تظاهرة القبّة: ايران واسرائيل وجهان لعملة استعمارية واحدة

 جَريا على العادة منذ اسابيع عدة، انطلقت تظاهرة في القبّة من مسجد حمزة بعد أداء الصلاة، تحت عنوان "دعم نضال الشعب السوري"، متخذة هذه المرة منحى سياسيا جديدا يتمثّل في اعتبار ايران عدوا يوازي في خطورته الدولة العبرية.

فقد تطرّق إمام المسجد الدكتور زكريا عبد الرزّاق المصري في خطبته الى ما وصفه بـ "مَسعى الفُرس لإقامة دولتهم العنصرية الكبرى التي تمتدّ من ايران فالعراق فسوريا فلبنان، لتواكب دولة اسرائيل الكبرى التي تمتدّ من الفرات الى النيل بدعم عسكري استعماري مادّي ومعنوي، مستغلّين حال الضعف التي تمرّ بها الأمة، فتكون هذه الدولة وتلك وجهان لعملة استعمارية واحدة". وانتقد المصري "دعم إيران النظام في سوريا بالعتاد والخبراء والمال، ضدّ الثورة الشعبية التي تسعى الى تغييره والعودة بسوريا الى أصالتها العربية"، مشيرا الى ارتباط حزب الله الوثيق بإيران عبر ولاية الفقيه، من خلال التصاريح المتوالية لأمينه العام السيّد حسن نصر الله". وتساءَل عن "سكوت مؤيّدي المشروع الفارسي عن احتلال العراق، والمخطّط المتمثّل في السعي الى إقامة دولة فارسية على أرض العرب، كما أقام الاستعمار البريطاني دولة إسرائيل على أرض فلسطين، إمعانا في تمزيق الأمّة والحيلولة دون عودتها الى الوحدة ".

واعتبر أن "المطلوب من جميع الطوائف في سوريا، وغيرها من البلاد العربية والاسلامية، الوقوف في وجه المخطّط الاستعماري العنصري الخطير لإجهاضه ". وخَتم: "نتساءل هل يرضى دولة الرئيس نجيب ميقاتي، ابن طرابلس البار وسليل أهلها الأوفياء، أن يكون عرّاب هذا المشروع العدواني، بانتقاله من فريق الرابع عشر من آذار المؤيّد للحكم المشترك الى فريق الثامن منه، الساعي الى التفرّد بالحُكم، ليكون دولته على رأس حكومة غريبة عنه ومتمرّدة عليه ؟".

وبعد الخطبة وأداء الصلاة، خرج المصلّون في مسيرة حاشدة جالَت شوارع القبّة القريبة من المسجد، وتوقّفت عند ساحة ابن سينا حيث أقيم حفل خطابي داعم للشعب السوري وانتفاضته، وتخَلّله إحراق للعلمين الاسرائيلي والايراني، وسط هتافات منددة بإيران والنظام في سوريا ومساندة للشعب السوري. 

السابق
هذه هي الهواجس المطلوب من الحكومة أن تُجيب عنها
التالي
الشيخ» وليد المعلم!