زحمة مرشّحين للتعيينات لدى الأكثرية

يعتقد افرقاء النادي الحكومي ان كثراً من اللبنانيين يرحّبون بكل ما يصدر عن مجلس الوزراء ورئيسه نجيب ميقاتي الذي أعطى تعليماته الى الوزراء بالاستفادة من كل دقيقة وعدم التقصير في توفير الخدمات المطلوبة للمواطنين، للايحاء ان عمل الحكومة مختلف عما كان سائداً ايام الحكومات السابقة.

وفي المقابل فان قوى المعارضة تستمر من موقعها في جبه كل ما تقدمه الحكومة في اكثر من ملف، ولا تفارق عبارة "حكومة حزب الله" بياناتها.
ويطغى ملف التعيينات العسكرية والقضائية والادارية في المواقع الشاغرة على اهتمامات الفريقين، كل وفق حساباته. ويطرح سؤال عند جمهور المعارضة كيف لم يستطع فريق 14 آذار انجاز التعيينات وصون السلطة قبل ان ينتقل الى ضفة المعارضة حيث يندب حظه لعدم إتمامه هذا الملف عندما كانت اكثر المفاتيح في يديه.
وتفتح الابواب اليوم امام الاكثرية الجديدة للاستفادة من حقل التعيينات، وتعج اروقة اكثر من مقر ودارة سياسية بتشكيلة من الوجوه التي تقدّم سيرها الذاتية وبعضها مدعوم بوفود عائلية، على أمل احتلال مقعد في وظائف الفئة الاولى.
وتشغل التعيينات فرق الاكثرية، لذلك يفضل رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط على سبيل المثال عدم سؤاله عن هذا الملف الذي يهمّ عائلات درزية عدة.
ويبقى الموضوع نفسه عند حركة "امل" و"حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، من دون نسيان الرئيسين ميشال سليمان وميقاتي ولا سيما ان الاخير سيملأ "الفراغات" في المواقع السنية بالاسماء المناسبة.
ومنذ اليوم الاول لمقاربة الحكومة ملف التعيينات، اخذت المعارضة تشنّ حرباً استباقية على الاسماء المطروحة التي طالت اكثر سهامها اسم المدير العام الجديد للامن العام اللواء عباس ابرهيم.
وتحذر قوى 14 آذار من سياسة الكيد وممارسة الثأر في التعيينات او استهداف الوجوه المحسوبة عليها والتي تحتل مواقع ادارية وأمنية في مؤسسات الدولة.
وترد الاكثرية بسخرية على هذا الكلام الاستباقي من المعارضة وتقول ان ممارسات فريق 14 آذار في المؤسسات والادارات كانت اكثر من مضيئة ومشجعة، وتصلح تجاربها للتدريس في كليات ادارة الاعمال والعلوم الاقتصادية. وينصح هؤلاء بأن يقدموا مثالاً ما فعلوه في وزارة المال، اذ أفرغوا هذه الوزارة الحيوية من الاهداف والصلاحيات المعطاة لها وحوّلوها لمصالح ازلامهم وسياستهم المالية، وتعاونوا مع مجموعة من المستشارين وأقصوا أكثر الموظفين الرئيسيين وشكّلوا ادارة موازية لا يستطيع احد محاسبتها، وان كل خروقهم هذه لقواعد الادارة والمحاسبة يستطيع ان يكتب عنها المدير العام للوزارة الان بيفاني مجلدات.
لذلك تدعو الاكثرية اركان المعارضة الى الاستراحة والاطمئنان، باعتبار ان كل من ستعيّنه الحكومة الجديدة، أفضل في رأيها بدرجات من بعض الاسماء التي أتوا بها الى الادارات، وليكفوا عن الحديث عن الكيد والثأر، لأن عجلة النهوض بالبلاد في اكثر من قطاع ستسير و"السلام على هذا النوع من المعارضة".
وترد باستغراب على عدم التجاوب مع دعوة رئيس الجمهورية الى اعادة الحياة الى طاولة الحوار والشروط التي يضعها فريق 14 آذار، ولاسيما "تيار المستقبل" الذي طالب بـ"حصر الحوار بسلاح حزب الله".
وتسأل: "هل جرى في الجلسات السابقة حصر الحوار بهذه النقطة فحسب"؟
وتدعوهم الى تذكّر موضوعات عدة بحثت بالتفصيل على طاولة الحوار وتركت اطمئناناً لدى اللبنانيين.
وفي المناسبة كان بري اول من ردّ على كتلة "المستقبل"، وعلق على بيان اجتماعها الاخير رافضاً "وضع الشروط المسبقة".
وعندما تناهى اليه ان الرئيس فؤاد السنيورة ردّ عليه، أجاب: "ردّي على الرئيس السنيورة يكون على طاولة الحوار لأنها المكان الطبيعي لمناقشة ازماتنا، إذا كنا فعلاً نريد علاج ما يهدد بلدنا، وهذه رسالتي الى السنيورة".
ويسأل رئيس المجلس في موضوع آخر: "لمَ هذا الهجوم والاعتراض من بعض افرقاء 14 آذار على دعوتي وزارة الداخلية والحكومة معاً الى الاسراع في انجاز قانون للانتخاب قبل الوصول الى موعد هذا الاستحقاق سنة 2013؟ ما هي الجريمة التي أرتكبها إذا ناديت بالنسبية وبلبنان دائرة انتخابية واحدة؟
ويدافع عن طرحه بالقول: "اذا توصلنا الى هذا القانون على اساس النسبية سيكون المسيحيون أول المستفيدين".
ويعترض رئيس المجلس على افرقاء ينادون بتطبيق النسبية في ادبياتهم السياسية وخطبهم طوال اربعة اعوام، عندما يحين موعد وضع القانون يعودون الى الوراء على غرار ما حصل في دورة الانتخابات الاخيرة التي نبشت قانوناً زاد عمره على نصف قرن.
ومن هنا سيتصدّر ملفا التعيينات وقانون الانتخاب الواجهة بعد انضمامهما بقوة الى الملفين المعلقين، جلسات الحوار والتعامل مع المحكمة الدولية.

السابق
النهار:الحريري يتهم نصرالله بحملات الكراهية
التالي
سيارة انزلقت من فوق جسر في حاصبيا