الانباء: جنبلاط يتلقى تحذيرات والحريري يندد بالمجزرة المفتوحة وبري يرفض بروباغندا المعارضة وحزب الله ينفي تدخله في سورية ومجلس الأمن يعدّ قراراً حوله

الاوضاع الملتهبة في سورية يزداد انعكاسها على المشهد اللبناني، حيث للحكومة اللبنانية موقف واضح في الالتزام بمقتضيات النظام في سورية وللمعارضة اللبنانية مواقف اوضح في دعم انتفاضة الشعب السوري.

وهذا ما يخشى معه جديا من امتداد الصراع الدائر في سورية الى الساحة اللبنانية والذي بات قاب قوسين او ادنى من التفجر في ساحة الشهداء ليل الاثنين ـ الثلاثاء بين مجموعات من المثقفين اضاءوا الشموع حزنا على ضحايا القمع في سورية وبين حلفاء النظام السوري في لبنان الذين حاولوا تنظيم تظاهرة مضادة في المكان ذاته لكن التدخل الكثيف لقوى الامن جعل الامور تمر بسلام.

هذا الانشطار السياسي تبدى بوضوح في موقف لبنان من البيان الرئاسي لمجلس الامن، حيث امتنع وحيدا عن التصويت، وهو ما استحق شكر الرئيس بشار الاسد لوزير خارجية لبنان عدنان منصور الذي كرست زيارته الى دمشق وقوف لبنان الرسمي الى جانب النظام القائم في سورية.

وقبل الدخول في تفاصيل السجال اللبناني وفيما نفى حزب الله تدخله بالاحداث السورية، علمت «الأنباء» من مصادر ديبلوماسية في الأمم المتحدة أن مجلس الأمن الدولي يعد قرارا حول مشاركة «حزب الله» في قمع المدنيين السوريين المتظاهرين والتنكيل بهم وقتل جنود سوريين انشقوا عن الجيش جراء هذه الأعمال.

وأكدت المصادر ان القرار سيكون مفصلا بالوقائع والشواهد وموقعا بصور واصوات ضباط وجنود سوريين فارين من الجيش السوري وتوقعت ان يكون قرارا قاسيا للغاية.

في هذا الوقت رأى الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري ان المواقف العربية المنددة بما يجري في سورية حلقة في من حلقات التضامن مع الشعب السوري وحقوقه المشروعة في الحرية و الاصلاح والتغيير.

وجدد تأكيده ان لبنان لا يستطيع ان ينأى بنفسه عن المجزرة المفتوحة التي تشهدها اقرب الدول الشقيقة اليه، لكن لبنان يجب ان ينأى بنفسه عن التورط في تبني سياسات القمع التي يتعرض لها الشعب السوري الجريح.

وفي رد ضمني، قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في افطار رمضاني اقامه في السراي لوجهاء طرابلس، ان الظروف الدقيقة في المنطقة تحتم على اللبنانيين تحصين وحدتهم الداخلية لمنع تمدد الاخطار الى تركيبتنا الداخلية الحساسة التي لا تحتمل اي تخريب او مراهقة سياسية، او رهانات غير محسوبة قد تجر اضرارا جسيمة على الوحدة الوطنية، متسائلا عن مصلحة لبنان في اقحامه في آتون النار المشتعلة في محيطنا.

بري والبروباغندا

بدوره تصدى رئيس مجلس النواب لما وصفه بالبروباغندا التي تتهجم على الحكومة حينا، وحينا آخر على رئيسها. قائلا للقيمين على الحملة: فقدتم أعصابكم، واسألوا أسيادكم في مجـــلس الأمن عن موقف لبنان، فتسقطون اتهاماتكم.

وفي إفطار يوم شهيد «أمل» انتقد الرئيس نبيه بري بشدة المتعرضين للديبلوماسية اللبنانية حول موقفها في مجلس الأمن، حيث قال: لقد وصلت الرسالة، انكم تتهجمون على الحكومة التي لم تبدأ العمل بعد بشخص رئيسها من دون مبرر.

بالمقابل، دعا النائب السابق ناصر قنديل الوثيق الصلة بالنظام السوري من وصفهم بالمتدخلين بالشأن السوري الى تحديد موقعهم، وخصوصا منهم النائب وليد جنبلاط.

أما الرئيس سعد الحريري، فأضاف قنديل انه حدد خياره بأن بقاءه في الحياة السياسية اللبنانية مرتبط بسقوط النظام السوري وهذا يعني، برأي قنديل انه عليه ان يحزم حقائب الرحيل.

وربط قنديل «الصراخ» التركي بسقوط حماة، و«الصراخ» السعودي بقرب سقوط دير الزور.

جنبلاط: ما سمعته عن الأســد لا يبشر

وكان مصدر سياسي بارز نقل عن جنبلاط العائد من تركيا قوله انه خائف على سورية كسورية.

وأضاف: ما اسمعه في الخارج من تقييم لاستجابة الأسد لا يبشر بالخير.

جنبلاط استقبل ظهرا الوزير السابق وئام وهاب العائد من دمشق، الذي ربما كرر في السر ما قاله قنديل علنيا.

السابق
الحياة: عن ميقاتي تركيبة لبنان لا تحتمل عبثاً سياسياً والعنف الدموي لا يحل الصراع في سورية
التالي
الثورة السورية والتمثيل السياسي