لذلك نطالب بالعمل لإطلاق سراح كل المعتقلين. وهنا نسأل العالم عن الظلم والإصرار عليه من قبل الصهاينة الذين يعتقلون آلاف الأسرى ويعتدون على الشعب الفلسطيني ومقدساته، مما يكشف عن الظلم والعنصرية الصهيونية في التعاطي مع العرب. وعلينا ان نكون في حذر وترقب مستمر من كيد إسرائيل لأنها شر مطلق لا يمكن ان تأمن شره”. 

السابق
قاسم قصير: الدولة المدنية مفهوم بدأ ينتشر في الفكر الاسلامي
التالي
“الوطن”: إجراءات فعلية ضد إيران بعـد انكشاف مخطط اغتيال الجبير