النابلسي: سوريا تعيد تنظيم أوضاعها وشعبها يحافظ على وحدته رغم الضجيج الإعلامي

رأى العلامة الشيخ عفيف النابلسي، في خطبة الجمعة التي ألقاها في مجمع السيدة الزهراء في مدينة صيدا، "ان كل الضغوط التي تواجهها سوريا على المستوى السياسي والإعلامي والأمني وما يستتبعها اليوم من عقوبات تنطلق من نقطة أساسية، وهي أن المشروع الأميركي قد بلغ أعلى مستويات التراجع ودخل في المتاهة والحيرة والشعور القوي بالعجز والاحباط".

وقال: "بدأ الأميركيون يلملمون أذيال هزيمتهم من مناطق كانوا يعتقدون أنهم باقون فيها لمئات السنين المقبلة، ولكن التحول الكبير أن شعوب المنطقة خرجت من الجحر الذي فرضه الاستعمار القديم والجديد عليها، وبدأت تدرك مسؤولياتها إزاء كل هذه المؤامرات وتضاعف جهودها من أجل استقلال حقيقي يتحول إلى رافعة لنهوضها الحضاري والاقتصادي والاجتماعي".

وأكد "أن سوريا تعيد اليوم تنظيم أوضاعها بما يضمن سلامة واستقرار وأمن الشعب السوري، وبالتالي تمنع على أميركا وإسرائيل وغيرهما من الدول المعادية أن يدقوا بوابات كل المدن السورية عبر الفتن وأعمال القتل الوحشية".

واعتبر "أن كل ما يعمل له على الأرض السورية من مخططات يراد من خلالها أن تتوفر قوة بشرية وأمنية داخلية تجعل من سوريا مجالا حيويا لأميركا وإسرائيل، ولكن هذا الرهان البائس قد فشل وأصداء هزائم أعداء سوريا جعلتهم يتحولون إلى سياسة الاغتيالات لأشخاص يحظون بأعلى المقامات والرتب العلمية والبحثية. من هنا يصبح النظر إلى التحديات التي تواجهها سوريا في هذه اللحظات مختلفة عن المراحل السابقة لتضع القيادة السياسية والأمنية أمام واقع جديد ومسؤوليات جديدة. ولكن على الشعب السوري بكل مكوناته أن يكون متنبها لهذه الخطوة وأن يحافظ على تماسكه ووحدته كما هو الآن رغم الضجيج الإعلامي غير المسبوق".
وقال: "إنه من الغريب في هذا العالم أن نرى من يلجأ إلى اتخاذ عقوبات اقتصادية ضد سوريا ومن يدعو إلى إسقاط النظام وتغييره، فيما لا نسمع كلمة واحدة في حق النظام في البحرين. ولا نسمع بعقوبات وتجميد أموال وما إلى هناك. فإذا كان الغرب متحمسا للديمقراطية في سوريا فما بال البحرين.. وغيرها فهل تشكل نموذجا فريدا في الديموقراطية".
وأكد "أن القضية هي أن تسقط سوريا لأنها دولة مقاومة وممانعة لإسرائيل. ولا ترضى أن تكون تابعة أو قاعدة عسكرية لأميركا.. ولذلك هم يمارسون كل هذه الضغوط عليها. وفي المحصلة فليفعل الغرب ما يفعل فإن الشعب السوري سيبقى شعبا مقاوما وان أصحاب الأرض لن يتخلوا عن أصالتهم وقيمهم ولن يسلموا بلدهم إلى مشرحة التقسيم والتدمير والتخريب".
  

السابق
علوش: لن اتراجع عن ما قلته ومنفتح للحوار والحرية ضرورية بكل الاماكن
التالي
احمد قبلان: وحدتنا مصدر قوتنا في مواجهة التحديات