«أشد» يكرّم الناجحين الفلسطينيين في «الثانوية العامة» و«المتوسطة»

 تنتظر الطالبة الفلسطينية جوليا العيساوي قراراً من «وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين – الأونروا» بتعلق بالمنح الدراسية التي تقدمها للمتفوقين، لتعرف ما إذا كانت مسيرتها الأكاديمية ستكلل بدخول الجامعة. فجوليا امتحنت في الثانوية العامة مؤخرًا، نجحت بتحصيل المعدل العام للمنح، فجمعت 69 في المئة علماً أن العلامات المطلوبة هي 65 بالمئة. وفي حال نيلها المنحة الجامعية، ستنتسب جوليا إلى «جامعة بيروت العربية» للتخصص في مجال «علوم الكمبيوتر». على الرغم من ذلك، تغيب علامات الحماسة عن وجهها، لأنها تدرك أن «مشكلة الفلسطيني ليست بالتعلّم، بل بإشراكه في سوق العمل اللبناني».
في سياق متصّل، كانت شهادة «الثانوية العامة» هي «الثالثة الثابتة»، بالنسبة إلى الطالب عمر عبد الغني، الذي فاز بها بعد ثلاث دورات تقدّم فيها للامتحان، وفشل أصاب المرتين السابقتين. إلا أن عمر هو من الشباب الطموحين، الذي بدأ يعمل في مجال إدارة الفنادق كنادل في أحد فنادق النجوم الخمسة. وبعد نيله الشهادة، سيتخصص في مجال «إدارة الفنادق» في جامعة «AUL». ويشرح عمر أنه «لن يتمّ تثبيتي في الفندق كوني فلسطينيا، ولذلك، أحلم بامتلاك فندق.. حلم أسهل من إقرار قانون العمل للفلسطينيين».
أما الطالب علي سريج فهو الأكثر حظّاً من بين زملائه، كونه من القرى السبع، أي فلسطيني الأصل، إلا أن عائلته حصلت على الجنسية اللبنانية منذ زمن طويل. وبما أنه فلسطيني – لبناني، فقد أتيح له العديد من الخيارات، ولذلك، قرّر التخصص في الطب أو الصيدلة في «الجامعة اللبنانية الاميركية».
يقدّم هؤلاء الطلاب الثلاثة نموذجاً عن المئات من زملائهم، الذي كرّمهم «اتحاد الشباب الديموقراطي الفلسطيني – أشد»، مساء أمس الأول، في حفل شهدته مدرسة الشهيد حسن قصير، برعاية رئيس اتحاد بلديات الضاحية الحاج ابو سعيد الخنساء، وحضوره. وبالإضافة الى الناجحين في الثانوية العام، كرّم الاتحاد أيضًا التلامذة الناجحين في الشهادة المتوسطة.
وحضر الاحتفال مسؤول الجبهة الديموقراطية في لبنان علي فيصل، والقائم بأعمال السفارة الفلسطينية أشرف ذبور، والمستشار الثقافي في السفارة الإيرانية علي آياتي، ومحمد خالد ممثلاً مدير «الأونروا» سيلفاتوري لومباردو، ومسؤول مؤسسات «حركة أمل» التربوية علي خليل.
وأكدّ الخنساء على العلاقة الوطيدة التي تربط الشعبين الفلسطيني واللبناني، معتبراً ان «هذه الكوكبة من الطلاب تسطر بنجاحها فعل المقاومة وجدوى استمرارها».
من جهته، دعا رئيس «أشد» في لبنان يوسف أحمد، وكالة «الأونروا» الى «وضع استراتيجية تربوية واضحة تعالج من خلالها المشكلات التربوية ولا سيما انهاء نظام الدفعتين ومشكلة اكتظاظ الصفوف والترفيع الآلي ووقف سياسة التسريب القسري المتبعة في المرحلة الثانوية». وتوقف أحمد «امام النسب المتدنية للنجاح بالشهادة المتوسطة بمدارس الأونروا والتي لم تزد عن 52% على مدى السنوات الماضية». كما طالب الأونروا بـ«الاهتمام بمعهد سبلين وتجهيزه بالمعدات الحديثة وتطوير دوراته وتخصصاته وتنويعها بما ينسجم مع سوق العمل واحتياجاته».
واعتبر احمد ان «انشاء الجامعة الفلسطينية في لبنان، هو الحل الاستراتيجي لأزمة التعليم الجامعي التي تتفاقم عاماً بعد عام، والتي لا يمكن لعدد من المنح أو بعض المساعدات الجزئية التي تقدمها وكالة الأونروا او بعض صناديق الطلبة أن تعالج جذورها في ظل الارتفاع المتواصل للاقساط الجامعية».
بدوره، دعا فيصل «الأونروا، بالتعاون مع منظمة التحرير والدول المانحة، الى بناء جامعة فلسطينية في لبنان لتأمين التعليم الجامعي المجاني وتأمين المنح الكاملة للطلبة اضافة الى بناء مستشفى خاص باللاجئين الفلسطينيين والمساهمة في توفير الاموال اللازمة لاعمار مخيم نهر البارد».
وقبل توزيع الشهادات على الناجحين وتقديم الدروع، قدم الفنان مصطفى زمزم وفرقته الفنية مجموعة من الأغاني الوطنية. 

السابق
صيدا تعيش المساكنة السياسية
التالي
صيدا تودّع المطران جورج كويتر: نموذج الحوار والعيش الواحد