هل يمكن الرئيس انقاذ الصيغة؟

دعا رئيس البلاد العماد ميشال سليمان قبل مدة الى إعادة تفعيل طاولة الحوار الوطني مع اشارات الى امكان توسيعها وزيادة عدد المشاركين، نقلها اكثر من زائر لقصر بعبدا، ربما بنية حسنة من الرئيس سليمان لإرضاء العدد الاكبر من المجموعات والفئات اللبنانية، وربما عدد من الافراد لألف سبب وسبب، او ربما بنية غير بريئة بطلب من قائد اوركسترا ما لكسب أوراق إضافية تصب في مصلحة الرئيس شخصيا او في مصلحة فريق آخر بايعاز داخلي أو خارجي لا فرق. محاولة انقلابية جديدة جبهت بالرفض في مهدها، وخمدت معها كل الحركة والمساعي.
اكد الرئيس انه ماض في اعادة الروح الى الحوار الذي انشىء مؤتمره او طاولته لادارة الازمات عندما اقدم الرئيس نبيه بري على تعطيل دور مجلس النواب وكانت الحكومة في حال شلل. حضر الاجتماعات الاولى"زعماء الصف الاول" محاولين التوصل الى نقاط التقاء، لكنهم سرعان ما غابوا بعدما ثبت لهم عدم جدوى البحث في موضوعات لا "يمونون" على توفير الحل لها، واذا توصلوا الى اتفاق ولو بالخطوط العريضة، سيجدون حتما من "يعاتبهم بودّ" او يحرجهم فيمنعهم من اكمال المسير. وهو ما حصل اذ ان شيئا من مقررات الحوار لم ينفذ.
لكن السؤال الكبير اليوم ينطلق من امرين ويرمي الى هدفين:
الامر الاول انه لا يجوز ان يدعو رئيس البلاد فلا يلقى اي اذن صاغية لانه بعمله هذا يحرج نفسه وموقع الرئاسة معا، وتصبح الدعوة كأنها كلام خطابي لملء الوقت. فأين هم وزراء الرئيس يدافعون عن الخيار ويروجون للدعوة ويحفظون الموقع والشخص الذي اتى بهم. الا يجدر بهم ان يوضحوا على الاقل ويعرضوا العثرات رفعاً للمسؤولية؟
والامر الثاني هو انه لا يجوز عدم تقييم المراحل السابقة من الحوار وما حققته وما لم يتحقق، واعادة النظر ربما بالصيغة بعد انجاز تقييم مدروس.
واما الهدف الاول فهو دعوة الرئاسة الاولى الى عدم توجيه الدعوة مرة اخرى ما لم تكن ظروف نجاحها مهيأة بل مضمونة في حدها الادنى، وايضا العمل على تحضيرها كما فعلت الرئاسة الثانية باطلاقها المشروع في حينه، فلا تأتي الخطوة ناقصة كما حصل اخيرا.
والهدف الثاني دعوة الرئيس الى التمسك بتنفيذ كل المقررات السابقة قبل اي دعوة جديدة لانه، وان تبدل بعض الظروف والصلاحيات، يبقى المؤتمن على البلاد والدستور والامة. وفي ما عدا ذلك يصير الرؤساء الموارنة اسما بلا مسمى ويساهمون بقصد او من غير قصد بإضعاف رئاسة الجمهورية ثم البكاء على الاطلال، بما ينعكس سلبا على كل الوطن، وتضرب مترتباته السلبية الصيغة التي يتكلمون عنها علنا ويعمل كثيرون لنسفها سرا.  

السابق
السعودي وقدورة وقَّعا إتفاقية إنشاء فندق صيدون في صيدا
التالي
قل وقَّع.. ولا تقل سيوقِّع