هل يدفع علوش ثمن ولاية الفقيه؟

تركت الأزمة التي أحدثتها تصريحات المنسق العام لتيار المستقبل في طرابلس الدكتور مصطفى علوش ضد السعودية، وتعاطي «القيادة الزرقاء» معها، سلسلة علامات استفهام لدى الأوساط اللبنانية عموما، والطرابلسية بشكل خاص، لا سيما بعدما تبين للرأي العام حالة الصراع والاصطفافات المسيطرة على التيار والتي ترجمت ارتباكا واضحا على تصرفات بعض القيادات في إيجاد الحلول الناجعة مع علوش الذي تعتبر أوساطه أنه تعرض لاساءة كبرى عندما طلبت منه القيادة المركزية إيجاد المخارج لما صرّح به، ومن ثم طلبها من الدائرة الاعلامية تغييبه عن المهرجان الرياضي الذي نظمته جمعية «رياضيون لأجل لبنان» الذي شارك فيه أحمد الحريري والقى فيه علوش كلمة، كما وزعا الجوائز معا على الفائزين مساء يوم الجمعة الفائت.
ولا شك في أن صراع النفوذ القديم ـ الجديد الذي تشهده طرابلس بين أركان «التيار الأزرق» وتحديدا بين النائب سمير الجسر والنائب السابق مصطفى علوش، ساهم باعطاء الخطأ الذي ارتكبه علوش حجما كبيرا جدا، خصوصا في ظل محاولات الاستثمار التي يسعى البعض من خلالها لاستهداف علوش وتحجيمه وإظهار نقمة الرئيس سعد الحريري عليه.

وقد بدا الاصطفاف في هذا الاطار واضحا خلال اليومين الماضيين بين المطالبين برأس علوش والمتعاطفين معه، وهو الأمر الذي جعل القيادة المركزية تتخبط في معالجة هذه الأزمة التي لا تزال مفتوحة على مصراعيها، بالرغم من الاشارات السلبية التي فهمها علوش من خلال شطب اسمه وكلمته من خبر المهرجان، والتي جاءت مغايرة تماما للأجواء التي رافقت لقاءه مع أحمد الحريري خلال المهرجان وبعده في حفل العشاء الذي أقيم في أحد المطاعم في ضواحي المدينة على شرف الأخير. 
وبحسب المعلومات المتوفرة لـ«السفير»، فإن اتصالات مكثفة جرت بين أحمد الحريري وعلوش جرى خلالها نقاش مستفيض حول ما قاله الأخير عن المملكة، وأن الأجواء كانت إيجابية جدا حيث توافق الرجلان على المخارج اللائقة، وبناء عليه تم إدراج كلمة لعلوش في مهرجان «رياضيون لأجل لبنان» لم تكن مقررة من ضمن البرنامج الذي كان يقتصر على كلمتين فقط، الأولى لرئيس الجمعية وفيق إبراهيم والثانية للحريري الذي حرص على المشاركة الشخصية للاطلالة على جمهور طرابلس بعد انقطاع تام للنشاطات بسبب الأزمة المالية التي يعانيها التيار.
لكن ذلك (بحسب المعلومات) أثار حفيظة النائب الجسر الذي ضغط باتجاه أن تكون هناك كلمة لممثله منسق قطاع الرياضة في المستقبل ناصر عدرة، وهذا ما حصل بالفعل، فتمت إضافة كلمتي علوش وعدرة الى كلمتي إبراهيم والحريري.
وبعد انتهاء الكلمات وقف لنحو ساعة من الزمن يوزع الجوائز على الفائزين في المهرجان الى جانب الحريري، ولمس أن الأمور تتجه نحو الحلحلة، فحرص على متابعة النقاش معه خلال حفل العشاء حيث تم التداول بمخارج عدة وعد علوش بدراستها، مؤكدا التزامه بالسياسة العامة للتيار وولاءه الكامل للرئيس الحريري، لكن علوش فوجئ في اليوم التالي بأن اسمه قد شطب نهائيا من الخبر الاعلامي للمهرجان كأنه لم يكن موجودا، في حين أبقي على اسم ممثل النائب الجسر ناصر عدرة وكلمته. ولدى استفساره عن الموضوع، أبلغ أن ذلك كان بطلب من قيادة عليا في التيار، في حين (بحسب أوساط علوش) أثار شطب اسمه وكلمته زوبعة بين المسؤولين في تلفزيون المستقبل الذين طلبت منهم القيادة العليا إجراء مونتاج لشريط المهرجان وإخفاء كل ما يتعلق بعلوش، فرفض بعض المسؤولين في التلفزيون ذلك وأصروا على إبقائه لينشر الخبر خلال نشرة أخبار أمس الأول كما هو من دون تعديل، الأمر الذي ضاعف من حدة الخلافات والاصطفافات حول هذه الأزمة ضمن التيار.
ويشير مقربون من علوش لـ«السفير» الى «امتعاضه الشديد مما حصل عقب المهرجان، مؤكدين أن ما قاله المنسق العام ليس كفرا، وهو مقتنع بسلسلة من الثوابت، ولا يمكن أن يكون ضد القمع في سوريا وفي سائر الأقطار العربية، ويؤيد جلد امرأة في السعودية لأنها تجرأت وقادت سيارتها بنفسها».
ويقول هؤلاء «إن علوش لم يتلق لوما من الرئيس سعد الحريري، لكن يبدو أن بعض المتضررين من حضور علوش الفاعل ونشاطه الاعلامي المطرد وجدوا في ما قاله فرصة سانحة للانقضاض عليه والنيل منه. ويبدو أنهم نجحوا في تعبئة القيادة الزرقاء ضده، لذلك فإن علوش لن يعتذر عما قاله، وهو مستمر في تيار المستقبل حتى الرمق الأخير، لأن انتسابه للتيار هو فعل إيمان بثوابت ومبادئ ونهج الرئيس الشهيد رفيق الحريري».
هل يدفع مصطفى علوش ثمن «ولاية الفقيه» لدى «المستقبل»، التي لطالما اتهم بها «حزب الله»؟ 

السابق
السفير: الزيادات.. 250 للأجور وللمنح المدرسية و4 آلاف نقليات
التالي
الصحوة: مدنية لا اسلامية