أوضاع مقلوبة.. في انتظار الحسن والحسين!

 خيرني منتج مسلسل «معاوية والحسن والحسين» مدير شركة «المها» للانتاج الفني محمد سامي العنزي، ونحن في غرفة ملابس الممثلين ومكياجهم أثناء التصوير العام الماضي في بر العقبة في الأردن، ومن باب حب الاستطلاع بين ملابس شخصيات المسلسل فاخترت ملابس سيدنا علي بن ابي طالب كرم الله وجهه التي ستظهر بالمسلسل من دون وجه الشخصية التي سترتديها!
كانت عبارة عن رداء أبيض ثقيل جميل ومكلف، وعمامة غليظة ناصعة البياض ارتديتها ثم اتجهت اجر ثوبي بفخر رافعاً رأسي وسط الخيول والبعارين والممثلين الذين معرفتي بهم وبالفن لا تتعدى معرفة جدتي رحمها الله بنانسي عجرم هداها الله!
في موقع التصوير تلمست إرهاق الممثلين في إعادة المشاهد مرات عدة وصولاً للدقة في اللفظ والحركة والهمسة والسكنة، بصحبة عدد من زملاء القلم د.عصام الفليج، د.مبارك الذروة، د.عبداللطيف الصريح، ومرزوق الحربي!
همست في اذن العنزي وبالقرب منه شريكه في الانتاج د.محمد الحسيان: عندكم فتوى تحل تجسيد شخصيات آل البيت عليهم السلام وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ابتسم قائلاً: وهل تعتقد بأننا سنقدم على تلك الخطوة وبما تكلفه من ملايين الدولارات من دون سند شرعي؟ قلت: يهمني أن أعرف رأي علماء الشيعة قبل السنة!
قال: خذ عندك السيد فضل الله والسيد علي الأمين من لبنان، والسيد السيستاني من العراق، والبقية تأتي! قلت وماذا عن ربعنا السنة؟ قال: من الأسماء التي أجازت العمل الشيخ يوسف القرضاوي والشيخ سلمان العودة والشيخ حسن الحسيني حيث تم تشكيل لجنتين شرعية وتاريخية بهدف سد كل الثغرات والتوفيق في الرؤية السنية الشيعية للأحداث.
تذكرت تلك المشاهد وأنا أسمع واقرأ الهجوم الشرس على المسلسل من أجل التخريب على توزيعه بين المحطات، التي بلغت حسب آخر لقاء تحدث به المنتج لموقع «الآن» الإلكتروني تسع محطات.
فإذا أبديت تحفظي وبشجاعة على ظهور شخصيات آل البيت في المسلسلات رغم إجازة البعض لها فإن الغريب العجيب والمحير أمر ما يسمى بتجمع ثوابت الشيعة الذي شن وما زال وما برح وما استكان وما فتئ يشن هجومه شنا مستميتا لإيقاف المسلسل بسبب تشكيكه في تجسيد تلك الشخصيات الجليلة، في الوقت الذي صمت عن تجسيد إيران لشخصية سيدنا يوسف بن يعقوب عليهما السلام، وانكاره وجود شخصية عبدالله بن سبأ التي ذكرها الشيخ الشيعي الحسن بن موسى النوبختي رحمه الله في كتابه «فرق الشيعة»، صـ 22، بقوله «وهذه الفرقة تسمى السبئية اصحاب عبدالله بن سبأ». فسبحان الله كيف يحكمون!

على الطاير
رغم أنني أصد صداً جميلاً عن فضائيات التلفاز في رمضان شهر العبادة والغفران لا الدمبكة والرقص والفلتان، إلا أنني سأكون شغوفاً بمتابعة ذلك المسلسل التاريخي الذي أسأل الله له النجاح وأجر من قام عليه حتى يصد الصائمون عن متابعة سخافات البرامج الرمضانية ومسابقات (أبي، أمي، أبي، أبوي)! ومن أجل تصحيح هذه الأوضاع بإذن الله نلقاكم!
 

السابق
الاحتراف الإيراني في العراق
التالي
هل تشمل حماية الشهود مرتكبي جرائم؟